في سكون الليل، ووسط هذا الظلام الذي ظل بجناحيه أرجاء المكان، الذي كان الشاهد الأول على واحدة من الجرائم الأسرية البشعة، بعدما سيطر الشيطان بوساوسه على عقل المتهمة، واختمرت في ذهنها فكرة قتل شقيقة والدها وأبنتها الصغرى بدماء بارد.
بدأت الحكاية داخل العقار رقم 172 الكائن بمنطقة مدينة نصر، والذي كان شاهد العيان الأول على تلك الجريمة، التي راح ضحيتها سيدة عجوز وابنتها الصغرى، علي يد ابنة شقيقتها التي أغواها الشيطان، وألقى بها في بركة الدماء، وتقدم على قطع صلة رحمها بيدها الآثمة.
جاءت أوراق أمر إحالة المتهمة ورزوجها الشريك الثاني في تلك الجريمة، حاملة تفاصيل تلك الواقعة التي كانت حديث الأهالي وجيران المجني عليهما.
أكد أحد شهود العيان، وقريب المجني عليهما أنه قام بإجراء العديد من الاتصالات الهاتفية بالمجني عليهما، للإطمئنان عليهما، وبعد محاولات كثيرة بائت بالفشل في عدم استجابة المجني عليهما على هواتفهما المحمولة، قرر الذهاب إلى محل إقامتهما "مسرح الجريمة" لمعرفة ما حل بهما، وفور وقوفه أمام باب الشقة التي حدثت داخلها الواقعة، وبعد فترة من الوقت لم يتم فتح الباب له، أو تلقيه أي استجابة من الداخل، كانت الرائحة الخيط الأول لإكتشاف الجريمة.
أضاف الشاهد أنه فور وجود رائحة كريهة منبعثة من داخل الشقة، قام بإبلاغ الشرطة، للبحث في الأمر، على الفور حضرت رجال الشرطة، وقاموا بكسر باب الشقة، وتأتي أولى الصدمات، بوجود جثتين ملقتين على أرضية غرفة النوم، غارقتين في الدماء، تتخلل العديد من الإصابات جسمانهما، بالإضافة إلى وجود كسر بالدولاب المتواجد بغرفة النوم، ومن جانبها أكدت إحدى سيدات المنطقة، جارة المجني عليهما بنفس العقار، على أنها في يوم الواقعة سمعت صوت استغاثة المجني عليهما، ولكنها لم تكن تتخيل أنهما سيلقيان حتفهما.
ومن خلال عمل التحريات اللازمة، تبين أن المتهمة الأولى، ذهبت إلى شقة المجني عليهما، وطالبتهما بالمكوث معهما تلك الليلة بحجة نشوب مشاجرة بينها وبين زوجها "المتهم الثاني"، وبسبب القرابة التي تجمع المتهمة بالمجني عليهما وافقا على مكوثها تلك الليلة، ولكنها كانت الليلة الأخيرة في حياة المجني عليهما .
بدأت الزوجة تنفيذ مخططها الذي وضعته بصحبة زوجها، لتبدأ في الإنتظار حتي مكوث المجني عليهما، وفور استغراقهما في النوم قامت بارتكاب الجريمة، حيث قامت بتسديد عدة طعنات نافذة بالصدر والبطن والظهر بجسدي المجني عليهما، وقامت بسرقة المصوغات الذهبية، وجهاز "لاب توب" وهاتفي محمول، وأسرعت في الهروب من الشقة، وكان في انتظارها زوجها "المتهم الثاني" داخل سيارة.
وبإعداد الأكمنة اللازمة، تم ضبط المتهمة الأولى، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة بمساعدة زوجها "هارب"، بقصد السرقة، لمرورهما بضائقة مالية، وبسبب ضغينة بينها وبين المجني عليهما.
تم عمل المحضر اللازم بالواقعة، وإخطار النيابة التي أمرت بإحالة المتهمين إلى محكمة جنايات شمال القاهرة، والتي أصدر قرارها، برئاسة المستشار سمير أسعد يوسف، اليوم الأحد، بتأجيل محاكمة المتهمين لجلسة 19 يناير المقبل.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين تهم القتل عمدًا مع سبق الإصرار، وحيازة سلاح أبيض "سكين" لارتكاب الواقعة .
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
