في عام 2013 أجرى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو اتصالاً بوكيله يطالبه بسرعة حسم الأمور مع مانشستر يونايتد لكن مسؤولي المانيو كانوا قلقين، بسبب مشاكله في إسبانيا ولم يلتفتوا له ، كما أن ديفيد جيل ،المدير التنفيذي لمانشستر حينها، أخبر مينديز في خريف 2012 أن بيب جوارديولا هو خيار فيرجسون الأول، ونقلت «التايمز» وقتها تصريحاً منسوب إليه قال فيه :"مشكلة مورينيو انه حينما تزداد الأمور سوءا، لا يتبع قواعد النادي بل يفعل ما يحلو له، وهذا غير مقبول هنا".
أحضر مانشستر يونايتد «مويس» ثم «فان جال» وأحضر مانشستر سيتي «جورديولا» والنتيجة نجاح باهر للغريم التقليدي صاحب التاريخ الأقل والمستقبل المبهر بفضل الأموال والاستثمار الجيد، فلم يكن أمام «يونايتد» سوى إحضار مورينيو متجاهلين ما قالوه سابقاً وما حدث في تشيلسي قبل قدومه إليهم.
هذا الموسم يعد الثالث لمورينيو اشترى خلال فترته ماتتيتش،بوجبا،إبراهيموفيتش، إريك بايلي، لينديلوف، وغيرها من الأسماء لكن النتائج لم تكن على المستوى المطلوب باستثناء الفوز بـ "اليوروبا ليج"، وهو ما لا تطمح به إدارة مانشستر يونايتد.
- خسارة "غرفة الملابس" تعني خسارة كل شيء
بدأ الـ" سشبيال وان" الموسم الحالي مستكملاً مسلسل "خسارة غرفة خلع الملابس" بعد هجومه أكثر من مرة على لاعبيه والإدارة ولم يترك أحد، ظهر البرتغالي ناقماً غاضباً ولا يدري ما يفعل أو يقول.. في كرة القدم يقال دائماً إن «خسرت غرفة الملابس» ستخسر معها كل شئ، يتأمر اللاعبين ضدك تبدأ الهزائم ثم تنتهي بالرحيل، ولعل خير تجربة على ذلك فترة «مو» مع الميرينجي.
ربما تلك مشكلة مورينيو في الأعوام الخمس الماضية من ريال مدريد إلى تشيلسي ثم مانشستر يونايتد وحين يفقد السيطرة يفقد شخصيته وقدرته التدريبية فيخرج فريقه باهتاً مهزوماً لذا لا عجب في ما وصل إليه مانشستر الأن على يد "سبشيال وان"، فلا يمر يوم إلا وبمشكلة جديدة أخرها عندما وبخ أليكسس سانشيز أمام اللاعبين قبل مباراة ويست هام، ومن قبلها استبعده وانتقد مستواه، مع العلم أن مورينيو كان أكثر من أصر على استقدام اللاعب التشيلي من أرسنال ويحصل أسبوعيا على 500 ألف استرليني، ومن سانشيز إلى صراع مع بوجبا، فسحب منه شارة القيادة، وهاجمه في التدريبات لتصبح الأمور بين الاثنين معقدة تماماً في صراع دائماً ما يفشل فيه مورينيو، أن تفقد غرفة الملابس معناها واضح أن ترحل.
- مورينيو لم يتعلم الدرس
لم يتعلم مورينيو منذ الموسم الأول الدرس، حيث دأب الهجوم على لاعبيه، في أحد المباريات قال "في الهدف الثاني لواتفورد كان الظهير الأيسر لنا بعيدا عن منافسه بـ25 مترا بدلا من 5 فقط، وحتى مع ذلك كان يجب أن يقفز ويضغط ولكن هناك بعض اللاعبين لديهم بعض المشاكل في التعامل مع الأمور السلبية".
وتابع "رأيت انعدام شخصية وانعدام رغبة في اللعب وعندما يكون لديك 4 لاعبين من أصل 11 لاعبا لا يريدون اللعب فهذا يحبطني للغاية، رأيت الكثير من اللاعبين وكأنهم يتمنون أن أخرجهم من الملعب"، استمرت حالة الهجوم حتى السنة الماضية، وهاجم خلالها «بوجبا، هيريرا، لوك شو، مارسيال، وقائمة طويلة» في النهاية خرج اليونايتد صفر اليدين.
- الأزمات بدأت مبكراً
لكن حالة الهجوم بدأت الموسم الحالي مبكراً «يونايتد» تواجد مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية لخوض فترة إعداد قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد في الدوري الإنجليزي موسم 2018/19، ولم يستطع البرتغالي إخفاء استيائه من الطريقة التي خاض بها فريقه معسكر التحضيري بسبب غياب العناصر الأساسية للفريق لانشغالهم بقضاء العطلة الصيفية عقب نهاية مشاركتهم مع منتخبات بلادهم في بطولة كأس العالم الأخيرة بروسيا.
مورينيو ألمح لبعض اللاعبين بقطع إجازتهم للعودة إلى التدريبات من أجل الاستعداد الجيد للمباراة الافتتاحية الأولى بالبريميرليج والمقرر إقامتها يوم الجمعة المقبل أمام ليستر سيتي ليتملكه الإحباط بسبب عدم تلقي ردود إيجابية من جانب اللاعبين.
- نهاية حزينة للـ"سشبيال وان"
مورينو اليوم بسبب هذه التصرفات يمر بموسم صعب قد يشهد نهايته مع اليونايتد وقد يشمل نهاية سمعته كمدرب كان يوماً ملء السمع والبصر، في هذا الموسم فقط خسر من برايتون وتعادل مع ولفرهامبتون وخرج من الكأس أمام ديربي كاونتي فريق الدرجة الثانية ثم خسر من ويست هام، لكن رغم كل النتائج تبقى الخطوة الأساسية في خسارته غرفة خلع الملابس.
اقرأ ايضا: كلوب: مشكلة صلاح في إنهاء الهجمة مثل ركوب الدراجة لأول مرة
«يجب على الفريق إظهار خيارات أكثر في الهجوم، أنا مجرد لاعب ولست المدرب ولا أحب أن أقول ذلك الأمر علينا أن نلعب بطريقة أفضل في الهجوم، لم يكن هناك شكل هجومي للفريق بعد هدف التعادل لولفرهامبتون، لم نسبب أي مشاكل للفريق الضيف، علينا أن نهاجم أكثر على ملعبنا»، تصريحات أطلقها بول بوجبا اللاعب الأغلي في تاريخ مانشستر يونايتد ربما الجزء الأهم فيها ليس فقط الانتقاد الفني لكنها تعبير أمثل أن «سبيشيال وان» أصبح فاقداً القدرة على السيطرة.
شهدت مسيرة مورينو منذ 2013 وحتى 2018 نجاح واخفاق حيث درب ثلاث فرق في 5 سنوات هي ريال مدريد وتشيلسي ثم مانشستر يونايتد وهو مقارنة بالفترات السابقة ليست طبيعة مورينيو الذي عادة ما يستمر عدة مواسم، صحيح ليست طويلة لكنه لا يترك منصبه إلا بعد تحقيق ألقاب ونجاحات.