"البئر في معبد الأقصر".. الكثير من الأهالي ربما لا يعرفون أن معبد الأقصر به بئرا قديمة كانت موجودة، تم حفرها من قبل العائلات التي كانت تسكن المعبد في القرن 19، ثلاثة آبار ردمت لم يتبق منها سوى بئر واحدة تأتي له النساء اللائي لم ينجبن، مصطحبين معهن أمهاتهن، وتقوم المرأة بشق المعبد، أي الدخول من باب حتي آخر المعبد والخروج من باب آخر.
يقول أحد العاملين في معبد الأقصر: إن السيدات يأتين إلي معبد الأقصر، بغرض الإنجاب، ويقمن بزيارة البئر المتواجدة في المنطقة الخلفية للمعبد وهو مكان غير مسموح بزيارته، وتابع أن المرأة تأتي وتخطي على البئر 7 مرات ذهابا وإيابا للإنجاب، وتأخذ بعض الحجارة وتلقي بها في البئر، مضيفا أن هناك الكثير من النساء اللائي أنجبن بعد قدومهن إلي البئر.
فيما يقول حسن عبد الباسط، مرشد سياحي إنجليزي، إن النساء تتجه إلى معبد "بتاح" في معابد الكرنك، في "سخمت"، وهو غرفة مظلمة ويقوم خفير بإفزاعها.
أما "مني حامد"، ربة منزل، فتروي وتقول، إن هناك عدة طرق تستعملها المرأة التي استنفذت كل الحيل للإنجاب، سواء زيارة أشهر الأطباء، أو العمليات، لذلك تتجه المرأة خوفا من الطلاق إلي استخدام عدة طرق أو طريقة وحيدة من بين عدة طرق للإنجاب وإذا فشلت إحدي الطرق تتجه إلى طريقة أخرى.
وتابعت مني، المرأة تتوجه إلى السكة الحديد، بغرض الإنجاب، وتتجه في مكان معين وتطوف 7 مرات ذهابا وإيابا على خط السكة الحديد، وتنجب بعد ذلك، وأضافت أن المرأة أيضا تتجه الي المقابر وتقوم بجرح إصبع قدمها بـثلاث شرطات، ثم تدخل المدافن من باب ويقوم الحفار بفتح قبر مهجور لها، ثم يفزعها، ثم تخرج من باب آخر.
فيما تقول "هناء علي"، أن شقيقتها لم تنجب منذ أن تزوجت من 4 سنوات، رغم أنها توجهت لزيارة العديد من الأطباء وقامت بإجراء عملية تساعدها على الإنجاب لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.
وأضافت، أن هناك من نصح شقيقتها بإحضار "مرارة أرنب ذكر"، تمزق المرارة ثم تغتسل بها، قائلة: "أختي حملت بهذه الطريقة، ودي أسباب ربنا بيسببها".
وتقول "أم مصطفي"، سيدة مسنة بالأقصر، أن هناك عدة طرق من بينها إحضار باذنجانة سوداء يتم إعطائها لسيدة مسنة، وتقوم بطهيها في فوالة ثم تفزع المرأة التي لم تنجب، وتغتسل المرأة بالمياه التي طهي فيها الباذنجان 7 مرات، بالإضافة إلي "عرعورة الديك"، تغتسل بها المرأة بعد وضعها في المياه للإنجاب.
حتي الموتي لم يسلموا من تخاريف الإنجاب في الأقصر، فتقول مروة حميدة، أن النساء اللائي لم ينجبن يأخذن من مياه الغسل التي اغتسل بها الميت، لتغتسل بها المرأة التي لم تنجب، أو يأخذن "الليفة والصابونة"، الخاصة بتغسيل الميت بعد تغسيله للاغتسال بها والإنجاب بعد ذلك.
وردا على ذلك، يقول محمد صالح عبد الرحمن، وكيل وزارة الأوقاف، إن ما يحدث معتقدات لا أساس لها من الدين، مضيفا أنها عادات قديمة متوارثة يظنها الناس.
وتابع، أنها معتقدات منبوذة في الدين الإسلامي، خاصة أن الدين حسم أمر الإنجاب بقوله تعالي "يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُور"، وطالب بضرورة الأخذ بالأسباب والتوجه إلي الطبيب للعلاج، واصفا ما يحدث من النساء بأنه "فساد عقيدة".