"لانجيري وقمامة وكلاب ضالة".. الإهمال يحاصر آثار الدرب الأحمر و"المسؤولين من بنها" (صور)

كتب : سارة صقر

سنوات طويلة تنتظر "القاهرة التاريخية" إلتفات وزارة الآثار لهذا المكان الساحر والذي يعد متحف مفتوح، لم يتم الإستفادة منه بعد، فتتركه الدولة فريسة بين يدي الباعة المتجولون والحيوانات الضالة التي ملأت أرجاء المكان، ناهيك عن القمامة والمنازل الآيلة للسقوط وسط المساجد والزوايا والأسبلة، والتي تنذر بكارثة في حالة تأثر الآثار بقوط أحد هذه المنازل.

اللانجيري والملابس الداخلية تشوه وكالة الغوري

فما أن تطأ قدميك شارع وكالة الغورية، تتعثر في السير وسط الباعة الجائلين والمواطنين الذين ينزلون إلى الغورية لقضاء احتياجاتهم بأسعار زهيدة، إلا أن الوضع لا يتناسب مع شارع يضم أكثر من 65 آثر ما بين مساجد وزوايا وأسبلة وأضرحة تعود لأكثر من عصر ما بين "العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني"، أربع حقب تاريخية يعبر عنها شارع الغورية وينتهي به الحال لسويقة "للملابس الداخلية واللانجيري".

القمامة والكلاب الضالة تلتهم كنيسة الروم

وتستكمل كاميرا "أهل مصر" جولتها في حي الدرب الأحمر، وبنهاية شارع الغورية الذي يتفرع منه عدة حواري تشم رائحة التاريخ بين أرجائها، ومن بينها حارة الروم أبرز حواري الدرب الأحمر التي شهدت على تاريخ طويل من المودة والرحمة بين طرفي المجتمع المصري، والتي سميت بهذا الإسم نسبة لكنيسة الروم التي بنيت على مساحة كبيرة وسط القاهرة الإسلامية وجها لوجه مع المساجد الشاهقة الإرتفاع، فينتهي بهم الحال لتركهم عرضة للقمامة والكلاب الضالة تحيط بهم فتشوه هذه المعالم التي كونت تاريخ عريق.

المنازل الآيلة للسقوط تهدد المساجد

لم يقتصر الأمر على السكوت عن انتشار القمامة والحيوانات الضالة، وإنما ما يثير الدهشة حالة الصمت تجاه المنازل الآيلة للسقوط الملاصقة للآثار والتي تعد قنبلة موقوتة، تهدد بسقوط العديد من المساجد خاصة مع تسرب مياه الصرف الصحي التي ادت لغرق الكثير من المساجد وأضاعت الكثير من زخرفتها وفي مقدمتها مسجد الفكهاني الذي أغرقته مياه الصرف الصحي دون أى إستجابة من وزارة الآثار لنجدته.

تاريخ الشارع

ويقع شارع الغورية في منطقة الجمالية في القاهرة الإسلامية، أسسه السلطان قانصوه الغوري ، ويحده شارع الجمالية الذي يحتضن في طرفه الجامع الأزهر ويفصله عن ضريح مسجد الحسين والسوق ومنطقة خان الخليلي، وكان يسمى قديما حي "الشرابشيين" وكانت به دكاكين لصناعة وخياطة الملابس السلطانية. 

تضم الغورية كذلك مجمعا ضخما للآثار الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، ففيه باب الفتوح وجامع الأقمر وتكية السلحدار والمدرسة الكاملية، وقد اشتهرت الغورية بنظام الوكالات في البيع والشراء منذ إنشائها وفيها كتب الأديب الراحل نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة:"قصر الشوق، السكرية، بين القصرين "، كذلك فيها العديد من الوكالات التجارية،و من أهم الوكالات في المنطقة هي وكالة الغوري.

كنيسة الروم

كنيسة السيدة العذراء حارة الروم "كنيسة العذراء المغيثة"، بالغورية القاهرة بمصر، بُدئ في إنشاء هذه الكنيسة في أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس الميلادي.

الكنيسة تنخفض عن مستوى أرض الشارع بمتر ونصف المتر تقريباً، تتكون عمارة الكنيسة من منشأة على اسم الأمير تادرس المشرقي تضم ديراً للراهبات وكنيستين إحداهما للسيدة العذراء والأخرى لمار جرجس.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً