"أصابه الكبر".. مرفق النقل العام بالغربية يحتضر.. مقابر عامة "جراج" للأتوبيسات الخردة.. ورئيس "طنطا": سلمنا المرفق لشركة خاصة (صور)

«أصابه الكبر»، ربما هذا هو الوصف الأقرب والأدق لمرفق النقل الداخلى بمحافظة الغربية، تلك الأتوبيسات المعدنية التي تشكو الإهمال، تقدمت في عمرها، ولم تجد طبيبًا يدواي «أعطالها»، رغم ما حملته في حياتها لكنها تحتضر ولا تجد شيئًا تحيا به قليلًا لتستمر في حمل أبناء الغربية.

صار مرفق النقل العام بالغربية، مجرد علب معدنية، لا ترقى لنقل الحيوانات وليس البشر، المقاعد متهالكة تخرج كسوتها، وكأن أحدهم شقها بسكين، أما أرضها المعدنية "مرقعة" كقطة قماش قديمة تهالكت وعفا عليها الزمن، أما من الخارج، الأمر لا يختلف عن الداخل كثيرا، بعض الأتوبيسات خرجت أسلاكها وقطع غيارها المعدنية من الهيكل، وسقطت بعض أجزاء الأبواب الخلفية معلنة رفضها للوضع الحالى وما آلت إليه المنظومة.

الجراج الخاص بالمرفق عبارة عن ساحة كبيرة ممتدة على أطراف كل مدينة، وكأنها مقابر لدفن المرفق.

«أهل مصر»، كانت هناك، في جراج مدينة المحلة الكبرى إحدى أكبر مدن المحافظة، في تلك المساحة الشاسعة، والتي كانت يومًا ما تمتلئ بالحياة، ومنذ سنوات قليلة تحولت إلى أطلال ترامت على أطرافها جثث الأتوبيسات القديمة فى حالة يرثى لها.

وسائل نقل «غير آمنة»

يقول "أنور نبيل"، أحد سائقي هيئة النقل العام: "تلك الأتوبيسات التى تتحرك بنا نحن الموظفون، والمواطنون داخل المحافظة، ما هى إلا وسائل غير آمنة، بعيدا عن العادم الذى يؤذى المواطن وكل ما يقابلنا فى الطريق، الحالة متردية، مع كل رحلة من الموقف إلى القرية أو المركز الذى يتوجه إليه الأتوبيس ندعو الله ألا يتوقف بنا كالعادة فى الطريق، أما فني التصليح "الميكانيكى" فى الجراج يعمل بمبدأ "الشاطره تغزل برجل حمار"، أى بأقل الإمكانيات المتاحة، ولكن الهيئة بالكامل بموظفيها تحتاج إلى تغيير وتبديل.

وتناول أطراف الحديث "مخلص محمود"، أحد رواد أتوبيسات المرفق: "بحكم عمل كمندوب مبيعات، أضطر يوميا لركوب أتوبيسات الهيئة، سواء داخل مدينة طنطا أوالمحلة، أو بين المراكز المختلفة كالمحلة سمنود وزفتى وبسيون، إلا أننى يوميا أرى الموت بعينى، الزحام الدائم والضغط على الأتوبيسات لانخفاض تكلفة السفر داخلها جعلها ملجئًا لكثير من المواطنين، ما أدى إلى تهالكها وانتهاء عمرها الافتراضى، إلا أننا نعشق إعادة التدوير والترقيع، بدلًا من تغيير الأتوبيسات وتطويرها؛ لاستيعاب ذلك الكم الهائل من المواطنين، يكون البديل تصليحها "أدى لزوبه زقة، لكن زوبة بتقطع أنفاسنا إحنا وولادنا".

وتابع "عمرو الضوى"، أحد رواد المرفق: "نستقل أتوبيس النقل العام يوميا من موقف المحلة الكبرى للوصول إلى الجامعة في مدينة طنطا، إلا أننا طوال الطريق نعاني، اختيارنا لأتوبيس النقل الداخلى ليس بطولة، إنما هرب من زيادة أسعار المواصلات، تذكرة الأتوبيس 5 جنيهات أما السرفيس 6 جنيهات ونضطر إلى ركوب وسيلة داخلية تكلفتها جنيه ونصف، وهو ما يعد عبئًا على كاهل الأهل الذين ينفقون علينا.

وأضاف "الضوى" على الرغم من انخفاض تكلفة مرفق النقل إلا أنه غير آمن وكثيرا ما نضطر إلى الوقوف طوال الطريق، ناهيك عن الرحلة الطويلة والتى تمتد إلى أكثر من 45 دقيقة، بين الأعطال والعادم والزحام، ولكن لا مفر إلا القطار الذي لا يختلف كثيرا عن الأتوبيس.

وعلى صعيد متصل، يقول المحاسب "فتحى الفقى" رئيس مدينة طنطا: "وردت عدة شكاوى من المرفق خاصة أن مدينة طنطا تعتمد بصورة كبيرة عليه، إلا أن السكرتير العام السابق اللواء طلعت منصور أعلن قبل رحيله بساعات أن شركة نقل من كفرالشيخ تسلمت المرفق، وتبدًا العمل فيه خلال 20 يومًا بخدمة مميزة، بنفس ثمن التذكرة.

وصرح مصدر مسئول بديوان عام المحافظة، بأن الشركة كانت من المقرر أن تتسلم المرفق منذ 30 أغسطس الماضي، والدفع بـ133 أتوبيس حديثًا مزودًا بخدمات إنترنت، إلا أن ذلك لم يحدث وتوقف لأجل غير مسمى بدون سابق إنذار.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً