الحمامات الرومانية شاهد على ازدهار أرض النيل.. الآثار تفتتحها قريبا في حفل عالمي بالأقصر.. و"السونا" عرفت في مصر عن طريقها.. صور

كان للحضارة الرومانية تأثير كبير على الحضارة المصرية، حتى أصبحت جزءا منها، وترك الرومانيون العديد من الآثار التي تدل عليهم وعلى طريقة حياتهم التي كانت في مصر. من بين تلك الآثار معلم هام لا يزال قيد التنقيب والترميم، وهو "الحمامات الرومانية"، التي تقع أمام الواجهة الغربية لمعابد الكرنك، والتي اكتشفت عام 2007، ولا يزال البحث والتنقب على قدم وساق لتظهر إلي النور في افتتاح رسمي ضخم خلال الآونة المقبلة، والذي لم يعلن حتى يتم الانتهاء رسميا من البحث والتنقيب والدراسة، وذلك برعاية مصرية خالصة من البعثة المصرية والتي تتكون من مدير المشروع صلاح الماسخ، و 11 مفتشا و 8 أثريين، و40 عاملا.

وقال صلاح الماسخ مدير عام مشروع اكتشاف الحمامات الرومانية: إن الحمام الثاني الذي تم اكتشافه يعد أكبر حمام في الصعيد وثالث أكبر حمام في مصر، ويعرف باسم حمام "سيرما"، يتسع لـ 900 شخص، ويضم 52 غرفة، بالإضافة إلى حجرات للاغتسال، وساقية لإمداد الحمام بالمياه، وثلاثة أفران.

وعن تواجد الحمامات بجوار المعابد قال الماسخ إن هناك علاقة بين الاغتسال والتطهر، لذا قرر الرومانيون عمل حمامات في معابد مصر.

وأكد أن العصر اليوناني أضاف في الحمامات المصرية "السونا" أو غرف الماء الساخن، والبخار، وتسخين المياه عبر الجدران المجوفة، والأفران، ومكتبة، ومطعمًا.

وتابع أن الحضارة الرومانية عرفت نوعين من الحمامات أحدهما يسمى " بلميا " يسع 300 فرد ، وحمام " سيرما" يسع 900 فرد.

وأكد الماسخ أن الحضارة الرومانية حافظت على طبيعة البيئة المصرية القديمة، والتي تمنع الاختلاط بين الرجال والنساء في الحمامات، رغم أنها كانت متعارفًا عليها في عهد الإمبراطورية والاختلاط مقبول فيها.

وأوضح أنه لم يتم السماح بالاختلاط في الحمامات بين الرجال والنساء في عهد الإمبراطورين هارديان، وماركوس؛ لتدينهما، وتقرر في مصر فصل الحمامات بين الرجال والسيدات بتحديد موعد للسيدات والذي كان من الساعة الخامسة صباحا حتى 12 ظهرا، وبعد الظهيرة للرجال حتى الخامسة مساء.

وعن الاكتشافات التي تمت حتى الآن قال مدير عام مشروع اكتشاف الحمامات الرومانية: تم العثور على 4 حمامات رومانية في منطقة نجع الحساسنة بالكرنك، وبلغت مساحة أكبر حمام من الشمال إلى الجنوب 65 مترا، وعرضه 49 مترا، والذي اكتشف في نهاية موسم 2013، فيما تم اكتشاف الحمام الأول عام 2009، والثاني والثالث والرابع في 2013. كما تم العثور على 2000 عملة رومانية، و 800 مسرجة "لمبة زيت”، وأكثر من 3000 عملة بطلمية، والكثير من التماثيل “ التراكوتات” ترجع للعصر اليوناني الروماني، والتي يجري عليها دراسة على المخازن.

وأضاف: تم العثور على حفائر بوجود 9 طبقات أثرية بعمق 5 متر في آخر هذا الموسم، والتي ترجع الي 9 فترات زمنية مختلفة، هي من الأحدث إلى الأقدم: العصر الحديث والمتمثل في المنازل الإسلامية، وضمت مسارج و "شوباك مملوكي"، وهي عبارة عن البايب. يليها طبقات من العصر القبطي، وتم العثور فيها على فخار منقوش به صليب، يليها البيزنطي. يليها الحضارة الرومانية، وتضم طبقتين مختلفتين: الأولي بالعصر البطلمي بواقع 60 سم، ترجع إلي فترة القرن الثاني قبل الميلاد، والطبقة الثانية طبق الثالث. 

وتابع: آخر طبقة هي للعصر المتأخر والممتد من الأسرة 26 حتى الأسرة 30 الفرعونية.

وأعلن الماسخ عن وقف التنقيب في تلك المنطقة بعد الوصول إلى أكبر عمق حيث المياه الجوفية، والوصول إلى آخر طبقة زمنية.

وأكد أن تلك الاكتشافات قدمت الكثير من المعلومات حول تلك الحقبة؛ ما يدل على أن مصر كانت في قمة الازدهار.

ولفت إلى أن وزارة الآثار لم تعلن عن أي ميزانية جديدة للموسم الحالي، ويعد آخر موسم شهد عمليات حفائر موسم 2017، 2018.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً