خلال الحرب الأهلية التي ضربت ليبيا عقب مقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي على يد مسلحي مصراتة، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أداة في يد المتصارعون في ليبيا، فعندما ضربت موجة جديدة من العنف العاصمة الليبية طرابلس الشهر الماضي كانت بمثابة "ناقوس خطر" لإنذار الحكومة من الاتفاقات المنعقدة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد إصابة فندقًا شعبيًا واغلاق مطار طرابلس الدولي لتهريب 400.
ويقول موقع "ميدا" العبري أن معظم مسلحو ليبيا "لاعبي لوحة المفاتيح" ، كما يطلق عليهم في البلد المنكوبة، لذلك استطاعوا بسهولة نشر الكراهية والفوضى في المدن الليبية، وإذا ظل الغرب يحث على نشر الفوضى في الشرق الأوسط فسيجد الإرهاب الملجأ الآخر له على أعتاب أوروبا.
ويتمتع موقع التواصل الاجتماعي في ليبيا وفقاً لتأكيدات الموقع بشعبية كبيرة في ليبيا حيث يتباهى القادة المسلحون بمآثرهم في ساحة المعركة، ومن خلاله أيضاً يتم تجنيد أنصارهم الذين ينشرون الفوضى في البلاد، ولذلك بدأت إدارة الفيس بوك منذ شهرين في العمل ضد المعلومات المزيفة والمضللة خاصة في ليبيا، ويوظف فريقًا يتحدث اللغة العربية لمراقبة المحتوى وإنقاذ سياساته، وتطوير الذكاء الاصطناعي الذي سيزيل المحتوى المحظور بسرعة، ويتعاون مع المنظمات المحلية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان لفهم الواقع في ليبيا بشكل أفضل.
وقد وجدت صحيفة نيويورك تايمز أدلة على وجود تجارة علنية في أسلحة مناسبة للاستخدام العسكري ، على الرغم من سياسة الشركة التي تمنعها، يتم شراءها وبيعها من خلال موقع الفيس بوك حيث يعلن التجار في ليبيا على إحدى الصفحات عن كيفية تمكنهم من نقل اللاجئين إلى أوروبا عن طريق البحر ، واستخدام صفحاتهم على فيسبوك لتوسيع أعمالهم.
لكن اللاعب الرئيسي في الساحة السياسية الليبية ، وكذلك المنافسة بين الحكومتين ، كان ولا يزال النفط الليبي ، ويذكر أنه في العام الأخير من حكم القذافي ، صدّرت ليبيا 1.6 مليون برميل من النفط يومياً، حيث ظلت الصادرات دون تغيير إلى حد كبير خلال سنوات الحرب ، وفقط في نهاية العام الماضي ارتفعت إلى 1.2. مليون برميل في اليوم.
في يونيو الماضي ، استولت قوات Qutr على حقول النفط في سفينة رأس Llanuf ، والتي كانت تابعة لشركة النفط الوطنية، ونتيجة لذلك توقفت صادرات النفط من هذه الموانئ، وبعد بضعة أسابيع ، حاولت الأمم المتحدة قيادة محادثات المصالحة بين الحكومتين المتنافستين.
وبالتالي فإن حالة الفوضى تلك يمكن أن تنشئ جيوب إرهابية في جميع أنحاء العالم لذا فإن ليبيا لن تتحول فقط إلى كتلة دمار يؤثر على الدول العربية المجاورة فقط بل ستصل إلى أعتاب أوروبا أيضاً.