استطاع الشيخ أبو العينين شعيشع أن يحجز مكانة بين القراء المشهورين، وتحل اليوم ذكرى رحيله عرف عنه وفائه لزوجته التي توفيت قبل منه، وفي أحد اللقاءات معه سُئِل لماذا لم يتزوج بعدها فقال «أنا راجل مشاعري لم تسمح لي بالزواج بعد وفاة زوجتي وفاءً لها رغم أن هذا حقي".
حصد العديد من الأوسمة تقديرًا لجهوده، استمر في دعوته للدول الإسلامية من أجل تحفيظ القرآن الكريم للشباب منذ مرحلة الطفولة، نظرا لما يشكله القرآن الكريم من دور أساس في بناء النفس الإنسانية وإرساء معالم الشخصية الإسلامية.
شغل العديد من المناصب الدينية، وكان قارئًا في مسجد السيدة زينب، ونقيبا لقراء مصر، وعضوا للجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، كما شغل منصب عضوًا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعميدا للمعهد الدولي لتحفيظ القران الكريم، كما أنه عضوا للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتلفزيون.
وفي سبعينيات القرن الماضي ناضل من أجل إنشاء نقابة القراء مع كبار القراء وقتئذ مثل الشيخ محمود على البنا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وانتُخبَ نقيبًا لها سنة 1988.
حصل الشيخ شعيشع على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية.
وكان الشيخ محمد رفعت أول من تنبأ للشيخ "شعيشع" بمستقبل باهر في مجال القراء، الذي سمعه مرة في جلسة استماع حضرها أبو العنين مع أخيه، وقد تأثر شعيشع بالشيخ محمد رفعت وكانا على علاقة وطيدة، حتى إن الإذاعة استعانت به لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ رفعت فقد كان من أبرع من استطاع تقليده.
وفي عام 1939 التحق بالعمل في الإذاعة المصرية بينما في عام 1948 تقاضى شعيشع خمسة وعشرين جنيهًا في كل إذاعة له من محطة القاهرة وكان ذلك الأجر مبلغ يتقاضاه أكبر قراء في محطة الإذاعة.
قال عنه الشيخ أحمد نعينع إنه واحد من أساطين دولة التلاوة في ذروة مجدها، وكان الشيخ مصطفي حزين يصف صوته في فترة الأربعينيات بالبرلنت، وفي مطلع الستينيات أصيب بمرض خطير في صوته في مطلع الستينيات، منعه عن تلاوة القرآن، ولكنه بالصبر تغلب عليه وعاد للتلاوة مرة أخرى إلى أن توفى في 23 يونيو 2011 عن عمر يناهز 89 عامًا.
جدير بالذكر أن "شعيشع" من مواليد عام 1922 بكفر الشيخ وحفظ القرآن قبل سن العاشرة بالكتاتيب.