أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية مؤشر الإرهاب والجماعات الإرهابية، وهو مؤشر أسبوعي مَعنِيٌّ بتتبع العمليات الإرهابية ورصدها، وإجراء تحليل لها، واستشراف مستقبل المناطق التي تشهد عمليات إرهابية.
ورصد المؤشر الأسبوع الماضي (21) عملية إرهابية في 8 مناطق جغرافية متعددة، نفذتها جماعات متطرفة مختلفة، نتج عنها سقوط (101) ما بين قتيل وجريح؛ الأمر الذي يشير إلى تصاعد وتنامي وتوسع خريطة العمليات الإرهابية خلال فترة الرصد، موضحًا أن عدد الجماعات الإرهابية التي نفذت هذه العمليات 10 جماعات.
وأوضح المؤشر أن العمليات الإرهابية التي قام بها تنظيم (داعش) في هذا الأسبوع شهدت تراجعًا بواقع 4 عمليات إرهابية تركزت في مناطق سوريا والعراق ونيجيريا عبر فرع التنظيم هناك المتمثل في جماعة بوكو حرام، ركز فيها التنظيم على استهداف المدنيين بعد أن كان يركز على استهدف القوات الأمنية، ويعود السبب في ذلك إلى كون المدنيين هم الحالة الأضعف في الصراع، بالإضافة إلى أن تضييق الخناق على التنظيم جعله يسلط الضوء على محاولة زعزعة استقرار الدول عبر استهداف المواطنين.
وقال المرصد في مؤشره إنه على الرغم من هذا التراجع لدى تنظيم داعش، فإن التنظيم -عبر العدد 153 من صحيفة "النبأ" الناطقة باسمه- حاول ادعاء أنه لا يزال يشهد تقدمًا ويشن عمليات هنا وهناك زاعمًا تنفيذه نحو (121) عملية إرهابية أوقعت نحو (610) ما بين قتيل وجريح.
وبالتدقيق في تلك المصادر وجد المؤشر أن ما نُشر على لسان التنظيم عارٍ تمامًا عن الصحة، بل إن معظم ما نشر من صور للعمليات هي صور قديمة نشرت في الصحيفة ذاتها من قبل، بالإضافة إلى نشر تقارير إخبارية عن عمليات قديمة قام بها التنظيم، في محاولة منه لصرف النظر عما يتعرض له من خسائر وعجزه عن القيام بأعمال جديدة.
ورصد المؤشر تصاعدًا للعمليات الإرهابية التي شهدتها سوريا بعد أن كانت قد شهدت تراجعًا في الأسبوع الماضي، فقد حلت في المرتبة الأولى من حيث الدول الأكثر تعرضًا للإرهاب هذا الأسبوع، واتخذ نمط العمليات الإرهابية فيها تفجير العبوات الناسفة على الأماكن المستهدفة، وقام بالعمليات عدد من الفصائل الإرهابية تمثلت في جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام وداعش ، ويشير هذا إلى أن التنظيمات المتطرفة في سوريا تحاول العودة مرة أخرى إلى الساحة، خاصة في ظل الترتيبات التي تشهدها البلاد حول محاولة التسوية للأزمة والتطورات الأخيرة التي شهدتها إدلب ، وهو ما لا ترغب فيه هذه الجماعات؛ لأن أي استقرار يتحقق يعني القضاء عليها.
وأوضح المؤشر أن العراق جاء في المرتبة الثانية، حيث شهد هذا الأسبوع 4 عمليات إرهابية نفذ تنظيم داعش منهما عملية واحدة فقط، بينما العمليات الثلاث الأخرى لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنها، مما يشير إلى أن تنظيم داعش قد تراجع في العراق. وفي الوقت ذاته ربما يشير هذا إلى أن التنظيم قد يعاود الظهور في العراق بصور أخرى وتحت أسماء أخرى، خاصة أن نمط العمليات ضد مجهول لم يكن شائعًا في العراق، ولذلك قد يكون التنظيم هو المسئول عن هذه العمليات ولكنه لا يريد الإعلان عن ذلك كنوع من الخداع.
وتابع المرصد تطورات الأوضاع في أفغانستان والعمليات التي قامت بها حركة طالبان على إثر ما كانت قد أعلنت عنه قبل إجراء الانتخابات البرلمانية بأنها سوف تستهدف المقار الانتخابية والمرشحين الانتخابيين، حيث قامت بتنفيذ 4 عمليات إرهابية استهدفت فيها مدنيين ومقرات تابعة لحلف الناتو، في إشارة إلى عودة التنظيم إلى نمط العمليات التقليدية بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية التي شهدتها أفغانستان الأسبوع الماضي، كما أن المؤشر رصد تراجعًا في عدد العمليات عن الأسابيع الماضية فاستهدف مقار انتخابية ومرشحين انتخابيين في محاولة منه لمنع إجراء هذه الانتخابات وبث الرعب بين الناخبين، حيث احتلت أفغانستان هذا الأسبوع المركز الثاني في عدد العمليات الإرهابية.
وفي السياق ذاته، أشار المؤشر إلى أن باكستان جاءت في المركز الرابع من حيث عدد العمليات الإرهابية التي وقعت فيها، حيث شهدت 3 عمليات هذا الأسبوع، كما أوضح أن هناك تراجعًا في العمليات الإرهابية التي تشهدها القارة الأفريقية على الرغم من أن الجماعات المتطرفة تحاول أن تستغل الصراعات والنزاعات هناك، فلم تشهد أفريقيا هذا الأسبوع إلا عمليتين فقط في دولتين هما: (الكونغو الديمقراطية، نيجيريا)، كما أوضح المؤشر أن حركة طالبان احتلت المرتبة الأولى من حيث نسبة العمليات الإرهابية بواقع 19% وحل تنظيم داعش ثانيًا من حيث نسبة العمليات بواقع 14% من هذه العمليات.
وتوصل المرصد إلى أن الجماعات المتطرفة تحاول أن تركز على استهداف العناصر المدنية من أجل نشر الخوف والإرهاب في نفوسهم، بالإضافة إلى تعدد الأساليب التي يتم بها تنفيذ تلك العمليات من هجوم مسلح مباشر على أماكن تجمعهم إلى زرع عبوات ناسفة ومتفجرات.