طالب عدد من الأشخاص ذوى القدرات الخاصة بمحافظة بني سويف، من المنتجين والقائمين على الأعمال الدرامية من أفلام ومسلسلات، بإنتاج أعمال تساعد على دمجهم بالمجتمع، وتسليط الضوء على الأعمال التى توجه للمشاهدين لكيفية التعامل المناسبة معهم، دون التظر إليهم بنظرات الشفقة والرأفة، بحيث أن يتم تسليط الضوء على إيجابيات وسلبيات كل مرحلة من مراحل تطور الطفل المعاق وكيفية تعامل الأم والأب معه.
قالت مها سمير، معلمة بمدرسة التربية الفكرية ببني سويف، إنه على الرغم من أن السينما والدراما قدما ذوى الاحتياجات الخاصة فى عدد من الأعمال الفنية، إلا أنها لم تركز على قضاياهم أو أزماتهم بالشكل المطلوب، و لم يكن هناك إلا عمل أو عملين على الأكثر يمكن أن نطلق عليهما أنهما قدما صورة ذوى الاجتياجات الخاصة أو المعاق بالشكل الجيد.
فيما أشادت سلوى مجدي، عضو لجنة ذوى الإعاقة ببني سويف، ببعض الأعمال السينمائية والدرامية التى أظهرتهم فى صور أحبها الجمهور، والتى ركزت فى أكثر من عمل على تقديم صورة المعاق بشكل جيد حتى وأن كان فى دور هامشى و من أشهر هذه الأعمال فيلم "الصرخة" الذى قام ببطولته الراحل نور الشريف الذى قدم شخصية "عمر" الشاب الأبكم والأصم الأمى ويقرر أن يتجه لتعلم القراءة والكتابة، أما فى الدراما فكان لها دور بارز فى تقديم ذوى الاحتياجات الخاصة بشكل أكثر عمقا من السينما حيث ركزت على أسباب تعرضهم الى أزمات نفسية وكيفية التعامل معهم، منها مسلسل "سارة" التى قامت بدورها الفنان المعتزلة حنان ترك حيث توقف نموها الذهني في الطفولة، وعادت إلى المرحلة الجنينية.
وقال طه عبد الجواد، باحث بكلية علوم الإعاقة ببني سويف، إن الصورة التي تقدمها الدراما السينمائية والتلفزيونية للمعاق هي ما يلتقطه المتلقي وتبقى راسخة في ذهنه، وتنعكس على تعامله مع المعاق في حياته الواقعية، وأغلب ما قدمته السينما المصرية في هذا المجال صورت للمشاهد شخصية المعاق على أنه غبي أو ضعيف لا حول له ولا قوة "بركة" مثلما ما قدمته السينما المصرية في فيلم "مبروك وبلبل" الذي مثل الفنان يحيى الفخراني فيه دور المعاق ذهنيا الذي تستغله لغبائه وضعفه فتاة وتتزوجه للتهرب من قضية دعارة.
وقالت حنان جمال، عضو جمعية إرادة لدمج ذوى الإعاقة بالمجتمع، إن معظم الأعمال الدرامية المصرية، تناولت شخصية المعاق وتعامله مع الآخرين من أجل التأثير عاطفيا على المشاهد وكسب شفقته، وهذا التأثير جعل من المعاق في المجتمع مستدرا للعطف ويتم التعامل معه وفق الصورة التي قدمتها الدراما، فقد أثبتت الكثير من الدراسات النفسية المرتبطة بوسائل الإعلام دور التجسيد المرئي للشخصيات في إحداث التأثير على المتلقي وتغيير سلوكه الحياتي سلبا أو إيجابا تجاه كثير من القضايا التي تتعرض إليها الدراما في تناولاتها وأشكالها المختلفة.
وقال الدكتور جمال هنداوى، أستاذ الإجتماع بكلية الآداب بجامعة بني سويف، أنه آن الأوان أن تتناول الأعمال السينمائية والدراما المصرية شخصية المعاق وقضاياه بدون مجاملات أو مبالغات أو تسفيه أو تهريج، لأن هذه الفئة تشكل شريحة كبيرة في مجتمعاتنا، ومعالجة همومها من خلال الدراما بكافة أشكالها يساهم في خلق صورة إيجابية وواقعية ومتفائلة عنهم، باعتبارهم جزءا من المجتمع له حقوق وعلى كافة المؤسسات المعنية مساعدته في الحصول عليها.