قال النائب أحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على إعلان نتائج التحقيقات أولًا بأول في واقعة وفاة الصحفي جمال خاشقجي، ومحاسبة المتورطين، وتوضيح ذلك للرأي العام العالمي، وهو ما يؤكد مدى حرص المملكة واهتمام قياداتها وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، بأبنائها في الداخل والخارج دون تفرقة.
وأضاف «رسلان» في حواره مع «أهل مصر» أن الإجراءات القضائية التي قامت بها المملكة ستحسم بالأدلة الدامغة الحقيقة الكاملة، وستقطع الطريق أمام من يحاولون تسيس القضية لاستهداف المملكة.
ودان «رسلان» استمرار مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة في القدس، وحالة التعنت والوحشية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مشددًا على أن المجتمع الدولي شريكًا أساسيًا في هذه الجرائم من خلال انتهاجه سياسة الصمت وعدم ردع القائمين على هذه الأفعال التي تخالف أحكام القانون الدولي. وإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف ترى أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي؟
أرى أن البعض وهنا أقصد دول إقليمية ودولية بعينها حاولت «الاصطياد في الماء العكر» وتسييس القضية لتحقيق أهداف خبيثة تجاه المملكة العربية السعودية وقادتها، وذلك ردًا على مواقفها الداعمة للاستقرار الأوضاع في المنطقة، وما رأيناه من هجمة إعلامية شرسة من جانب قطر وقناتها المشبوهة، يؤكد ذلك، وأرى أن حزمة القرارات والإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه هذه الواقعة، يؤكد لنا بوضوح حرص المملكة على متابعة نتائج التحقيقات أول بأول وإظهار ذلك للرأي العام، لأنها يهمها في المقام الأول محاسبة المتورطين عن هذه الواقعة.
كيف ترى الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الشعب الفلسطيني خلال مسيرات العودة؟
استمرارًا لمسلسل التعنت والوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وجزء من المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف المقدسات الدينية وفي القلب منها القدس، وهذه الجرائم الوحشية لا يمكن السكوت عنها في ظل حالة العنصرية الدينية فلم يكتف جيش الاحتلال بتدنيس المسجد الأقصى، بل يقوم بطرد المصلين من داخله، وإغلاق أبوابه أمام جموع المسلمين، والتعدي عليهم بالغاز والقنابل.
وأين المجتمع الدولي من ذلك؟
المجتمع الدولي في حالة «نعاس» تام و«صمت» دائم، وهو بذلك شريك أساسي في هذه الجرائم التي تُرتكب في حق الفلسطينيين ومقدساتهم، لذا يينبغي على الجميع القيام بمسؤولياته وعلى رأسهم مجلس الأمن والأمم المتحدة والهيئات الدولية، والاتحاد الأوربي والبرلمان الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، لأن استمرار هذه الأوضاع الكارثية والممارسات الوحشية من شأنه أن يضر بالقضية الفلسطينية ويزيد من حدة الانقسامات وينذر بانفجار الأوضاع في المنطقة ويزيد من حدة العنف والتطرف ويغذي بيئة الإرهاب، ويقضي على أي محاولة لمواجهته، ومن شأنه أن ينقل الإرهاب من المنطقة إلى العالم بأسره، الذي يعيش مكتوف الأيدي ولا يتحرك لمواجهة هذه الأزمة.
كيف ترى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلى موسكو؟
إن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ وصوله إلى سُدة حكم مصر وتسليم مقاليد البلاد في يونيو 2014، وهو يجوب دول العالم شرقًا وغربًا، مستهدفًا مصلحة مصر وشعبها، وتحقيق التوازن مع جميع القوى، ونجح في معالجة القصور في سياسة مصر الخارجية التي تأرجحت على مدار عقود، بين الميل لمعسكر، واكتساب عداء من معسكر آخر.
أن سياسة مصر الخارجية ترمي إلى جذب مزيد من الاستثمارات والتعبير عن حرية التوجه والقرار، ودعم ومساندة القضايا العربية وحل الأزمات في سوريا وليبيا، والحفاظ على دول المنطقة من مخاطر «التشرذم والانهيار» تحت وطأة الإرهاب والجماعات المسلحة.
وكيف ترى مشاركة مصر في اجتماعات الأمم المتحدة ولقاء الرئيس بترامب؟
أرى أن هذه المشاركة هي الأفضل في تاريخ مشاركات مصر في اجتماعات الأمم المتحدة، حيث تشارك مصر هذه المرة، بعد أن قطعت شوطًا كبيرًا في محاربة الإرهاب، وأنهت جزءًا كبيرًا من برنامجها الإصلاح الاقتصادي، وقد استعادت مكانتها إقليميا ودوليا، وهو ما رأيناه من خلال تهافت دول العالم لعقد لقاءات ومباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مقر إقامته، وهو ما يؤكد حرص دول العالم على إقامة علاقات قوية ومتينة مع مصر نظرا لدورها المحوري والرئيسي في الشرق الأوسط.
وماذا عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ؟
هنا لابد أن نتوقف.. فعدد الدول المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة 108 دول، إدارة الرئيس الأمريكي وافقت على عقد مقابلات ومباحثات مع 5 دول فقط، هي مصر واليابان وكوريا الجنوبية ورئيس وزراء بريطانيا ورئيس وزراء إسرائيل، لقاء واشنطن مع القاهرة جاء بناء على طلب الأول.
وهذا اللقاء هو الأول من نوعه حيث جاء في ظروف في غاية المثالية، تشهد فيه العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن نوعًا كبيرًا من التعاون والتوافق عكس ما كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، كما أتى هذا اللقاء، بعد أن قررت واشنطن استئناف السماعدات العسكرية لمصر، وعودة مناورات النجم الساطع من جديد.
في ضوء الجولات الخارجية للرئيس.. ما المكاسب التي ستعود على مصر؟
إقامة علاقات دولية جديدة مع دول لم تقم مصر من قبل بإقامة علاقات معها، وتعزيز علاقات ثابتة مع دول أخرى لديها علاقات معها، وهو ما سيعود بالنفع أولا على السياسية المصرية الخارجية واكتساب أصدقاء جُدد، وبالتالي إقامة علاقات اقتصادية معها، وهو ما يهم الدولة المصرية في هذا الوقت، ومن المعروف أن استيعاب رؤوس الأموال يتطلب عنصرين لازمين هما؛ الاستقرار الأمني وهو ما نجحت فيه مصر، والاستقرار السياسي؛ وهو ما حققته مصر من خلال حزمة التشريعات والقوانين كقانون الاستثمار.
هل ترى أن المستقبل يحمل حلا للأزمة اليمنية؟
مصر حريصة كل الحرص على استعادة الأمن والاستقرار المفقود لدى جارتها اليمن، وعلى مدار سنوات النزاع المسلح لم تألوا جّدًا للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية قائمة على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة وأهمها القرار رقم 2216 .
على الجانب الآخر تقدم مصر كل الدعم الإنساني للأخوة في الأراضي اليمنية الذي يواجه كوارث حياتية تزداد حدتها يوما بعد يوم.
وهل ترى أن القضية الفلسطينية ربما تشهد حلا الفترة المقبلة؟
أرى أن الانقسام الفلسطيني أضر كثيرًا بالقضية الفلسطينية ويدفع ثمن ذلك أبناء الشعب، وهو ما تدركه القيادة المصرية، أن أولى الخطوات في حل القضية الفلسطينية، هو لم شمل البيت الفلسطيني من الداخل، لأن حالة التشرذم والانقسام أضرتنا كثيرًا.
وأرى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطو خطواتها الأخيرة نحو بلورة رؤيتها بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط وفي القلب منها فلسطين، وهنا لابد أن نؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقائم على أساس حل الدولتين، دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
نقلا عن العدد الورقي.