تحل اليوم ذكرى رحيل المخرج عاطف الطيب الذي عاش عمرا قصيرا في عالم الفن تاركا خلفه ميراث فني عريق صنف على أنه ضمن ما أنتجته السينما في تاريخها.
عمل "الطيب" مساعدًا لعدد من المخرجين الأجانب الذين صورا أفلامًا في مصر، منهم المخرج لويس جيلبرت في فيلم الجاسوس الذي أحبني، المخرج جون جويلر في فيلمه المأخوذ عن رواية غموض للكاتبة أجاثا كريستي، جريمة على نهر النيل، المخرج ماكيل بنويل في فيلمه الصحوة، المخرج فيليب ليلوك، في فيلمه توت عنخ امون، المخرج فرانكلين شافنر في فيلم أبو الهول، والمخرج الأمريكي الأشهر ستيفين سبيلبيرج في أول أفلام سلسة «أنديانا جونز» غزاة التابوت المفقود مع النجم هاريسون فورد.
وعلى صعيد السينما المصرية عمل "الطيب" مساعدًا للمخرج مدحت بكير في فيلمه دعوة للحياة 1972، المخرج سيد طنطاوي في فيلمه عيب يا لولو يا لولو عيب" 1978، المخرج يوسف شعبان محمد في فيلم الرغبة والثمن عام 1978، المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلمه إسكندرية ليه عام 1978، المخرج سيد طنطاوي في فيلمه خدعتني إمرأة 1979، والمخرج محمد شبل في فيلم أنياب 1981.
وحمل اول أفلامه اسم "الغيرة القاتلة" من تأليف وصفي درويش وبطولة نور الشريف ويحيى الفخراني ونورا ولكن الفيلم لم يكتب له النجاح على المستوى الجماهيري كما لم يرضى النقاد، لكن الطيب لم يتوقف وعاد في نفس العام ليقدم واحدًا من روائع أفلامه بل من أفضل أفلام السينما المصرية "سواق الأتوبيس" من تأليف الثنائي بشير الديك ومحمد خان وبطولة نور الشريف، ميرفت أمين، والقدير عماد حمدي، لتتجه الأبصار إلى هذا الشاب المختلف ويترقب الجميع خطواته التالية.
وتوالت أفلام "الطيب" حتي بلغت 21 فيلما في 15 عاما من أشهرها ملف في الآداب عام 1985 من تأليف وحيد حامد وبطولة مديحة كامل وفريد شوقي وأحمد بدير، الحب فوق هضبة الهرم 1986 عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار مصطفى محرم وبطولة أحمد زكي وأثار الحكيم، البرئ 1986 من تأليف وحيد حامد وبطولة أحمد زكي، محمود عبدالعزيز، وممدوح عبدالعليم، أبناء وقتلة عام 1987 عن رواية إسماعيل ولي الدين وسيناريو وحوار مصطفى محرم، بطولة محمود عبدالعزيز، رجاء حسين، نبيلة عبيد، وشريف منير، ضربة معلم 1987 تأليف بشير الديك، بطولة نور الشريف، كمال الشناوي، وليلى علوي، كتيبة الإعدام 1989 من تأليف أسامة أنور عكاشة، بطولة نور الشريف، معالي زايد، ممدوح عبدالعليم، وشوقي شامخ، والهروب 1991 من تأليف مصطفى محرم، بطولة أحمد زكي، هالة صدقي، محمد وفيق، عبد العزيز مخيون، وابو بكر عزت، ناجي العلي 1992 تأليف بشير الديك، بطولة نور الشريف، محمود الجمدي، ليلى جبر، سليم كلاس، ضد الحكومة 1992 تأليف وجية أبو ذكري وبشير الديك، بطولة أحمد زكي، عفاف شعيب، محمد نجاتي، المنتصر بالله، ولبلبة، ليلة ساخنة 1995 تأليف رفيق الصبان ومحمد أشرف، بطولة نور الشريف، لبلبة وحسن الأسمر، وفيلمه الأخير جبر الخواطر 1998 من تأليف عبد الفتاح رزق وسيناريو حوار بشير الديك، بطولة أشرف عبد الباقي، شيرهان، علاء ولي الدين، وحسن مصطفى، وهو الفيلم الذي انتهى من تصويره الطيب عام 1996 ولم يستكمل عمليات مونتاجه فقام المونتير أحمد متولي باستكمال المونتاج بمفرده وعرض الفيلم للمرة الأولى في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 1998.
قال عنه سعيد الشيمي الفنان ومدير التصوير لم يكن "الطيب" اجتماعيًا بالمرة، ولكنه كان دائمًا هادئًا مبتسمًا، لم يتوقع له أحد هذا النجاح المبهر خاصة وأن مشاريعه في المعهد كانت متواضعة للغاية.
وتجدر الإشارة الي أن "الطيب" من مواليد عام 1947 بسوهاج نزحت عائلته إلى القاهرة فسكن في حي باب الشعرية قبل أن تنتقل إلى حي الدقي في تلك المنطقة الملاصقة لحي بولاق الدكرور، عمل موزعا للألبان في محل والده، قبل أن يفلس ويضطر والده لغلق المحل بينما كان عاطف مازال في المرحلة الثانوية، الأمر الذي دفع عاطف للعمل كجرسون في صالات الأفراح، وتخرج عام 1970 من المعهد العالي للسينما وألتحق بالتجنيد في عام 1971 ليخدم في سلاح الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أو ما كان يعرف وقتها بالتوجيه المعنوي واستمر تجنيده حتي عام 1975.