أمهات ثكلى وزوجات ترملت، وأطفال تيتمت، عقب وفاة 4 عمال بمحطة الصرف الصحي بقرية منية المرشد التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، بينهم مواطناً لم يكن له ذنب سوى أنه حاول إنقاذ العمال، فـي 3 قرى بأكملها خرج شبابها ورجالها ونساءها لتشيع جثامين الضحايا الـ4، فى حين غاب عن تشيع الجثامين القيادات التنفيذية، فقرى منية المرشد وعمرو وكوم دميس، تحولوا جميعاً لسرادقات عزاء مفتوحة لتلقى العزاء فى العمال.
حرصت "أهل مصر"، على زيارة أسر الضحايا، بعد وقوع الحادث، فبجوار محطة الصرف التي شهدت الحادث، يقع منزل وائل جابر وهدان، المواطن الذى لقى مصرعه أثناء محاولته إنقاذ العمال، تؤكد زوجته التى لم تقوى على الحديث، أنها اعدت طعاماً لزوجها فى الصباح وخرج لعمله وعاد ليذهب إلى حضانه طفلته، واستقل الموتوسيكل الخاص به، وخرج وفى طريقة للمدرسة سمع استغاثات داخل محطة الصرف الصحي فذهب ليستطلع الأمر إلا إنه وجد جثث أشخاص تطفو فوق سطح الماء وأن احدهم يحاول الخروج، فنزل إلى "البيارة" ولم يخرج.
وبصوت يملؤه الحسرة قالت،:" تركني ومعي 3 أطفال أكبرهم أحمد فى الصف الأول الإعدادي، وآيه فى الصف الخامس، وجنى 4 سنوات ونصف، ويعول والده المسن وشقيقاته، ولانملك أي مصدر ثابت للدخل، والبيارة دى إبتلعت 3عمال قبل 8سنوات، مفيهاش أى وسائل أمان للعمال، رائحتها كريهة محدش يقدر يشمها أثناء إستخراج الجثث، الإنقاذ على ماجه وشفط المياه وطلع الجثث كان فات 4ساعات، والأهالي بيحاولوا يطلعوهم لكن مفيش فايدة، ودا رجل ملوش مصدر دخل ثابت"،
من جانبه، طالب والد المتوفي، رئيس الجمهورية، بتوفير وظيفة لوالدته وأخذ حق والده.
بينما قال محمود عاطف مومية، الناجي من الحادث إن عمق البيارة يصل لـ34 متراً والسبب الرئيسى فى الوفاة هو الروائح الكريهة والغازات الضارة كالميثان، داخل البيارة، وان زميله الذى سقط أولاً كان يريد تركيب «جوان» للموتور، لمنع التسريب، ولكنه لم يتحمل رائحة الغازات فمات ونزل زملاؤه تباع، أنا لما نزلت دخت فى اول السلم، وسقطت فى المياه لكن حاولت اخرج سريعاً بمساعدة الناس، ربنا نجاني بس زعلان على زمايلي، دول غلابة ميستهلوش كده، وإحنا معرضين للأخطار دى كل يوم، مفيش أي وسائل حماية وإحنا عمال ملناش ننزل نصلح أصلا الأعطال داخل البيارات، فيه فنيين متخصصين مفروض يعملوا ده".
وحصلت "أهل مصر"على صورة من التقرير الذى قدمه اللواء عصام رصاص، رئيس مدينة مطوبس، إلى ديوان عام محافظة كفر الشيخ، والخاص ببيارة الموت التي ابتلعت 3 أشخاص ومواطن بقرية منة المرشد التابعة لمركز مطوبس، حيث أظهر التقرير، أن إدارة المحطة لم تتخذ أي إجراءات احترازية لتأمين العمال، حال تواجدهم لإصلاح موتور غاطس داخل البيارة، وأنه حال مرور لجنة من مجلس المدينة بعد الحادث مباشرة لم تجد مدير المحطة أو أى من قياداتها، كما تبين عدم وجود أية معدات أو سيارات شفط خاصة بشركة المياه والصرف الصحى، لاستخدامها في سرعة الاستجابة والتعامل مع الحادث، ما أدى لتدهور حالة العمال وبقائهم وقتا طويلا داخل البيارة، حتى وصلت قوات الإنقاذ النهرى، من مدينة دسوق.
كما تبين أن لوحة المفاتيح الخاصة بالإنذار داخل المحطة مُعطلة، ما أدى لتدهور الحال أيضاً، مشيراً الى أن المحطة لايوجد بها أية وسائل أمان وحماية للعمال، طبقاً لتقرير لجنة التفتيش المالى والإدارى والشئون القانوينة بديوان المحافظة، برئاسة عماد داهش وأحمد رزق، حيث أكد التقرير أن هؤلاء العمال راحوا ضحية للإهمال من إدارة المحطة.
فيما أرسلت إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي في كفر الشيخ، تقريرا للعرض على محافظ كفر الشيخ الدكتور إسماعيل طه، ذكر فيه ورود إخطار من منطقة مطوبس إلى قطاع الصرف الصحي بإدارة الشركة، في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم أمس، بوجود حادث مؤسف ناتج من تشغيل عمال تشغيل محطة رفع الصرف الصحي لقرية منية المرشد.وتبين من التقرير أن المحطة تعمل بكفاءة ولم تبلغ الإدارة العامة بمطوبس، بأي أعطال حتى صباح أمس، حيث أن المحطة عبارة عن رافع الصرف الصحي لقرية منية المرشد مركز مطوبس، وهي عبارة عن بيارة تجميع قطرها 5 أمتار، وعمقها 8 أمتار ويوجد بها 2 طلمبات غاطسة، مشيراً إلى أنه تبين من البيانات الأولية الواردة أن هناك 4 أشخاص منهم عمال تشغيل من الشركة وأحد الأهالي نزلوا بيارة المحطة مما تسبب في حدوث اختناق لهم، أما بخصوص سير العمل فإن المشغلين دورهم فقط في أعمال التشغيل وعليهم أن يبلغوا إدارة المنطقة التابعين لها بأي أعطال ليجرى اتخاذ اللازم بشأنها أو رفعها إلى إدارة الشركة، ولكن ما حدث يبدو أنه تدخل من عمالة التشغيل في أعمال طارئة بالمحطة.وكان اللواء فريد مصطفى مدير أمن كفر الشخ، تلقى بلاغا يفيد مصرع 4 أشخاص فتم الدفع بقوات الإنقاذ وتم استخراج جثامينهم وجار البحث عن الآخرين، وتم تحرير محضر والعرض على النيابة التي أجرت معاينة بمكان الواقعة، وصرحت بدفن الجثامين.