الضربة الجوية فاقت تقديرات الاتحاد السوفيتي لقواتنا..الفريق طيار محمد عباس حلمي يحكي أسرار لأول مرة من قلب ملحمة أكتوبر 73 (حوار)

الفريق طيار محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية
كتب :

ملحمة أكتوبر 1973 سُطرّت في التاريخ بأسماء رجالها وأبطالها الذين أخذوا على أنفسهم العهد بأن يضحوا بكل غالٍ ونفيس، حتى يكون اسم مصر متفردا لا ند له تحت سماء الله، استعد الرجال لخوض المعركة شعسا غُبرا، تاركين وراءهم كل متاع الحياة الدنيا، طامعين في ما عند الله، نيتهم واحدة، وإحساسهم واحد، وعزيمتهم واحدة، وإيمانهم بالله وبأرض الوطن واحد، وشعارهم واحد " الله أكبر".

نِسرٌ حلق في سماء سيناء وأقسم ألا يهبط على الأرض إلا ومعه فريسته مُكبلة أو مقتولة أو مأسورة، الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية.

في لقاء خاص جدا، حاورت "أهل مصر"، البطل الهُمام، الذي كشف عن كثير من أسرار المعركة، التي لا يعلمها الكثير عن حرب أكتوبر 1973، إضافة إلى التضحيات التي قدمها جنود الكرامة أثناء خوض هذه الملحمة التاريخية.

الضربة الجوية خلال حرب أكتوبر فاقت كل التوقعات وأصابت مطارات ومراكز قيادة العدو بالشلل ومهدت للعبور العظيم فحدثنا سيادتكم عن مرحلة التجهيز والإعداد لتنفيذ الضربة الجوية؟.

لقد بدأ فعلياً الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة بعد إنتهاء حرب 1967 حيث إستوعبت القوات الجوية الدرس وبدأت بالتجهيز للحرب من خلال عدة محاور فكان المحور الأول هو بناء القوة القتالية من الطائرات والطيارين، فأعيد تخطيط الهيكل التنظيمى للقوات الجوية لتكون في صورة ألوية مستقلة وتم تشكيل لواء استطلاع جوى تم تجهيزه بوسائل الاستطلاع الحديثة، أما الطيارين فعلى الرغم من أن أعداد الطيارين بإنتهاء حرب 1967 كان يفوق أعداد الطائرات إلا أن مرحلة البناء كانت تتطلب زيادة أكبر فى أعداد الطيارين لذلك تم زيادة الأعداد بالكلية الجوية لتفى بالأعداد المطلوبة والمتناسبة مع زيادة عدد الطائرات.

أما المحور الثانى فهو تجهيز مسرح العمليات حيث قامت القوات الجوية بإنشاء المطارات الجديدة وكذا غرف عمليات محصنة فى كل القواعد الجوية والمطارات كما قامت بزيادة الممرات بكل قاعدة مطار وتم إنشاء العديد من الدشم المحصنة للطائرات وكذا دشم الصيانة.

كما أن للقوات الجوية كان لها دورا مهما فى حرب الاستنزاف ساعد في التجهيز والإعداد العملي الجيد لحرب أكتوبر ففي يوم 10 ديسمبر 1969 كانت أول مواجهة للطيارين المصريين مع الطائرة الفانتوم التي توصف بأنها من أحدث الطائرات فى الترسانة الأمريكية وجرت معركة جوية في الساعة الحادية عشرة صباحاً فوق منطقة العين السخنة في خليج السويس عندما هاجمت 8 طائرات فانتوم المنطقة لضرب محطة رادار مصرية فتصدت لها على الفور 8 طائرات مصرية طراز ميج 21 وتم إسقاط أول طائرة فانتوم على يد طيار مصرى فى منطقة رأس المسلة على الساحل الشرقى لخليج السويس فكانت فترة حرب الإستنزاف خير.

كان للقوات الجوية دورا هاما فى حرب أكتوبر المجيدة لذا نرجوا من سيادتكم إلقاء الضوء على دور القوات الجوية أثناء حرب

أكتوبر المجيدة ؟

خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم ، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب وكانت الضربة الجوية الرئيسية مكونة من أكثر من 200 طائرة مقاتلة لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة، وقد تمت الضربة الجوية في صمت لاسلكي تام لتجنب أي عمليات تصنت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصري حيث مرت التشكيلات الجوية على إرتفاع منخفض جداً وفى مسارات تم اختيارها بعناية لتفادي وسائل كشف الدفاع الجوي المعادي وكان لذلك المرور فوق تشكيلاتنا وقواتنا البرية عظيم الأثر في رفع معنويات الجنود المقاتلين على الأرض وكانت مؤشر لبدء ملحمة مشتركة من البطولة للقوات المسلحة المصرية فقدعبرت طائراتنا كلها في وقت واحد خط القناة حيث، وتم ضرب مركز القيادة الرئيسي للعدو في منطقة أم مرجم لمنع سيطرته وعزله عن قواته ثم تتابع بعد ذلك ضرب الأهداف المخطط التعامل معها بنسبة نجاح تزيد عن 90% حيث تم ضرب 3 ممرات رئيسية في 3 مطارات هم المليز وبيرتمادا ورأس نصراني بالأضافة إلى 3 ممرات فرعية فى نفس المطارات وكذا تدمير 10 مواقع بطاريات للدفاع الجوي من طراز هوك وكذا 2 موقع مدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية، واستمرت هذه الضربة حوالي 30 دقيقة، ونظرا لنجاحها في تنفيذ أكثر من 90% من المهام المكلفة بها تم إلغاء الضربة الجوية الثانية لعدم الحاجة إليها.

جدير بالذكر أن تقديرات الإتحاد السوفيتى للضربة الجوية المصرية الأولى لن تتعدى نسبة نجاحها 30%، لكن الحقيقة أظهرت معدن رجال القوات الجوية وإصرارهم وتفانيهم فى القتال لتحقيق النصر لقواتنا المسلحة.

للقوات الجوية تاريخ مجيد من البطولات سطرها رجال القوات الجوية في كافة الحروب التي خاضتها مصر.. فهل تلقى سيادتكم الضوء على سبب اختيار يوم 14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية؟.

خاضت القوات الجوية معاركها في حرب أكتوبر المجيدة بكل كفاءة واقتدار منذ البداية وحتى النهاية وتألقت قواتنا الجوية في يوم 14 أكتوبر معركة المنصورة في أداء مهامها بكفاءة عالية شهد بها العدو قبل الصديق، ففي هذا اليوم قام العدو بتنفيذ هجمة جوية على مطارات الدلتا بغرض التأثير على كفاءتها القتالية ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته بعد الخسائر الهائلة التي تكبدها فتصدت له مقاتلاتنا من قاعدة المنصورة وقاعدة أنشاص ودارت إشتباكات متواصلة شارك فيها أكثر من 150 طائرة من الطرفين أظهر فيها طيارونا مهارات عالية فى القتال الجوى واستمرت المعركة أكثر من50 دقيقة وتعد أطول معركة جوية حيث تم اسقاط 18 طائرة للعدو رغم التفوق النوعى والعددى لطائراته، ولم يكن أمام باقي طائرات العدو إلا أن تلقي بحمولتها في البحر وتلوذ بالفرار، كما فعلت ذلك في باقي أيام الحرب ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدا للقوات الجوية بإعتباره من أهم المعارك الجوية خلال حرب 73.

كفاءة المخطط والطيار المصرى فى حرب أكتوبر أذهلت إسرائيل والعالم فماذا يمكن أن نقول الآن عن طيارى قواتنا الجوية؟

أؤكد أننى فخور وأشيد بقدرة الطيار المصرى فى تنفيذ جميع المهام بكفاءة عالية , كما شهدت مدارس الطيران المختلفه فى سرعة إستيعاب الطيار المصرى لكل ماهو جديد من الطائرات الحديثة فى فترة زمنية قياسية مثل (الرافال والطائرات ف -16 بلوك 52) وكذلك الأطقم الفنية , وتقوم قواتنا الجوية بتوفير أحدث الوسائل العلمية وكل جديد من الاجهزة والامكانيات في مجال إعداد الطيارين والاطقم الفنية بما يرتقى بمستوى القوات الجوية, وشهد العالم للمخطط المصرى روعة التخطيط فى حرب أكتوبر 73 ولقد أثبت الطيار المصرى خلال حرب أكتوبر المجيدة صلابة معدنه وشدة بأسه فى القتال بمعدلات اداء عالية بما تيسر له آنذاك من سلاح خاض به معارك البطولة والتضحية والفداء ويكفى فخراً أن طيارى اليوم هم تلاميذ طيارى حرب أكتوبر حيث أثبت الجيل الحالى مهاراتهم فى كل المناسبات التى اشتركت بها القوات الجوية سواء كانت فى عملية (حق الشهيد) بشمال سيناء والعملية الشاملة (سيناء 2018) وتأمين الحدود على جميع الإتجاهات لردع عناصر الإرهاب فى تهريب الأسلحة أو التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة أو الشقيقة أو من خلال الإشتراك فى العمليات الفعلية باللملكة العربية السعودية (عملية إعادة الأمل) التى أبرزت الدقة والكفاءة العالية فى تنفيذ المهام.

ما هى المعايير التى يتم على أساسها إنتقاء الطيارين للإنضمام إلى صفوف قواتنا الجوية؟

انتقاء الطيارين للإنضمام إلى صفوف قواتنا الجوية يتم طبقا للمعايير العلمية من حيث المستوى الطبي الذي يمكنهم من التعامل مع المجهود الذهني والعصبي والجسدي المطلوب لقيادة الطائرات الحديثة ويقوم معهد طب الطيران وعلوم الفضاء والذي تتم تزويده بأحدث أجهزة الإختبار والتدريب الفسيولوجى مثل جهاز الطارد المركزى وغرفة الضغط المنخفض وغرفة الرؤية الليلية وغرفة الإجهاد البدنى للتأكد من سلامة ودقة إنتقاء المتقدمين للإلتحاق بالقوات الجوية وتقوم القوات الجوية بالتعاون والتنسيق التام مع وسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعى الجوى وعقد زيارات لطلبة المدارس فى المراحل المختلفة لحث الطلبة على ممارسة الرياضة والمحافظة على اللياقة البدنية والطبية حتى يمكن الحصول على الأعداد المطلوبة بالإضافة إلى وضع البرامج العلمية المدروسة للمحافظة على اللياقة الطبية والبدنية لطلبة الكلية الجوية.

الكلية الجوية أحد أعرق المدارس الجوية على مستوى العالم.. كيف يتم الإهتمام بالعملية التعليمية والتدريبية داخل الكلية لتخريج أجيال من الطيارين والجويين المسلحين بالعلم والمعرفة والخبرة ؟

أبرزت معركة أكتوبر درسا لا يمكن أن نغفله، حيث أن الفرد أساس المعدة وليست المعدة أساس الفرد، ومن هنا يأتي الإهتمام المكثف بتدريب الطيارين منذ الإلتحاق بالكلية الجوية حتى العمل بالتشكيلات الجوية، وقد شهدت الكلية الجوية تطورا كبيرا في مجال التعليم بإمدادها بأحدث النظم التعليمية مثل معامل اللغة الإنجليزية والمناهج الدراسية والمحاكيات بهدف إعداد طيارين وجويين على أعلى مستوى عسكريا وعلميا حيث يشمل تأهيلهم العلمي على علوم الطيران بأنواعها المختلفة والحواسب الآلية بالإضافة إلى التأهيل العسكري حيث يمثل ذلك القاعدة الأساسية التي يبنى عليها مرحلة التأهيل للطيران العملي الذي يتدرج في مستواه حتى المراحل المتقدمة لضمان إتقانه الكامل لفنون القتال الجوي، وقد تم تحديث أسطول طائرات التدريب بالكلية الجوية وورش الصيانة لمسايرة التطور العالمي في الطائرات مثل الطائرة النفاثة K-8 والتي يتم تصنيعها بمصر والطائرة جروب، فضلاً عن التدريب على المحاكيات المتطورة التي تحاكي الواقع تماما.

التدريب الجاد والمستمر والإستعداد الدائم لتنفيذ المهام هو الركيزة الرئيسية التى تركز عليها القوات المسلحة فما هو الجديد في نظم إعداد وتدريب طيارينا خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الراهن؟

هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم للطيارين سواءا كانت داخلية أو خارجية من خلال برامج التأهيل العلمي النظري العملي طبقا لمخطط الفرق والدورات الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما أنه تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية وتوفير النفقات، ولدينا مدرسة للقتال الجوى بها آخر ماتم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوي كتدريب متقدم كما نمتلك نظاما لتقييم نتائج القتال الجوي وهو من أحدث النظم في هذا المجال، بالإضافة لبرامج الزيارات والبعثات الخارجية للإستفادة من تبادل الخبرات مع الدول المختلفة كذلك الاشتراك في المناورات والتدريبات المختلفة مع الدول الشقيقة والصديقة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة للدول المتقدمة والتعرف على أحدث طرق ووسائل التدريب عالميا.

على ضوء المهام الصعبة والمتعددة لوحدات القوات الجوية وما يتطلبه ذلك من قدرات عالية لتحقيق القيادة والسيطرة الحازمة ... كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية؟

الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية في أداء مهامها هو الفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الآداء الجيد وإلمام تام بمهامه في السلم والحرب ولياقة بدنية عالية وقدرة على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هي التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات أداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية في مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولا إلى تشكيلاتنا الجوية التي يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد البدني بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات في ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية في التدريب وتقوم القوات الجوية باختيار العناصر المناسبة للعمل في المجال الفني ثم تأهيلهم التأهيل النفسي والبدني والعسكري والعلمي اللازم في مراكز إعداد الفنيين وبعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية تستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظري والعملي والتوسع في إستخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج وذلك للإعداد الجيد لجميع عناصر القوات الجوية "طيارين – جويين – مهندسين- فنيين"، لتنفيذ المهام القتالية بنجاح.

تحرص العديد من الدول على الاستفادة من الخبرة القتالية والتدريبية لقواتنا الجوية .. فما هي أوجه التعاون مع القوات الجوية الصديقة والشقيقة في مجالات التدريب ونقل الخبرات؟

تعتبر قواتنا الجوية دائما محل تقدير للدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك في رغبة العديد من الدول في مشاركة قواتنا الجوية في التدريبات لنقل الخبرات ومهارات القتال، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة مثل التدريب الجوي المشترك "اليرموك 3"، مع الجانب الكويتي والتدريب البحرى الجوي المشترك "حمد 2"، والتدريب المشترك "خالد بن الوليد 7"، مع الجانب البحريني والتدريب الجوى المشترك "فيصل 11 – درع الخليج 1 مع الجانب السعودي وكذا التدريب المشترك العقبة 3، مع الجانب الأردني وكذلك التدريب البحري المشترك "خليفة 3"، والتدريب البحري الجوي المشترك "زايد 2" مع الجانب الإماراتي وهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل التدريب البحري المشترك "تحية النسر 2017 – النجم الساطع 2017" مع الجانب الأمريكي وكذلك التدريب البحرى المشترك "كليوبترا 2017 – كليوبترا 2018 – التدريب العابر" مع الجانب الفرنسي والتدريب البحري المشترك "ميدوزا 2017 1- ميدوزا 5 – ميدوزا 6"، مع الجانب اليوناني والقبرصي والتدريب المشترك لوحدات المظلات "حماة الصداقة 2017"، مع الجانب الروسي وفي إطار تلك التدريبات يتم الإستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد لقدراتنا القتالية على مختلف الإتجاهات وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة.

تمثل الطائرات والمقاتلات ثروة قومية . . كيف يتم الحفاظ على كفاءتها لتكون قادرة على أداء مهامها بدقة وكفاءة عالية؟

تمثل عملية صيانة الطائرات وتنفيذ العمرات لها القاعدة الأساسية لضمان الأداء الفني والقتالي العالي للطائرات بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة لذا عملت القوات الجوية على خلق الكوادر الفنية بالتأهيل النفسي والبدني والعسكري والعلمي في مراكز إعداد الفنيين بإستخدام مساعدات التدريب المتطورة ومن خلال التدريب النظري والعملي وعقد الدورات الداخلية والخارجية لإكتساب الخبرات اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة والعمرات لمعظم الطائرات تطلعا لإكتمال منظومة التأمين الفني، ويتمثل كل ذلك في الحفاظ وبكفاءة عالية على ما لدينا من أسلحة ومعدات تعمل حتى الآن رغم تقادمها.

تمتلك قواتنا الجوية منظومة متكاملة ما بين الطائرات الشرقية والغربية والجميع يعرف أن هناك فرق في الإمكانيات والقدرات فكيف يتم تنظيم عمل الشرقى والغربى لتكوين منظومة جوية متكاملة؟

يعتبر تعدد أنظمة التسليح من مميزات القوات الجوية وذلك لعدم الإعتماد على جهة واحدة، وتقوم القوات الجوية بتخطيط التدريب للطرازات المختلفة حيث يتم وضع البرامج التدريبية لكل طراز طبقا لإمكانياته وقدراته لتحقيق المستوى المطلوب الوصول إليه، ثم تبدأ مرحلة الدمج والتدريب المشترك الجيد لتوحيد مفاهيم الطيران والإستخدام الأمثل لجميع الانظمة، وكذلك تبادل جميع العناصر للعمل على جميع الأنظمة شرقية – غربية، لإكتساب الخبرات وتحقيق الإستفادة من نقاط القوة فى كل طراز بحيث يتم استخدام كل طراز طبقا لإمكانياته بالتعاون مع باقي الطرازات الأخرى لتحقيق أعلى معدلات التعاون لتشكيلات القوات الجوية لتنفيذ مهامها بكفاءة عالية وبمعنى آخر تنفيذ مهام القوات الجوية يتم طبقاً لخصائص وإمكانيات وقدرات كل طراز بصرف النظر عن نوع الطائرة.

تشارك القوات الجوية أجهزة الدولة في دعم مسيرة التنمية والمعاونة في حالات الكوارث .. ما هي الجهود التي تقوم بها القوات الجوية في هذا المجال؟

المهمة الأساسية للقوات الجوية هي حماية سماء الوطن والتدريب الجاد والمستمر على كل ماهو ضروري للحرب بجانب ذلك تقوم بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدني فلا ننسى أن القوات الجوية برد فعلها السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية تكون دائما في طليعة الأجهزة التي تبادر بالتدخل السريع فى أحداث السيول والزلازل واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر ونقل الجرحى والمصابين وأعمال الإخلاء والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق بطائرات الهليكوبتر ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن وتبليغ جهات الإختصاص كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى مجال الرش الزراعى والبحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية "إدارة مكافحة المخدرات"، والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحي لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية التخطيط العمراني النقل والطرق كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من كوارث طبيعة.

في ظل التهديدات التي تتعرض لها المنطقة بأسرها ودور مصر الريادي فى إعادة الإستقرار الأمني للمنطقة.. ما هو الدور الذي تقوم به القوات الجوية فى المرحلة الراهنة؟

إن ما تشهده المنطقة العربية بأسرها من عدم الإستقرار واختراق لجماعات وتنظيمات إرهابية لبعض الدول.. الأمر الذي فرض علينا واقعا جديدا يتطلب يقظة مستمرة على مدار الساعة؟.

نظرا لما تمتلكه القوات الجوية من منظومة متكاملة من الأسلحة والمعدات والضباط والأفراد الذين يسعون دائما أن يكونوا على

أعلى درجات الإستعداد القتالى فقد استطعنا أن يكون لنا الدور المؤثر والفعال في تنفيذ كافة مطالب وأهداف القيادات السياسية في ظل تنسيق كامل مع أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة.

خلال الفترة السابقة تم مداهمة البؤر الإرهابية في كافة ربوع الوطن بالتعاون مع التشكيلات التعبوية مع التأمين المستمر للحدود على جميع الإتجاهات وذلك بتنفيذ طلعات استطلاع ومراقبة أمنية والتعامل الفوري مع المهربين.

الحرب على الارهاب مهمة جديدة أضيفت على عاتق قواتنا الجوية هل أكسبت هذه المهمة خبرة جديدة إلى طيارينا؟

ترتب على قيام ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، ظهور نوع جديد من الحروب وهي الحرب غير النظامية التي تقوم بها مجموعات صغيرة غير نظامية ضد جيوش نظامية عكس ما كان معتاد في الحروب النظامية التي خاضتها القوات الجوية من قبل مثل حرب أكتوبر المستخدم فيها الأسحلة التقليدية والتي تكون بين جيوش نظامية وبعضه، مما أدى لإكتساب الطيارين مهارات ومفاهيم قتالية جديدة للعمل على المهام الإضافية التي أسندت للقوات الجوية والتي إشتملت على طلعات لتأمين الحدود وإحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الإتجاهات، كما فرض الوضع الأمني الداخلي للدولة قيام القوات الجوية بنقل الأموال وامتحانات الطلاب إلى المحافظات وذلك لصعوبة تأمينها على الطرق البرية كما قامت طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقي العلاج، فيما يختص بتأثر مستوى الكفاءة القتالية فرجال القوات الجوية مدربين ومؤهلين للقيام بتلك المهام مع عدم إغفال الاستعداد لتنفيذ باقى المهام والمحافظة على الإستعداد القتالى والكفاءة القتالية، ففي أثناء تأدية المهام الغير نمطية التى تسند إلى القوات الجوية لم يتوقف التدريب على مهام العمليات والإستمرار فى حماية سماء مصر فى جميع الأوقات، وتحت كافة الظروف كما ظهر دور القوات الجوية الفعال في تأمين المظاهرات السلمية أثناء وبعد ثورة 30 يونيو، حيث تعددت العمليات الإرهابية وخاصة فى سيناء وقد قامت القوات الجوية بدور حاسم فى معاونة التشكيلات التعبوية للقضاء على الإرهاب فى كافة ربوع مصر وقد ظهر دور القوات الجوية جليا خلال عملية حق الشهيد بشمال سيناء، وأتضح مدى تأثيرها على سير الأحداث التي تتم بمنطقة العمليات وللقوات الجوية دورا فعالا في العملية الشاملة سيناء 2018، والمستمرة حتى وقتنا هذا بأداء عالي وكفاءة منقطعة النظير يشهد بها العالم كله.

ما الخدمات التي تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء الضباط – ضباط الصف – الجنود؟

الوفاء ورد الجميل هو عنوان المرحلة الحالية للقوات الجوية وفي طليعة الوفاء هو الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء ومصابي العمليات خاصة ممن ضحوا بأرواحهم في الفترة الأخيرة خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء ومصابي العمليات لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدني.

تقوم القوات الجوية بالتكريم المالى لأسر الشهداء فور حدوث الوفاة، كما تقوم القوات الجوية باستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء ومصابي العمليات وكذلك تصديق بالعلاج على نفقة القوات الجوية لمن ليس لهم حق العلاج "الوالدين - أشقاء الشهيد"، بأسرع وقت ممكن مع متابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية، وتتولى القوات الجوية الإهتمام بشكل خاص باستخراج عضوية دار القوات الجوية لأسر الشهداء ومصابي العمليات على نفقة القوات الجوية، كما تقوم بترشيح بعض أسر الشهداء ومصابي العمليات لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية، وكذلك استخراج خطاب إعفاء من المصروفات المدرسية وبعض الجامعات وتوفير فرص العمل بالتنسيق مع إدارة شئون ضباط "ق.م"، ولا تنسى القوات الجوية دعوة أسر الشهداء في إحتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة وتكريم أبناء الشهداء ومصابى العمليات المتفوقين دراسيا، وكذلك تزكية أبناء الشهداء ومصابي العمليات لدخول الكليات العسكرية ، ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهدائنا الأبرار لا ينسى أبدا مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.

في هذه الذكرى الـ45 ما هي الكلمة التى توجهها سيادتكم لرجال القوات الجوية والقوات المسلحة وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟.

أُهنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بدوركم في الحفاظ على مستوى الآداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذي تبذلونه لرفع كفائتكم القتالية وصقل مهاراتكم بالتدريب المستمر وتضربون كل يوم مثالا للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة راجيا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التي تحملون أمانتها وتتطلعون بها في حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه وأدعوكم للإستمرار في بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالاً لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالٍ ونفيس من أجل الوطن وسطروا في التاريخ بطولات لا تنسى.

فعلى الشعب المصري أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائما مع إرادة الشعب العظيم ضمانا لإستقراره وصونا لشعب عظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حرةً أبيه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً