التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم، الدكتورة ناتاليا كانم، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، لاستعراض أنشطة الصندوق الأممي في مصر وبحث سبل دعم أطر التعاون معه فيما يخص مشروعات الاستراتيجية القومية للسكان، بحضور غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان.
وفي مستهل اللقاء، رحب رئيس الوزراء بنائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان والتي تزور مصر للمرة الأولى، معرباً عن تقدير الحكومة المصرية للتعاون القائم مع الصندوق الأممي فيما يتعلق بتنظيم الاسرة وتمكين الشباب والمرأة، ولجهود نائب الأمين العام للأمم المتحدة في إعادة هيكلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، متوجهاً بالشكر إلى الصندوق الأممي على الدعم المقدم إلي منتدى شباب العالم في دورتيه السابقة والقادمة.
وخلال اللقاء أكد الدكتور مصطفي مدبولي حرص مصر على الحد من ارتفاع معدلات الزيادة السكانية والتي تمثل عائقاً أمام جهود التنمية ومعدلات النمو، مشدداً علي أن استمرار معدلات الإنجاب الحالية لن يجعل أحداً يشعر بثمار التنمية، معرباً عن رغبة مصر في الاستفادة من خبرات الدول الأخرى التي عانت من تلك المشكلة، مشيراً إلى التنسيق القائم بين المؤسسات المصرية خاصة وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري وصندوق الأمم المتحدة للسكان من أجل توطين أهداف التنمية المستدامة في خمس محافظات ذات الأولوية في إطار تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر2030.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الوزراء أن حرص الحكومة المصرية على تقديم الدعم اللازم لتمكين المرأة يتضح من خلال إعلان عام 2017 عاماً للمرأة المصرية، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تضم ثماني وزيرات للمرة الأولي في تاريخ مصر، فضلاً عن أن مجلس النواب المصري يضم تسعاً وثمانين نائبة برلمانية، حيث قامت مصر بإطلاق استراتيجية قومية لتمكين المرأة المصرية 2030 والتي تعد أول استراتيجية لدعم المرأة بالتوافق مع إعلان الأمم المتحدة.
ونوه مدبولي خلال اللقاء إلى أننا سنعمل على تعزيز ملفات الدول النامية ودعم جهود الإصلاح في الأمم المتحدة وذلك في إطار رئاسة مصر لمجموعة ال 77 والصين، وكذا حرص مصر على تعزيز أطر الشراكة والتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بما يصب في صالح القارة الأفريقية وذلك في إطار تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في 2019.
ومن جانبها أطلعت الدكتورة ناتاليا كانم، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، رئيس الوزراء على رؤية الصندوق حول برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ونتائج عملية المراجعة الجارية لتلك البرامج، مشيدة بالدور المصري النشط في التحضير لمؤتمر المراجعة الإقليمي المقرر عقده في بيروت في نوفمبر القادم.
وأشادت نائب الأمين العام للأمم المتحدة بتبني القيادة السياسية في مصر لقضايا المرأة والشباب والفئات الأكثر احتياجاً، وانعكاس ذلك على ما شهدته مؤشرات تمكين المرأة والشباب في مصر من تقدم كبير بالمقارنة بفترات سابقة، فضلاً عن برامج الحماية الاجتماعية التي تقوم بها الحكومة المصرية لدعم ومساعدة الفئات الأكثر احتياجا. كما أشادت المسئولة الأممية بالجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية للحد من الزيادة السكانية، حيث وصفت زيادة معدلات الإنجاب بأنها تمثل تحدياً كبيراً لجهود التنمية، مؤكدة أن ما يميز النموذج المصري في تنظيم الأسرة أنه لا يقوم بأي شكل من الأشكال على سياسة الإجبار أو فرض إجراءات قسرية للحد من الإنجاب بما يجعله نموذجاً يمكن أن تحتذيه دول أخرى في العالم. وأكدت الدكتورة كانم علي دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان لجهود الحكومة المصرية في هذا الصدد.
وخلال الاجتماع، عرضت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي لأهم محاور الحملة القومية لتنظيم الاسرة، مشيرة إلى أن تلك الحملة تهدف إلى رفع مستويات الوعي وتقوم على تقديم حوافز للأسر في المحافظات الأكثر إنجاباً من أجل تشجيعها على تنظيم النسل والاكتفاء بطفلين فقط، معربة عن تطلعها لقيام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتقديم كل الدعم لتلك المبادرة.
وفي ذات السياق، عرضت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان الدور الذي تقوم به الوزارة في دعم وتنفيذ اليات الحملة القومية لتنظيم الأسرة وخاصة ما يتعلق بتطوير ورفع كفاءة عيادات تنظيم الأسرة وتزويدها بالكوادر المؤهلة والوسائل الطبية المختلفة من أجل إنجاح أهداف الحملة.