ترك الوادي والدلتا واتجه إلي سيناء بحثا عن فرصة عمل وحياة أفضل، اختار أصغر وأجمل مدينة في محافظة جنوب سيناء، رغم درجة حرارتها المنخفضة وارتفاع جبالها وقلة عدد سكانها.
عادل ابن محافظة الدقهلية، جاء إلى مدينة سانت كاترين منذ نحو ٣٢ عاما تقريبا بحثا عن فرصة عمل ورزق لأسرته البسيطة، جاء وقام بعمل مطعم صغير لبيع الفول والفلافل في المدينة وهي وجبة كانت غير مألوفة على البدو آنذاك ولم يعرف البدو الفول والفلافل واشتهر هناك باسم "عم عادل".
يقول عادل السيد أحمد، ٥٣ سنة، صاحب مطعم الفيروز للفلافل، إنه اختار اسم المحل الفيروز لأن سيناء هي أرض الفيروز، وقال "أنا هنا بقالي ٣٢ سنة من قبل ما أتجوز، والبلد دي صاحبة فضل عليا أنا وأسرتي".
واستطرد حديثة البسيط، قائلا: "أهالي كاترين طيبين للغاية واحتضنوني وشجعوني على هذه الحرفة التي لم يعرفها أحد منهم قبل سابق، لدرجة أني قمت بغلق المحل لظروف ما مرت بي وتلقيت مئات المكالمات من المواطنين يطالبون بإعادة فتح المطعم".
وأوضح أنه يعشق المدينة وعاش مع أسرته فترة كبيرة هنا إلا أن أبنائه وزوجته رحلوا من أجل الزواج والدراسة الجامعية.
وأكد، أن موسم الشتاء شديد البرودة يقبل المواطنون على شراء شوربة العدس الساخنة ومنهم من يأخذها ويشربها في الشارع كأنها مشروب، وأوضح أن الثلج والشتاء البارد لا يعوقه عن العمل بل يعد من أفضل المواسم.
وقال، "أقوم بشراء الفول والزيت من مجمع استهلاكي تابع للحكومة وباقي المنتجات الزراعية أقوم بشرائها من الوادي والدلتا.
ونهي حديثه بالقول، إنه نجح في تعليم البدو حرفة جديدة وأصبح لديهم عادات وتقاليد تشبهنا.
سليمان محمود الجبالي، ابن مدينة سانت كاترين، قال إن عم عادل نموذج للعمل والتضحية للجميع، فقد أتى إلينا وكنا لا نعرف الطعمية أو الفول وكان إفطارنا جبن بالزعتر وزيت الزيتون، أو من المحال التجارية وهذا يكلفنا كثيرا، أما بعد أن ظهر هذا المطعم قام البدو بتغيير نظامهم اليومي ليرتبطوا بعادات وتقاليد أهالي الوادي والدلتا في وجبة الإفطار، ونوه سليمان أن عم عادل وفر علينا الكثير من الأموال في شراء معلبات من المحال التجارية.