على أرض البقيع المباركة.. أرض الدماء الطاهرة بدير الأنبا صموئيل المعترف، الذي بات منبعا يروي حبيبات رماله دماء الشهداء، عزمت عائلة «يوسف شحاتة» على قضاء يوم عطلتها في رحاب التبرك بالدير، في رحلة دينية عائلية في حمى الرب ورعاية رجال العائلة.
استعدت الأسرة في صباح أمس الجمعة للانطلاق إلى رحلتها الدينية الممزوجة بمحبة العائلة، فتوجه الأخ الأكبر نادي يوسف شحاتة إلى شقيقه، في شغف للانطلاق جميعا في حافلة واحدة في الرحلة الدينية إلى الأرض المباركة أرض الأنبا صموئيل المعترفن وزيارة الكبير الذي بات حلم كافة أفراد الأسرة.
وأعلن الشقيق الثاني رضا عن إنهاء استعداداته لاستقلال الحافلة برفقة شقيقهما الأصغر كمال، البالغ من العمر ٥٠ عاما. وما إن استعد الأشقاء الثلاثة، حتى وصلت بوسي نجلة شقيقهم الرابع الغائب الحاضر في وجدانهم ميلاد، والتي تعمل معلمة المحبة والوطنية بمدرسة السلام الإعدادية بمدينة المنيا.
لم تنتهِ العائلة بعد من جمع أفراد الأسرة ممن أرادوا زيارة الأرض المباركة، حتى وصل بيشوي رضا يوسف شحاتة، ابن الـ١٦ عاما، ولحقت به في سعادة ماريا كمال يوسف شحاتة، ودميانة كمال يوسف، وشقيقتها ديانا، ويوسف رضا يوسف، وشقيقته يوستينا، واستقل الجميع الحافلة، بعد أن أعدت الأسرة ما يلزمها من مأكل ومشرب يكفيان لطول الطريق.
انطلقت الحافلة التي تضم ١٠ أفراد من عائلة واحدة (عائلة يوسف شحاتة)، واستغرقت الرحلة نحو ٤ ساعات، وقضت يوما دينيا في رحاب بقيع أرض دير الأنبا صموئيل المعترف المقدسة المليئة بدماء الشهداء، وانتهت رحلته، وحان وقت العودة، لكن أفراد العائلة لم يعودوا مع بعضهم بعضا؛ فهجمة مسلحين بعربات دفع رباعي فرقتهم بين شهيد ومصاب.
نيران المسلحين أسقطت ٦ شهداء من العائلة، ورحل الصبية والمسنين بين ١٢ و٥٥، وصعدت أرواحهم، فاختارت يد الغدر الثلاثة الأشقاء نادي ورضا ويوسف، ونجل الثاني بيشوي، ونجلة الثالث كمال، فيما أصيب ٤ آخرون من أفراد العائلة، بين إصابات خفيفة ومتوسطة، حيث أصيبت دميانة وديانا ويوسف ويوستينا؛ لتظل أذهانهم شاهدة على جرائم ارتكبها الإرهاب في حق زوار أديرة البقيع المقدسة.