وصلت حاملة الطائرات- من طراز "ميسترال"- التي تحمل اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، القاعدة البحرية برأس التين عقب الانتهاء من التدريب البحري المشترك مع فرنسا كيلوباترا 2016، ورحلة بحرية من ميناء سان نازير بفرنسا استمرت 14 يوماً، لتصبح مصر بذلك أول دولة في أفريقيا والشرق الأوسط تمتلك هذا النوع من الحاملات.
تنضم "ميسترال" إلى أسطول القوات المسلحة، اليوم الخميس، وتمثل صفقة حاملة الطائرات الفرنسية ميسترال التى اطلق عليها اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من أهم الصفقات فى تاريخ مصر العسكرى ومن شأنها نقل ميزان القوى البحرية للجيش المصرى اقليميا وسوف يكون هناك واحدة اخرى يطلق عليها اسم انور السادات.
وستبدأ مراسم الاحتفال بوصولها خلال الساعات المقبلة، يلقي خلالها قائد القوات البحرية أسامة منير ربيع كلمة تؤكد عمق العلافات العسكرية بين مصر وفرنسا وأهمية انضام "ميسترال" لصفوف القوات المسلحة ثم عرض فيلم تسيجلي يعرض مراحل تدريب الضباط المصريين عليها .
ومن المنتظر أن تقدم "جمال عبد الناصر" عرضاً فى سواحل الإسكندرية.
وقد قامت حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" برحلة بحرية تجريبية استغرقت أسبوع خلال الفترة الماضية قبل إبحارها للوصول لمصر، وكانت تحمل على متنها 170 بحاراً مصرياً، بالإضافة إلى 50 من الخبراء الفرنسيين.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا قد قامت بتصميم حاملتى المروحيات "ميسترال" لروسيا بموجب العقد الذى تم توقيعه بين البلدين سنة 2011 بقيمة 1.2 مليار يورو، لكن فرنسا تراجعت عن تنفيذ العقد بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية الأزمة الموجودة فى أوكرانيا، فتعاقدت مصر على شراء حاملتى المروحيات بعد موافقة روسيا لتصبح أول دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا تمتلك حاملة للمروحيات.
وتتميز حاملة الطائرات بقدراتها على نقل الجنود والطائرات ومدرعة ودبابة خارج الحدود، وبها منظومة صاروخية للدفاع الجوى ورشاش عيار 12ز7 ملم، ونقل ما بين 20 إلي 24 طائرة، 50 مدرعة، 40 دباية، 3 رادارات، ومساحتها كبيرة بها 6 أماكن يستوعب جميع أنواع المروحيات بما فيها الأباتشي والهليكوبتر، وتستوعب حوالي 450 فردا لمدة 6 شهور و700 فرد لمدة 3 أشهر، وبها مستشفي تبلغ مساحتها 750 متراً مربعاً يتضمن 20 غرفة منها غرفتين للعمليات الجراحية، بالاضافة إلي إدارة المعلومات والمعارك البحرية التكتيكية وأنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية.
ويعد شراء حاملة الطائرات تكريس للعلاقات المصرية الفرنسية بعد شراء 24 طائرة من فرنسا، بالاضافة إلي فرقاطة متعددة المهام "فريم"، ويحمل هذا التعاون العديد من الرسائل خاصة في ظل سعى مصر إلي تنويع مصادر السلاح وذلك في إطار سياستها القائمة علي التوازن وإنشاء تحالفات استراتيجية جديدة بما يمكنها من مواجهة مخططات الإقليمية والخارجية التي تستهدف أمنها واستقرارها وتعدد المزايا المترتبة على التعاون العسكرى بين مصر وفرنسا، بما يحقق أهداف كثيرة للبلدين، من بينها خاصة في ظل إتباع مصر سياسة تنويع مصارد التسليح .
وكانت حاملة الطائرات "ميسترال" اشتركت، خلال الأيام الماضية، في التدريب البحري المصري-الفرنسي المشترك "كليوباترا 2016"، والذى شاركت فيه قوات مشتركة من البلدين.