منذ وقت طويل وتتمتع السعودية بعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة ، من الرئيس فرانكلين دي روزفلت ، حيث التقى الملك السعودي الأول عبد العزيز في عيد الحب في عام 1945 م حتى أصبحت المملكة حليف الولايات المتحدة الرئيسي في الشرق الأوسط بعد سقوط شاه إيران عام 1979.
واليوم خرج قال رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إنه لا يريد الابتعاد عن المملكة العربية السعودية عندما سألته شبكة Fox Business بشأن التحقيق الجاري في قضية خاشقجي، واضاف إن واشنطن بحاجة إلى السعودية في الحرب ضد الإرهاب.
بعض التعليقات المبدئية من الرئيس دونالد ترامب توحي برغبة قوية في الوصول إلى حل لقضية جمال خاشقجي، وإرسال وزير الخارجية مايك بومبيو في بعثة لتركيا ماهي إلا جهود ماوراء الكواليس لحل الأزمة.
وجمال خاشقجي ، هو أحد المساهمين في صحيفة الواشنطن بوست ، وهو شخص معروف جيدا وفكر في قاعات السلطة - وجه محترم في كثير من الأوساط الأمريكية، ولكن ما الذي يربط بين واشنطن والرياض مثل هذه القوّة والقرابة؟
إيران والخليج
منذ اللحظة التي حلقت فيها طائرة آية الله الخميني فوق طهران في فبراير 1979 ، معلنة عودة رجل الدين المنفي الذي أسس الجمهورية الإسلامية في باريس، تم رسم خطوط إقليمية جديدة.
حيث كان الخميني يلقي بأميركا على أنها "الشيطان الأكبر"، وأزمة الرهائن في السفارة الأمريكية وفشل عملية الإنقاذ التي أعقبتها، الأمر الذي أدى إلى إفشال آمال الرئيس جيمي كارتر في إعادة انتخابه، ثم شن العراق، بقيادة صدام حسين بالأموال السعودية التي تمول هذا الجهد، حرباً مدمرة مع إيران.
كانت السعودية أول الأصدقاء للأمريكيين في الخليج في أوقات الشدة، عندما غزا صدام الكويت ، هربت العائلة المالكة إلى المملكة العربية السعودية حتى غزت الولايات المتحدة القوات العراقية وأزالتها ، استضافت السعودية القوات الأمريكية على قواعدها.
وكانت العلاقات قريبة بشكل خاص بين الملك فهد وخلفه الملك عبد الله مع الرئيس جورج بوش، هذا حتى بعد قيام تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن بشن هجمات 11 سبتمبر، وكان الدعم السعودي لحرب العراق عام 2003 أقل علانية ، لكن الدعم اللوجستي ظل مستحيلاً.
بيع النفط والأسلحة لشراء
عندما انتقدت وسائل الإعلام الرسمية السعودية موقف حزب "ترامب" أكثر حدة ، أشارت قناة إخبارية فضائية مرتبطة بالدولة إلى أن المملكة يمكن أن تستخدم إنتاجها من النفط كسلاح.
ويتداول خام برنتشيم برنت بسعر يناهز 80 دولارا للبرميل ، وانتقد ترامب أوبك والمملكة العربية السعودية بسبب ارتفاع الأسعار، ارتفاع أسعار النفط يعني ارتفاع أسعار الغاز للأميركيين الذين يصوتون، اما انتخابات منتصف المدة الحرجة ليست سوى ثلاثة أسابيع.
لطالما كانت أمريكا مستورداً رئيسياً للنفط السعودي ولم تكن الأمور دائماً وردية، في عام 1973 ، فرضت منظمة أوبك ، مع السعودية كعضو رئيسي ، حظراً دام خمسة أشهر ضد واشنطن في وحول حرب 1973 في الشرق الأوسط كعقوبة على دعم واشنطن لإسرائيل، لقد كان الاقتصاد العالمي في حالة ركود بالفعل، يريد أصحاب المصلحة الرئيسيون تجنب تكرار مثل هذه الأزمة النفطية.
السعوديون حريصون على شراء الأسلحة الأمريكية ، واستخدامها في حرب اليمن، وتقول إدارة ترامب إن صفقة مقترحة بقيمة 110 مليارات دولار ستعزز الاقتصاد الأميركي من خلال خلق عشرات الآلاف من فرص العمل ولا يريدون المخاطرة بهذا العقد. لكن مع خاشقجي كان يخشى الموت ، يريد البعض أن تتم إعادة النظر في الصفقة، يمكن للكونجرس التدخل ومحاولة إعاقة البيع.
المسائلة في الحج
وجدت وكالة أسوشيتد برس في عام 2015 أن 41111 من الحجاج المسلمين لقوا حتفهم في مينا في أعنف حادثة في تاريخ الحج السنوي، كان هذا ثلاثة أضعاف عدد الوفيات التي أقرت بها المملكة، لم يكن هناك تحقيق علني ، ولا محاسبة.
ورفضت السعودية انتقادات من ايران وجهود دول أخرى للانضمام الى تحقيق في الوفيات،وبينما أصدر الملك سلمان أمراً بإجراء تحقيق في المأساة على الفور تقريباً ، تم الإعلان عن القليل من التفاصيل منذ ذلك الحين، انجرفت المسألة من الخطاب العام.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
