هزت قضية فساد في البطولة البلجيكية لكرة القدم الأوساط الإعلامية والرياضية، لارتباطها بغسيل الأموال، نوادي النخبة، لاعبون، وكلاء، مدربون، حكام، محامون، والصحفيون، يحتمل تورطهم في هذه الفضيحة التي انكشفت بعد حملة مداهمات قامت بها الشرطة الأربعاء في بلجيكا وعدد من البلدان الأوروبية، وشارك في هذه العملية 184 شرطيًا، تم اعتقال عدد من الوجوه البارزة في كرة القدم البلجيكية على رأسهم هيرمان فان هولسبيك، المدرب السابق لأندرلخت، وإيفان ليكو، مدرب نادي بروج، واثنين من أفضل الحكام البلجيكيين، سيباستيان ديلفيريير وبارت فيرتينتن، وكذلك لاعبين من فريق اسلاند – بيفيرين.
وحسب النيابة العامة، فإن المداهمات شملت تسعة أندية من قسم النخبة من بينهم الخمسة الكبار (أندرلخت، إف سي بروج، ستاندار دو لييج، غينك، ولاغانوتواز)، وكذا أندية في الخارج وخاصة في فرنسا، واللوكسمبروج، وقبرص، ومونتينيغرو، وصربيا ومقدونيا.
وأصبح وكيل الرياضة الصربي ديجان فيليكوفيتش من بين 19 مشتبهاً في بلجيكا، في إطار تحقيق مكثف في الاحتيال المالي والتلاعب بنتائج المباريات في القسم الأعلى من كرة القدم البلجيكية للمحترفين، حيث اتُهم اليوم الجمعة، بعد مثوله أمام المحكمة، واعتُقل، وهو كشاف لفريق سبورتنج لوكيرين البلجيكي، ويتهم فيليكوفيتش بالاحتيال المالي بالإضافة إلى محاولته التلاعب بنتائج المباريات في محاولة فاشلة لإنقاذ فريق كيه في ميشلين البلجيكي من الهبوط إلى الدرجة الثانية الموسم الماضي، وأجرى فيليكوفيتش اتصالات مع العديد من أندية كرة القدم الرائدة في بلجيكا، بما في ذلك أندرلخت، كلوب بروج، وستاندرد لييج، وتعد قضيته واحدة في تحقيق ضخم يوجهه المدعي العام البلجيكي بعدد من الاتهامات أهمها الاحتيال على نطاق واسع والتهرب من الضرائب وغسيل الأموال في كرة القدم البلجيكية، وفقًا لبيان صادر عن المدعي الفيدرالي البلجيكي، وجه اتهام إلى موجي بايات بغسيل الأموال والتآمر، وهو عميل قوي آخر لكرة القدم في بلجيكا.
كما احتُجِز ووجه الاتهام إلى كريم رياض مجاتي، المحامي السابق لنادي أندرلخت لوران دينيس، الذى استجوبته السلطات البلجيكية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وكذلك المحامي السابق في نادي أندرلخت لوران دينيس بالتآمر وغسيل الأموال بينما ألقى القبض على الحكم بارت فيرتينتين بتهم التآمر، وذلك على الحكم سيباستيان دلفرير، وتم إيقاف كل منهما أمس الخميس من قبل الاتحاد البلجيكي لكرة القدم.
وذكر مكتب المدعي العام إن التحقيق الذي استمر لمدة عام كشف عن أدلة على "العمليات المالية المشبوهة" من قبل وكلاء الرياضة ومؤشرات "التأثير المحتمل للألعاب" خلال موسم 2017-2018، كما اتُهم إيفان ليكو، المدرب الكرواتي لنادي بروج، بالامس بغسيل الأموال، وأضاف أن بعض وكلاء كرة القدم، كانوا سيخططون لإخفاء لجان التحويل، ومدفوعات اللاعبين والمدربين، والمدفوعات الأخرى لأجل تجنب الضرائب.
وقال الناطق باسم الاتحاد البلجيكي لكرة القدم بيير كورني إنه "بغض النظر عما ستتوصل إليه النيابة العامة بخصوص غش، أو تبييض الأموال أو تلاعب بنتائج المباريات من أشياء مهمة أم لا، فإن الخسائر جسيمة على مستوى صورة كرة القدم البلجيكية" معترفا أن هذه الخسائر "لا يمكن تعويضها".
وخلفت هذه الفضائح خيبة أمل كبيرة في صفوف عشاق كرة القدم البلجيكية حيث أكد رئيس جمعية مشجعي بلجيكا أنه " ليس هناك أسوأ بالنسبة للمتفرج من التلاعب في نتائج المباريات ".