تأتي ذكرى اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون"، لتعيد إلى الأذهان روعة وجمال أشهر مقبرة تاريخية اكتشفت في مصر، رغم أن الملك توت لم تكن له إنجازات تاريخية خلال الفترة التي حكم فيها مصر، إلا أن مقبرته كانت غنية بالكنوز الثمينة.
وكان الباحث الإنجليزي في علم المصريات هوارد كارتر، هو من اكنشف مقبرة توت عنخ آمون، في 1922م، ويعرف توت عنخ أمون بأنه أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م، في عصر الدولة الحديثة.
مقبرة توت عنخ آمون أو مقبرة 62 حسب الترميز العلمي وتعرف عالميا باسم "KV 62" تقع بوادي الملوك بمصر، على ضفة النيل الغربية المقابلة لمدينة الأقصر اليوم .
وقد نالت هذه المقبرة شهرة عالمية واسعة لما احتوته من ثروات وكنوز عند اكتشافها، إذ تعتبر المقبرة الوحيدة للملوك مصر القدماء التي وجدت بكامل محتوياتها ولم تسرقها اللصوص لا في العصور القديمة أو الحديثة .
ووجدت المقبرة مكدسة بالمتعلقات الملكية من دون ترتيب، وتمكن كارتر من أخذ صورا لأكاليل من الزهور والتي تفككت بمجرد لمسها في محاولة لنقلها خارج المقبرة، واستمر كارتر في تدوين ملاحظاته على المقبرة ووصفه للمتعلقات الملكية بها لمدة عقد كامل حتى انتهى من نقل ما بالمقبرة من متعلقات إلى المتحف المصري بالقاهرة.
تصميم المقبرة
تنقسم المقبرة إلى المدخل A بسلالم تتكون من 16 سلمة ، يتبعه دهليز مائل طوله 7 متر ، ثم حجرة أمامية مستطيلة الشكل عرضية يبلغ طولها 8 متر وعرضها 67و3 متر . يتفرع منها في اتجاه الشمال حجرتان، حجرة التابوت وحجرة الكنوز . كما يتفرع من الحجرة الأمامية حجرة إضافية صغيرة نحو الغرب .
حوائط المقبرة غير مزينة ماعدا غرفة التابوت ، فعليها نقوش من كتاب الموتى وعدة صور تصور توت عنخ آمون في مقابلته للآلهة في العالم الآخر.
عثر على 3500 قطعة من المحتويات موزعة في الغرف المختلفة ، تعطينا فكرة عن طريقة المعيشة في القصر الملكي . فقد وجد كارتر الذي اكتشف المقبرة في عام 1922 ، وجد ملابس توت عنخ آمون وحلي ذهبية و و أقمشة وعدد كبير من الجعران ، وتماثيل ، وكذلك أوعية ومواد للزينة وبخور . كما وجد قطع أثاث وكراسي ومصابيح بالزيت ، وقطع للألعاب ، ومخزونات غذاء ومشروبات وأوعية ذهبية وفخارية ، وعربات (كانت تجرها الخيول) ومعدات حربية .
تعرض من موجودات المقبرة 62 نحو 1700 قطعة في المتحف المصري بالقاهرة ، والقطع الآخرى مخزونة في المتحف ، و بعض منها يعرض في متحف الأقصر.
بعض محتويات المقبرة تشير إلى حالة انتقال عصيبة التي مرت على مصر خلال فترة العمارنة ، فترة عبادة آتون بدلا من آمون التي أتى بها إخناتون وتوحيد كل آلهة المصريين في الإله آتون ، ثم عودة عبادة أمون بعد وفاة إخناتون وخلفه توت عنخ أمون الصغير. مثال على ذلك قطع في المقبرة تحنل اسم توت عنخ آتون ,وقطع أخرى تحمل أسم توت عنخ أمون .