بعد فاجعة التجمع الخامس وغرق المنازل من الداخل والسيارات التي كانت عائمة بسبب هطول مياه الأمطار الغزيرة لساعات دون توقف، بالإضافة إلى توقف المرور لساعات وضعف شبكات المحمول التي كانت سببا من أسباب تأخر إرسال الاستغاثات للحي، وتجاوز الأمر لمناطق كثيرة في القاهرة والجيزة، كانت عبارة عن برك مياه تعوق المارة.
ومع اقتصار المسئولين على اتخاذ إجراءات روتينية في جميع المحافظات بنفس المعدل وفي نفس التوقيت، ينتج عنها تكرار نفس الأخطاء، الأماكن ومن المضحك أنه بنفس الحل وهو شفط المياه من خلال عربات الشفط المتوفرة.
ونحن على أعتاب الأزمة السنوية.. أزمة الأمطار، يطرح السؤال نفسه بقوة: هل اتخذت محافظتا القاهرة والجيزة كل ما يلزم لتجنب مثل تلك الحوادث؟
"نحن دائما رد فعل".. هكذا وصفت به الدكتورة سهير حواس، خبيرة التخطيط ورئيسة الإدارة المركزية بالتنسيق الحضاري سابقًا، تصرفات واستعدادات المسئولين لموسم الأمطار. وأضافت "إحنا ما تحركناش خطوة واحدة إلا لما التجمع كانت غرقانة، وكان رد فعل للحدث فقط".
وأكدت أن الدولة تستخدم نفس أساليبها في نفس التوقيت، وهي مراجعة مصارف مياه الأمطار، والتي "لا تتعدى أصابع اليد" وعربات كسح في حالة الغرق.. هذه هي كل استعدادات المحافظات لموسم الشتاء.
وتابعت حواس لـ "أهل مصر" أننا عندما نطالب بعمل كشف حساب لرئيس مدينة القاهرة الجديدة، على سبيل المثال، حول استعداداته لموسم الأمطار، سنجد أنه لا جديد سوى تطوير البلاعات الخاصة بتصريف الأمطار، من خلال تدعيم حوالي 400 غرفة تفتيش صرف صحي، وطلمبات رفع المياه؛ لتكون مهيأة لاستقبال الأمطار، بالإضافة إلى الدفع بـ8 شفاطات مياه، تتوزع على الأماكن التي تتجمع فيها المياه بغزارة.
وأضافت "ويبقى الحال كما هو عليه، فين الجديد في الاستعداد؟ حتى الحكومة ما عملتش شبكات صرف مياه أمطار للحماية من الغرق والبرك مرة أخرى".
وأكدت أن الدولة لم تتعلم من الواقعة التي حدثت العام السابق بالتجمع، محذرة من أن فشل الإدارات المحلية بالقاهرة والمحافظات في مواجهة السيول كل عام يتسبب في خسائر مادية وبشرية لا تعد ولا تحصى.
وأوضحت حواس أن الإهمال ليس في مدينة القاهرة الجديدة وحدها، ولكنه وصل لأحياء وشوارع محافظتي القاهرة والجيزة، قائلة "ما عندناش شبكات صرف مياه أمطار غير في مصر الجديدة والتحرير وعدد من المناطق التي نعدها على الإيد".
وعلقت خبيرة التخطيط ورئيسة الإدارة المركزية بالتنسيق الحضاري على تغافل الحكومة عن إنشاء شبكة صرف مياه الأمطار بالمحافظات، بأن المبرر واحد، وهو "أن مصر تتمتع بجو لطيف، ولا يتسبب موسم الشتاء بأمطاره في كوارث. وإن حدث ذلك فهو يوم واحد فقط في السنة في عدد من الأماكن وليس في مصر كلها"، بقولها "هم لا يعلمون أن يوما واحدا من كارثة المطر يتسبب في خسائر تعبنا من أجلها سنين وسنين، وأبرزها منطقة التجمع وغرق الفيلل وغيرها من الكوارث التي خلفت خسائر لا تقدر بمال".
واستطردت حواس أن الحكومة تبخل علينا بإنشاء بالوعات صرف مياه الأمطار بسبب التكاليف العالية، قائلة: "لو نظرنا على مناطق طبقت فيها شبكات الصرف مثل وسط البلد وشارعي الألفي والشواربي وميدان عرابي ومصر الجديدة، نجد أن التكاليف عالية، ولكن وقت الأزمة لا تشتكي تلك المناطق من أي ضرر مهما كانت قوة الأمطار"، مرددة " المشروع جاب تمنه".
وأرحعت حواس سبب استمرار الأزمة دون حل جذري في العاملين بالمحليات لعدم وجود أشخاص يعون خطورة الموقف أو مؤهلين للتعامل مع الطوارئ ووقت الأزمات، قائلة "إحنا لا نتحرك ولا نتخذ إجراءات حاسمة إلا عند حدوث كوارث تخلف خسائر. دون ذلك لا يتم الاستجابة أو العمل على الأزمة قبل وقوعها"، مضيفة "لا يوجد لدينا إدارة لحل الأزمات".
وتقدم حواس روشتة للدولة وللمواطنين، فالمواطنون عليهم شراء شوال رمل احتياطيا، وعند حدوث أزمة سقوط أمطار ودخول المياه للمنازل يضعون الرمل عند مدخل البيت كخط دفاع؛ حتى تأتي عربات الكسح.
أما الدولة فعليها حصر الأماكن التي لا يتوفر بها شبكات صرف مياه أمطار، وعمل بيان بها، ووضعها في مسافات متقاربة للتصدي للأزمة في المهد.
وأضافت حواس أن على كل محافظة التأكد من صيانة عربات الشفط وتكثيف أعدادها في القرى والمراكز الأكثر تعرضًا للخطر .