بعد وفاة الأب حافظ الأسد في العام 2000، استلم ابنه الثاني بشّار الأسد، زمام الحكم، لم يكن بشار مرشحاً للرئاسة، لكنه تقلّد المنصب بعد وفاة الوريث الأصلي باسل الأسد فجأة والذي كان ضابط بالجيش وبطل الفروسيّة، ويرجع نسب عائلة الأسد في سوريا إلى سليمان الوحش، جدُّ حافظ الأسد الذي عاش في جبال شمال غربي البلاد، وتحديداً في قرية القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية، ووفقاً لما يتداوله السوريون، فإن العائلة لم تكن تعرف بـ «الأسد» قبل العام 1927، عندما قام الجد سليمان (1875-1963) بتغيير اسمه الأخير، ومنذ تقلد حافظ الأسد رئاسة سوريا في العام 1971، بعدما كان وزيراً للدفاع شدد قبضة حزب البعث الحاكم لتدخل البلاد عصر الدكتاتورية الاستبدادية الذي لم ينته حتى الآن.
توفي باسل الأسد إثر حادث سير تعرض له في العام 1994، ما فتح الباب أمام أخيه الأصغر بشارالذي كان يدرس آنذاك بكلية طب العيون في العاصمة البريطانية لندن، قضى الرئيس السوري بشار الأسد وأخوته طفولتهم بين منزل العائلة الفاخر بحي المهاجرين في العاصمة السورية دمشق، وبين منزلٍ صيفي بناه حافظ في محافظة اللاذقية الساحلية لحماية أمن العائلة، ولكونه مهرباً سريعاً نحو البحر، حال وقع ما يتطلب مغادرة البلاد على الفور.
وتكشف سلسلة وثائقية جديدة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC بعنوان «أسرة خطرة: آل الأسد A Dangerous Dynasty: House of Assad»، أن حافظ استعان بمهندس معماري ياباني لتصميم منزل العائلة الذي يقع على جبل قاسيون في دمشق.
بالإضافة إلى مدخل يشبه المسجد أو المبنى الحكومي الذي يضفي عليه روح الهيبة والقوة، وفي لقطات قصيرة من هذه السلسلة تبدو الأرضيات والجدران، رخامية مزخرفة إلى جانب التجهيزات الأخرى، دون إغفال النافورة الكبيرة التي تعادل حجم بركة سباحة والتي تعكس جانباً من ثروة عائلة الأسد، تُظهر القصر من الداخل للحظات، إذ يبدو سقفه مزيناً بالثريات الفخمة الضخمة.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن عائلته لم تحظ بالاستقرار، «سوى بعد العام 1970، عندما أصبح والدي رئيساً للبلاد، وكان هناك فصل تام بين السياسة والعلاقات الأسرية في منزلنا، حيث حرص والداي على تأمين حياة طبيعية لنا قدر الإمكان».
وعلى بعد نحو 300 كيلومتراً من دمشق، تقضي عائلة الأسد صيفها في قصرٍ آخر موجود على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ولم يحدد الفيلم الوثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية BBC مكان القصر الصيفي، رغم تأكيده أن حافظ الأسد بناه بأعلى الإمكانيات الأمنيّة، واختار موقعه هو الأخر بجانب البحر حتى تتمكن أسرته وأبناؤه من الفرار لو تطلب الأمر، ووضحت لقطات من موقع القصر صوراً من محيطه، أظهرت تميزه بمساحات مفتوحة وحدائق متعددة تحيط به، كما تنير المصابيح المشعة الشوارع المحيطة بمباني المجمع الفخم الذي تتزين حوائطه بنوافذ زجاجية كبيرة وشرفات واسعة.
وكانت عائلة الأسد تستخدم القوارب في تنقلاتها عبر البحر في ذلك القصر، كما يتضح من بعض الصور والمقاطع التي نشرتها نقلاً عن تقرير هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ولن يتمتع بالقصر المنيع الذي شيّده الأسد سوى إبنان من أصل 5 أنجبهم حافظ الأسد، فلم يبقَ في سوريا إلا بشار وماهر، فيما توفي مجد وباسل، ورحلت بشرى الأسد عن البلاد.
1- بشرى الأسد: من مواليد 1960، وهي أكبر أبناء حافظ. صيدلانيّة وأرملة العماد آصف شوكت الذي قُتل خلال تفجير مبنى الأمن القومي بالعاصمة دمشق في العام 2012. لديها 5 أبناء، وتعيش حالياً في إمارة أبو ظبي عاصمة الإمارت العربية المتحدة.
2- باسل الأسد: من مواليد 1962، هو ثاني أبناء حافظ وأكبر الذكور. كان مشهوراً بالفروسية، ومرشحاً لخلافة والده في سدة الحكم، إلا أن حادث سير أودى بحياته في العام 1994.
3- بشار الأسد: من مواليد العام 1965، ترتيبه الثالث بين أخوته. وهو رئيس سوريا منذ 18 عاماً، درس طب العيون في لندن، أما زوجة بشار الأسد فهي أسماء الأخرس ولديهما 3 أطفال هم حافظ وزين وكريم
4- مجد الأسد: من مواليد 1966، ترتيبه الرابع، درس الهندسة الكهربائية، وكان مريضاً يعاني من مشاكل نفسيّة حادة، وتوفي بعد معاناة مع المرض في العام 2009، كان متزوجاً من رؤى أيوب، لكنهما لم ينجبا أي أطفال بسبب مرضه.
5- ماهر الأسد: من مواليد 1967، هو الابن الأصغر، هو قائد «فرقة الرعب» في الجيش السوري المسماة بـ «الفرقة الرابعة»، وكان لهذه الفرقة الدور الأكبر بقصف مدن وبلدات سوريا خلال الثورة، ويقال أن له شخصية عدوانية ولا يمكن السيطرة عليها، متزوج من منال جدعان ولهما ابنتان.
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما يزيد من 220 ألف مدني من مارس 2011 وحتى 2017 على يد النظام السوري وروسيا وإيران، حيث بدأت الثورة السورية في العام 2011 تزامناً مع باقي ثورات «الربيع العربي»، للمطالبة بتنحية الأسد عن الحكم، الذي لم يتردد في قصف منازل المدنيين في المدن والبلدات السورية بجميع أنواع الأسلحة، ليتغير الوضع بعدها من ثورة إلى حرب أهلية مسلحة، كان طرفاها النظام السوري بمساندة دول عدّة، والجيش السوري الحر.