في إحدى المرات أصدر الملك فاروق أوامر بإعداد برنامج خاص لأول حفل متنوع بمسرح قصر عابدين يتضمن فقرات مزيجًا بين الفن والرياضة، وكان من ضمن هذه الفقرات، فقرة ستحييها فرقة عاكف الاستعراضية، وفي ذلك الوقت كانت الراقصة نعيمة عاكف صغيرة في السن، وكذلك عرضًا راقصًا لفرقة بالية كانت تعمل بنادي هليوبوليس الليلي بمصر الجديدة.
ووفقًا لكتاب الملكة فريدة الذي ذكر العديد من الأسرار الخاصة بالملك فاروق، فإنه حينما بدأ الحفل مساءً، قدمت فرقة عاكف وصلة استعراضية مبهره، جعلت الحضور من الأسرة الملكية في غاية السعادة، وخصوصًا لأنهم لأول مره يشاهدون هذا النوع من الحفلات الشعبية إلى حد ما، وفي زروة البهجة والتصفيق والسرور.. أختفي فجأة الملك فاروق!
"أين الملك؟" "أين فاروق" كان هذا السؤال الذي جرى على لسان الحضور.
كان الملك وقتها قد تتبع أثر الطفلة نعيمة عاكف التي انحت أمامه "انحناء سلام الملكية"، وأشاد هو بمستواها البارع في الرقص، وانبهرت الطفلة نعيمة عاكف بإشادة الملك بها واعتبرتها وسام ملكي خاص.
لم يكتفي الملك فاروق بالإشادة بالطفلة نعيمة عاكف بل تتبع خطواتها حتى وصلت لتجمع الراقصات، وعندما رأى الملك فاروق مشهد الراقصات وهن متجمعات حول بعضهن انبه بالمشهد ونسى الحفل بمن فيه..
كانت الجلبة والتوتر تتخللان الحضور، بسبب طول مدة اختفاء الملك فاروق، مما اضطر أحمد حسنين (رئيس الديوان الملكي) للبحث بنفسه عن الملك..
وعندما سار (حسنين) مسرعًا في طرقات الكواليس للبحث عن الملك. فجأة وجده في منظرًا مخلًا، حيث كان جلالته يطأطئ الرأس وينظر بنهم علي الراقصات من ثقب الباب، حيث كان جلالته يشاهد عددًا من الراقصات وهن يخلعن ملابسهن، وضحك حسنين كثيرًا لما شاهده.
ولسوء حظ الملك فاروق، فقد قادت أقدام الملكة فريدة وعددًا من الأمراء والأميرات لنفس المكان، وشاهد الجميع الملك الذي سرح تمامًا فيما شاهده، مما تسبب بإحراج شديد للملكة فريدة، دفعها ذلك لغضب شديد والسير سريعًا مبتعدة خارج الكواليس، وأصدرت أوامرها بإنهاء الحفل في الحال، وخروج الجميع من القصر الملكي.
اقرأ أيضًا... حدث في 22 رمضان.. تتويج الملك فاروق على عرش مصر