تفاصيل اجتماع سري في إسرائيل بعد يوم من حرب أكتوبر.. "مقامرة شارون" أو طائرات العرب فوق تل أبيب.. "ديان": مئات القتلى سقطوا.. المصريون دمروا الدبابات ببنادقهم

كتب : سها صلاح

كان موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي إبان حرب أكتوبر مثالاً للمتعجرفين الإسرائيليين الذين كانوا يتسمون بالتفاخر بعد انتصارات حرب «الأيام الست» كما يطلق عليها الكيان الصهيوني، لكن توهجه ذلك انطفأ خلال حرب أكتوبر المجيدة، وفي الذكرى الـ45 لتلك الحرب، كشفت صحيفة «يدعوت أحرنوت» عن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي السري الذي عُقد بعد أول يوم في الحرب.

وبدأ الاجتماع بقول وزير الدفاع «ديان» إن العرب يتطلعون إلى «قهر إسرائيل»، وردت جولدا مائير موجهة الحديث لوزير دفاعها: لقد شممت رائحة الدم، فما هي الخيارات العسكرية؟.

وكانت خطة «ديان» أن خط القناة ضائع ويقترح انسحاباً إلى خط البرزخ على بعد 30 كيلومترًا من القناة بينما يترك وراءه الجنود المصابين الذين لا يمكن إجلائهم، وتوقع «ديان» أن يسخر المجتمع الدولي من إسرائيل ويشير إليها على أنها «نمر من ورق» بعد أن أخفقت البلاد في الحفاظ على هجومها الأول على الرغم من وجود ميزة عسكرية، وأجابت «مائير» بالقول: «لا أفهم شيئًا واحدًا - أعتقدت أننا سنبدأ بضربهم بمجرد عبورهم القناة.. ماذا حدث؟»

ورد «دايان»: «لقد فقدنا الدبابات كانت هناك مدفعية دباباتنا تعرضت للضرب، الطائرات لم تكن قادرة على الاقتراب بسبب الصواريخ وألف برميل من المدفعية سمحت للدبابات بالمرور ومنعتنا من الاقتراب فالتخطيط كان لمدة ثلاث سنوات فكيف ننسفه نحن الآن».

تحدث «ديان» عن مئات القتلى والعديد من أسرى الحرب، واعترف أنه كان على خطأ في تقييمه لأهداف العدو، وقال: «هذا ليس وقت البحث عن الذات، لقد قللت من شأن قوة العدو وأسأت تقدير قوتنا وتحسن المحاربون العرب كثيرًا، ولديهم الكثير من الأسلحة، لقد ضربوا دباباتنا ببنادقهم الشخصية، والصواريخ بمثابة مظلة.. إن طائراتنا كانت تعاني من أوقات عصيبة، لا أعرف ما إذا كانت الضربة الوقائية ستغير الصورة بشكل كبير».

وقال «ديان» إن العرب يريدون الذهاب إلى أرض إسرائيل بأكملها، وأجابت «جولدا»: «هذه هي الجولة الثانية منذ عام 1948»، ورد «ديان»: «إنها معركة من أجل أرض إسرائيل فالعرب لن يوقفوا الحرب، وإذا وافقوا على وقف إطلاق النار، فقد يستأنفون القتال إذا انسحبنا من هضبة الجولان، لن يحل أي شيء».

استمر «ديان» بنبرة تشاؤمية: «أنا متأكد من أن الأردن سينضم إلى القتال، لا يمكننا تحمل عدم الاستعداد، هناك حاجة إلى حد أدنى من الإعداد، يجب أن نعد قوة ضد محاولة أردنية لغزو الضفة الغربية».

واقترحت «جولدا» وضع وزير الخارجية الأمريكي حينها هنري كيسنجر كوسيط مفاوضات، وقال «ديان» إن إسرائيل يجب أن تشتري 300 دبابة من الأمريكيين، مضيفًا: «سنحتاج إلى المزيد من الطائرات»، وتحدثت «جولدا» عن اجتماع متوتر مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، «ديفيد دادو»، وقالت: «كان دادو حزينًا وقال إنه يأمل أن تكون الليلة نقطة تحول».

بعد حوالي ساعة من بدء اجتماع مجلس الوزراء، دخل رئيس الجيش الإسرائيلي «دادو» إلى الغرفة، وقال: «نحن نواجه قرارًا مصيريًا، ليس هناك مجال للأخطاء هنا، وقال إن لدى الجيش ثلاثة خيارات هي:

1- نشر القوات على طول خط دفاع مؤقت، والتي من خلالها سيتمكن الجيش من شن هجمات مضادة، لست متأكدًا من أننا سنكون قادرين على الحفاظ على الخط ثم الهجوم.

2- توطيد مواقع الجيش الإسرائيلي على طول خط البرزخ، هذا الخط هو سعر ثقيل.

3- ووفقاً للخطة، فإن أفراهام إيدن (برين) وقوات أريل شارون سيعبران قناة السويس ويدمران القوات المصرية إنها مقامرة، لأن هذين هما الانقسامان الوحيدان بين القناة وتل أبيب، إذا كان الهجوم على القناة غير ناجح، فقد تركنا مع ثلاثة انقسامات مكسورة، ثم يأتي العراقيون والجزائريون في غضون يومين أو ثلاثة أيام، للحرب داخل أرض إسرائيل، ربما قبل حلول الصباح، مع 200-300 دبابة ومن الجو، ولكن إذا نجحت الخطة، فنحن في نقطة بداية جيدة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهو ليس مميتًا، وسنكون لدينا القوة الكافية للانسحاب إلى الممرات.

وتحدث الوزير «إيجال ألون» عن القصف في عمق أرض العدو، لكن «ديان» قدر أن قصف دمشق لن يؤثر على القتال في الجبهة الأمامية، وقال: «قد نضرب النفط والكهرباء ولكن لا شيء، كل هجوم يعني المزيد من الخسائر البشرية».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً