قامت هيئة السكك الحديدية بالتعاقد مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية المتخصصة فى مجال النقل والطاقة لتوريد 100 جرار وإصلاح 81 آخرين، وتوريد قطع الغيار اللازمة بالإضافة إلى رفع الكفاءة الخاصة بباقى الجرارات وبلغت قيمة الصفقة 575 مليون دولار تسدد على 15 عاما بتمويل من بنك التنمية والصادرات الكندي، ومنذ شهور معدودة تم كتابة عقود أكبر اتفاقية توريد جرارت وعمل الصيانة اللازمة للجرارت الموجودة بالفعل من نفس الطراز، وبلغت قيمة الاتفاقية مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية نحو 575 مليون دولار، وتعد أقوى اتفاقية توقعها السكك الحديدية منذ 20 عاما تقريبا، فيما كانت الاتفاقية تكشف تفاصيل خسارة الشركة الأمريكية من عمل صيانة شاملة لكل جرارت السكك الحديدية لرفع كفاءتها، وأيضا مباشرة الصيانة الدورية وتغيير قطع الغيار للجرارت الجديدة لمدة 15 عاما.
ولم يقتصر عقد التوريد على الصيانة وتوفير قطع الغيار، بل شملت تدريب العامليين والفنيين من العاملين داخل السكك الحديدية وتدريب السائقين على إمكانية استخدام الجرارت والأجهزة الإلكترونية الحديثة، وسيتم تصنيع جزء من الجرارت سيكون فى مصر تحت إشراف الشركة بالتعاون مع مصانع الإنتاج الحربي، فيما تسدد قيمة الاتفاقية البالغة 575 مليون دولار على 15 عاما، وصرح أحد مسوؤلي شركة جينرال إليكتريك الأمريكية أننا جاهزون فور توقيع العقود على صيانة 81 جرارا ورفع الكفاءة فى غضون 20 شهرا، فيما يتم تمويل تكلفة شراء الـ100 جرار الجديدة من بنك تنمية الصادرات الكندى .
اتفاقية توريد الجرارت غير مدروسة
وقال مصدر بالسكك الحديدية لـ أهل مصر، إن اتفاقية وزارة النقل متمثلة فى السكك الحديدية الخاصة بشراء 100 جرار من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية قرار غير مدروس، حيث إن الشركة قامت بتوريد 81 جرارًا خلال عام 2009 وظهرت بهم عيوب فنية خاصة بالبنية التحتية وأيضا بالبواجى "عجلات" الخاصة بالجرارت والتى فاجئت مسؤولى السكك الحديدية آنذاك، والتى يعمل بعض منها بخط البضائع بعد تكهين عدد كبير منها والتى جاءت بموجب منحة قطرية وليبية.
وأضاف المصدر بأنه كان يجب على الجانب المصري إبراز أهم اشتراطات والتي تخص البنية التحتية، وأيضا من توفير قطع الغيار وعمل الصيانة اللازمة وكذلك تدريب العاملين، خاصة وأن هذه الجرارت كانت تحتوى على أجهزة إليكترونية فيما رفضت شركة جنرال الكتريك تحمل نفقات اصلاح الجرارت وتوفير قطع الغيار اللازمة وكذلك تدريب العاملين والتى أكدت أن بنود العقد لا تشترط ذلك وهو الأمر الذي دفع بتكهين هذه الجرارت بمنطقة فرز القاهرة .
خسارة جنرال إلكتريك وتحقيقها أسوء نتائج
عانت مجموعات شركة جينرال إليكتريك الأمريكية على مدار الأعوام السابقة، حيث صرحت وكالة بلومبيرج الإخبارية الأمريكية، أن مجموعة جنرال إلكتريك تنوى تفكيك عدد من الشركات التابعة لها بعد تراجع أسهمها فى البورصة بنحو 46%، والتى تسببت فى خسارة أكثر من 10 مليارات دولار خلال نهاية عام 2017.
وفيما صرح جون فلانري المدير التنفيذي للمجموعة خلال 2017 أن المجموعات عانت من كبوة مالية وحققت أسوء نتائج فى تاريخها، على الفور قامت شركة الستوم الفرنسية والمنافسة لها فى سوق السكك الحديدية العالمية بشراء عدد من شركاتها وهى القائمة على مشروع كهربة الإشارات الخاصة بالسكك الحديد المصرية، ولم ينته الأمر على ذلك حيث ذكرت الوكالة في تقرير لها أن لجنة الأوراق المالية والبورصات فتحت تحقيقًا عاجلا في خسائر الشركة المتواصلة، خاصة بعد خسارتها 10 مليارات دولار متأثرة برسوم بقيمة 6.2 مليار دولار لزيادة احتياطيات تأمين رأسمالها، بالإضافة إلى الانخفاض الحاد في الأرباح فخاصة قطاع الطاقة والنقل وتنوى مجموعة جنرال الكتريك بيع أصول خاصة بها بنحو 20 مليار دولار بهدف التقليل من الخسائر ومن ضمن ذلك بيع مجموعة هاير الصينية بالإضافة إلى منحها حق استخدام علامتها التجارية فيما شهدت معظم الشركات الأمريكية طفرة كبيرة فى الأسهم على عكس جنرال إلكتريك التي فقدت 46 في المائة من أسمهما في عام 2017 الذي يعد الأسوأ في تاريخها على مدار 126 سنة، بما يعادل 120 مليار دولار من رأس مالها فيما تصل خسائر سكك حديد مصر السنوية الى 3.6 مليار جنيه ..
وجود مفارقات وفساد مالى داخل الصفقة
وكشف شريف ياسين خبير بالنقل، أن متوسط أسعار الجرارت داخل الدول الأوروبية تعادل 3.5 مليون دولار فى حين أن الصفقة المتعاقد عليها مع جنرال الكتريك تنص على شراء 100 جرار وإصلاح وصيانة 81 جرارا بمبلغ 575 مليون دولار، ولو تم تقسيم المبلغ فى عملية حسابية بسيطة على سعر الجرار الأروبي سيصبح الناتج 164 جرارا من المنتج الأروبي وهو يعد الأفضل من منتجات جنرال الكتريك خاصة وأن مصر قامت بشراء جرارت عام 1997 وعام 2009 والتى لم تنجح على الخطوط المصرية ولم تكشف وزراة النقل عن نموذج الجرارت الواردة فى الصفقة، وأعلنت بداية عام 2019 سوف يتم خروج أول نموذج واعتماده والبدء فى توريد أول جرار، فيما يتم إعادة تأهيل 81 جرارا من الموزانة العامة للدولة والبنوك المحلية وشملت الصفقة أيضا تدريب 275 مهندسا وفنيا من العاملين بالسكك الحديية فى ورش الشركة بأمريكا.
وعود وزير النقل بتحسن السكك الحديدية
صرح الدكتور هشام عرفات وزير النقل، أن وزارة النقل تعمل على تطوير نظام البنية الأساسية الخاص بنظام الإشارات والمزلقانات وأوضح أن عام 2019 سيكون بداية التحسين الفعلي للخدمة، خيث انه يجرى الأن تنفيذ عدد كبير من المشروعات في مجال السكك الحديدية، بالإضافة إلى تحديث أسطول الوحدات المتحركة، من عربات وجرارات للمحافظة على انتظام حركة مسير القطارات، ومواعيد القيام والوصول، للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لجمهور المسافرين من الركاب وتقديم كل التسهيلات اللازمة.
فيما قامت وزارة النقل بالتعاقد لاستيراد 1300 عربة وتعد هذه الصفقة هى الأضخم فى تاريخ وزارة النقل وقد فاز التحالف الروسي المجري بالمناقصة المحدودة التى طرحتها هيئة السكك الحديدية لشراء وتصنيع 1300 عربة ركاب جديدة بتمويل من البنك المجري بمبلغ مليار يورو ويشمل العقد صيانة للعربات الجديدة لمدة 15 عاماً بالإضافة لتوفير قطع الغيار المطلوبة وإنشاء ورش جديدة مزودة بجميع المعدات المطلوبة لعمل الصيانة والعمرات اللازمة للعربات.