"هات لي دبدوب وورد يا عبده" .. ما بين التأييد والسخرية الشعب المصري يحتفل بعيد "الحب" و "الهالووين"

صورة ارشيفية
كتب : ساؤة صقر

" واحنا مالنا ومال أمريكا .. يعني هما بيصوموا رمضان ولا بيحتفلوا بـ6 أكتوبر" لم تكن هذه الجملة التي قالها الفنان محمد هنيدي في فيلم " الأستاذ رمضان أبو العلمين حمودة" مجرد إفيه داخل الفيلم، ولكنها جملة عبرت عن حالة المجتمع الذي تفاقمت لديه عقدة الخواجة حتى في الأعياد والمناسبات التي يحتفل بها، ويلجأ لإستيرادها من الخارج ليس لشىء سوى التقليد الأعمى والإنبهار المزيف بالثقافة الأجنبية.

فلم يعد أمر غريب علينا إننا نرى المصريين يحتفلون بعيد "الحب" بل تتجسد روعة الشعب المصري في تأسيس مناسبة جديدة تسمى "عبد الحب المصري" في 4 نوفمبر، مخالفا لعيد الحب العالمي في 14 فبراير، بعد أربعة أيام فقط من الاحتفال بعيد "الهالووين" في 31 أكتوبر، على طريقة الشعب الأمريكي في تزيين الوجوه بأشكال مرعبة والمنازل والجدران .

الفلانتين

فى القرن الثالث بعد ميلاد المسيح، كان الدين النصرانى فى بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذى حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام فى 14 نوفمبر 270 ميلادياً.

عيد الحب المصرى

يتناقل البعض السبب وراء ذلك فى حكاية غاية فى الغرابة، فعندما خرج مصطفى أمين من السجن فى 1974، تصادف أن شاهد فى حى السيدة زينب نعشاً يسير خلفه ثلاثة من الرجال فقط، فاندهش وسأل أحد المارة عن الرجل المتوفى؟ فقالوا له: هو رجل عجوز بلغ من العمر السبعين، لكنه لم يحبه أحد، ومن هنا جاءت فكرته فى تدشين يوم للحب فى مصر.

أصل الإحتفال

الهالووين

هو احتفال يقام في دول كثيرة ليلة 31 أكتوبر من كل عام، حيث تفتتح به الأيام الثلاثة للسنة الطقسية للمسيحية الغربية المكرسة لتذكر الموتى بما فيهم القديسون (hallows) والشهداء، وهذا فعلا أصل الاحتفال، إلا أن الهالويين كما يحتفل به الآن في دول كثيرة حول العالم متأثر من النسخة الأميركية، وذلك بفضل هيمنة الثقافة الأميركية على الإعلام في عصر العولمة، وهي نسخة بعيدة كل البعد عن الجذور الديني، ويعتبر مناسبا ثقافيا يحتفل به الجميع.

يعتقد بأن عشية جميع القديسين احتفال مسيحي متأثر من تقاليد مهرجانات الحصاد في ثقافة الكلتية، مع احتمال وجود جذور وثنية ممكنة، وخاصًة من مهرجان الغايلي سامهاين، في حين أن علماء أكاديميون آخرون يؤكدون أن عيد الهالويين نشأ بشكل مستقل وله جذور مسيحية.

وتشمل تقاليد عيد الهالوين خدعة وطقس يعرف باسم خدعة أم حلوى، والتنكر في زي الهالوين، والتزيين، ونحت القرع ووضع فوانيس جاك، ومشاعل الإضاءة، وزيارة المعالم السياحية المسكونة، وقراءة القصص المخيفة ومشاهدة أفلام الرعب.

في أجزاء كثيرة من العالم، لا تزال تمارس الاحتفالات الدينية المسيحية بما في ذلك حضور الطقوس الكنسيّة وإضاءة الشموع على قبور الموتى من الأقارب، على الرغم من أن العيد تحول في مناطق مختلفة من العالم إلى احتفال تجاري وعلماني.

ومن التقاليد التي تعكس بعض الأطعمة في هذا اليوم التفاح، وفطائر البطاطس والكعك المحلى. ويعد هذا يوم احتفال وبشكل خاص في الولايات المتحدة كندا آيرلندا وبريطانيا وأجزاء أخرى من العالم .

الاحتفال في الولايات المتحدة الأمريكية

في الولايات المتحدة يحتفل الأمريكيون من مختلف الثقافات والأديان بالهالووين، ويقوم العامة فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين المزخرف والمضاء والألعاب المرعبة والساخرة.

ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالي. ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال لتملأها بالشكولاتة والحلوى في طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى، ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين الشكولاتة وحلوى الكراميل "تغضب منه الأرواح الشريرة".

وهوليوود لم تتأخر عن هذا فقد أنتجت عشرات الأفلام عن الهالويين، منها أفلام رعب، كوميديا سوداء إضافة لأفلام كرتون للأطفال، كما تنشط مصانع الألعاب والحلويات والمحال التجارية حيث تحقق مناسبة الهالوين نشاطا تجاريا وزيادة في الإنتاج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً