جاء تعين رئيس الوزراء التونسي، يوسف الشاهد، رجل الأعمال اليهودي، رونيه طرابلسي، وزيرا للسياحة، ضمن التعديلات الوزارية التي رفضها الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، ليثير الرأى العام العربي، نظرا للصراع العربي الإسرائيلي الذي يحمل جذور تاريخية، بالإضافة إلى الإنتهاكات والمجازر التي تقوم بها سلطات الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث رونيه طرابلسي، وزير السياحة الجديد، أنه يهودي بالفعل، موضحا أنه تونسي يهودي ولد وترعرع في تونس، ليكون بذلك ثالث وزير يهودي في الدولة ذات الأغلبية المسلمة، تونس، منذ أن حصلت على استقلالها من فرنسا عام 1956، وفقا للمتحدث، حيث سبق أن عين "الحبيب بورقيبة" في أول حكومة شكّلها بعد الاستقلال وزيرين يهوديين هما "أندريه باروخ" و"ألبير بـِسّيس"، فضلا عن "نسيم شمّامة" الذي شغل منصب وزير المالية في عهد الدولة الحسينية قبل الحماية الفرنسية على تونس.
وتستعرض "أهل مصر" أشهر الوزراء اليهود في الوطن العربي قبل ثورات الربيع العربي في خمسينات القرن الماضي :
_ نسيم شمامة في تونس
نسيم شمامة هو ابن الحاخام سليمان شمامة و عزيزة كرياف و يعتبر رئيس أكبر العائلات اليهودية الغنية على الاطلاق و التي تتمتع بحظوة كبيرة في تونس و قد عمل في البداية في تجارة النسيج و الذي خول له الوصول الى أعلى المناصب في الادارة للبايات الحسينيين منذ 1843 .
تم تكليفه من طرف الباي بجمع الضرائب من المواطنين التونسيين و التي تقع بصفة دورية كل سنتين، مثلما تم تسميته آنذاك "وريث العرش الحسيني" و قد اشتغل نسيم شمامة فيما قبل خادما عند محمود بن عياد قبل أن يصبح أمينا للمال عند محمود بن عياد، في سنة 1852 تم تعيينه في خدمة الوزير الأعظم مصطفى خزندار ثم المكلف العام بالخزينة التونسية، مما خول له الحصول على ايرادات الجمارك التونسية في سنة 1849، ثم الاستيلاء على ايرادات حمارك صفاقس و جمارك سوسة من مواد الصابون و الجير و الملح و الياجور و الفحم .
وشغل منصب مدير المالية العامة بداية من أبريل 1860 بحيث أنه بلغ حدٌا من الغنى إلى درجة أنه وهب في ماي 1862 سلفة مالية بــ 10 ملايين ريال لخزندار بفائض سنوي يقدر بــ 12 بالمائة .
حسقيل ساسون في العراق
شغل أول يهودي منصب وزير مالية للعراق في العصر الحديث، واستلم وزارة المالية العراقية سنة 1921م، بعد أن فوضته الحكومة العراقية آنذاك لمفاوضة البريطانيين حول أمتياز شركة النفط العراقية التركية (شركة بريطانية)، حيث ثبت بأن يكون الدفع بالشلن الذهب سعرا للنفط المباع، مما أفاد الميزانية العراقية فيما بعد.
وبفضله استرجعت حكومة العراق واردات النفط بالباون الذهبي بدلاً من العملة الورقية، وبعد إصراره على هذه المعاملة في المفاوضات عام 1925 مع الجانب البريطاني، رغم اعتراض أعضاء الوفد العراقي على ذلك. وقد قدر العراقيون، في ما بعد، أهمية هذا الموقف.
إلا أن تدخل البريطانيين منع ساسون من توليه منصب الوزارة ثانية، وكان ساسون منظم أول ميزانية مالية في تاريخ العراق، وأول منظم لهيكل الضرائب على الأسس الحديثة، وكان قد شارك في مؤتمر القاهرة عام 1921م، برئاسة ونستون تشرشل، والذي خصص لمباحثات قيام المملكة العراقية، وبعد وفاته رثاه الشاعر العراقي المعروف معروف الرصافي في قصيدة عصماء، وكان رثاءه محملاً بالإعتذار.
_ وزراء بهود في الجزائر
أما في الجزائر فقد شغل أربع يهود أربع حقائي وزارية؛ وهما روني لونوار، كريستيان نوسي، سافاري .
_ قطاوي في مصر
عائلة قطاوي هى عائلة مصرية يهودية برز عدد من أفرادها في النشاط السياسي والاقتصادي في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العـشرين.
يوسف أصلان قطاوي (1861 ـ 1942) الذي درس الهندسة في باريس وعمل عند عودته موظفاً في وزارة الأشغال العامة. ثم سافر إلى إيطاليا لدراسة أصول صناعة السكر وعاد إلى مصر ليؤسس مصنعاً للسكر، واختير عضواً في العديد من المجالس الاستشارية للمؤسسات الصناعية والمالية .
واشترك عام 1920 بالتعاون مع طلعت حرب و يوسف شيكوريل في تأسيس بنك مصر.
وفي عام 1915، كان يوسف قطاوي عضواً في الوفـد المصري السـاعي إلى التفـاوض مع بريطانيا لنـيل الاستقلال لمصر، كما اختير عام 1922 عضواً في اللجنة التي أُسندت إليها مهمة وضع دستور مصري جديد في أعقاب الثورة المصرية (1919) والتصريح البريطاني بمنح مصر استقلالها الشكلي (1923).
وقد عمل يوسف أصلان قطاوي وزيراً للمالية عام 1924 ثم وزيراً للمواصلات عام 1925، وانتُخـب عام 1923 عضـواً في مجلس النواب عن دائرة كوم أمبو، كما كان عضواً في مجلس الشيوخ في الفترة من 1927 وحتى 1936. ونشر عام 1935 دراسة بالفرنسية تدافع عن سياسة الخديوي إسماعيل الاقتصادية.
وقد تزوج من عائلة سوارس اليهودية الثرية وكانت زوجته وصيفة للملكة نازلي.
وبعد وفاة يوسف أصلان، انتُخب ابنه أصلان ليشغل مقعد أبيه في مجلس الشيوخ عام 1938