قبل ذكرى حرب أكتوبر الـ45.. موشي ديان: لم نعلم أن الحرب ستكون "جهنم الحمرا علينا".. وجولدا مائير: ملك الأردن حذرنا من الحرب مع مصر

كتب : سها صلاح

بعد يومين فقط تأتي الذكرى الـ45 لحرب أكتوبر المجيدة، وخلال الأسبوع الذي أندلعت فيه الحرب، طلب كبير محللي الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي من قائد المخابرات العسكرية عدة مرات في اليوم تشغيل أجهزة الاستماع المتطورة التابعة للجيش في مصر، لكن تم رفضه باستمرار، وفقًا لشهادة رفعت عنها السرية حديثًا من لجنة الأجرانات الإسرائيلية في الحرب، وفقاً لصحيفة تايمز أوف إسرائيل التي كشفت جزءاً من تلك الوثائق.

وقال مناحيم ديجلي كبير محللي الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي:"لم أكن أستلقي أمام باب قائد المخابرات العسكرية وأطلب منه أن يتقدم لي "إذا كان يريد أن يغادر"، لكنى قمت بذلك مراراً وتكرارا ليوافق عن طلبي، وفي ليلة الجمعة قبل بدء الحرب بـ 14 ساعة ، كانت هناك أجهزة الاستماع المطلوبة لأول مرة، ولم ادرك حينها أن الحرب وشيكة.

إن شهادة ديجلي التي تم الإفراج عنها بعد مرور 40 عامًا على الحرب إلى جانب شهادات رئيس الموساد زفي زامير ، ورئيس المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال (متقاعد) إيلي زيرا ووزير الدفاع موشيه ديان - جزء من الحساب الوطني مع حرب انتهت بالنصر لمصر ، لكنه واودت بحياة 2665 إسرائيلياً.

وقالت الصحيفة أن بعد التقرير الذي اعدته لجنة المحكمة العليا الذي ترأسها شمعون أجرانات، تمت إقالة رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي ديفيد إليزار ، قائد القيادة الجنوبية، الميجور جنرال شموئيل جونين وزيرة ، إلى جانب ثلاثة من ضباطه، وبعد أسبوع واحد من إطلاق التقرير استقالت رئيسة الوزراء جولدا مائير من منصبه ، مما أدى إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة يتسحاق رابين.

وكشفت الصحيفة أن "موشى دايان" قدم استقالته مرتين خلال الحرب، ولكن في شهادته التي تم الإفراج عنها حديثًا إلى لجنة "أجرانات" ، تجنب دايان الاتهامات المتعلقة بفهمه في انتظار الحرب ومسؤوليته عن استدعاء وحدات الاحتياط في وقت مبكر، قائلاً: "لم يأتي في بالي يوماً أنها ستكون "جهنم الحمراء" على الأرض، وكان يؤيدني في ذلك رئيس المخابرات العسكرية "زيرا"، نحن لم نكن أنها ستكون هذا النوع من الحرب.

وفيما يتعلق بالقرار المحوري بالامتناع عن تعبئة الاحتياطيات ، العمود الفقري لجيش الدفاع الإسرائيلي ، والسماح للجيش الدائم باستيعاب الضربة الافتتاحية للحرب، ألقى "موشى ديان" اللوم على رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي "ديفيد إليزار"، قائلاً: "فهو المسؤول عن الحرب.

وقال "زيرا"، الذي طالما اعتبر وجه الغطرسة الإسرائيلية بسبب رفضه القبول بأن مصر وسوريا قد تجرؤا على شن حرب على إسرائيل ، أمام اللجنة في 27 نوفمبر 1973، أثناء أول جلسة استماع له ، أن "مديرية المخابرات العسكرية قامت ب خطأ في تقديرها للحرب.

إن يقين زيرا عن نوايا مصر ، والطريقة التي تفسر بها تفسيره للحقائق على الأرض ، دفعت جيلًا من ضباط المخابرات لقراءة ودراسة تقرير لجنة أجرانات كحكاية تحذيرية، خاصة بعد أن قال وزير الدفاع موشيه يعلون مؤخرًا إنه قرأ التقرير بكامله بمجرد أن تم إبلاغه في عام 1995 بأنه سيعين مديرًا للمخابرات العسكرية، حينها اتخذ خطوة غير اعتيادية لنشر مقال رأي في صحيفة معاريف اليومية في وقت سابق من هذا الشهر يشرح فيه كيف أن فشل المخابرات العسكرية في أكتوبر 1973 قد أثر عليه.

فيما كشفت الصحيفة ايضاً عن شهادة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، والتي قالت فيها: "كنت على يقين تام أن الحرب أوشكت، واتهمت "موشى ديان" بأنه كان سبباً لخسارتنا "لنقص معرفته وخبرته".

وفيما يتعلق بالضربة الاستباقية، اعترفت "مائير" بأنها كانت ستنقذ الأرواح لكنها قالت إنه حتى في أعقاب الحرب، لم تندم على رفضها إطلاق العنان للقوات الجوية على القوات المصرية المتراكمة على الجانب الغربي من قناة السويس، ولكني كنت خائفة، لأن لو كانت إسرائيل كانت قد أطلقت الرصاصة الأولى للحرب كانت الولايات المتحدة ستزعم بأننا من بدأنا حينها كانت ستمنع عن أسلحة وامدادات الجسر الجوي، وخلال الحرب تلقت إسرائيل 26 الف طن من الامدادات الضرورية، بما في ذلك 40 طائرة فانتوم و 53 مقاتلة من طراز سكاي هوك.

وأضافت "جولدا مائير" إن المخابرات الإسرائيلية أنه في 25 سبتمبر 1973 ، تم نقل الملك حسين، حاكم الأردن، إلى مبنى الموساد خارج تل أبيب والتقى معي، تحدثوا لأكثر من ساعة، حينها حذرها الملك عبد الله من الحرب مع مصر وقال "يجب أن تخافوهم حقاً".

وكانت اللجنة قد ركزت اللجنة على قضيتين رئيسيتين في 6 فبراير 1974، استجواب رئيس الوزراء و الاستعدادات الللاحقة للحرب لتفاديها في المستقبل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً