مع تزايد ضغوط الحياة اليومية في ظل ظروف المعيشة الصعبة وغلاء الأسعار الذي يشهده المجتمع حاليًا، زادت الخلافات الزوجية، بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى الضرب واستخدام العنف والقتل، وأصبحت أخبار الحوادث يوميًا لا تخلو من جرائم الأسرة، وارتفعت نسب الطلاق في مصر، وامتلأت محاكم الأسرة بالقضايا التي لاحصر لها، مما دفع الأزهر الشريف إلى إطلاق حملة "وعاشروهن بالمعروف"، من أجل توعية المواطنين بخطورة ارتفاع معدلات الطلاق، وتوضيح الأساليب الصحيحة لبناء أسرة مستقرة.
الحملة أطلقها المركز الإعلامى للأزهر الشريف، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة، وتمثلت الأهم أهداف الحملة في تسليط الضوء علي أهم أسباب الطلاق وأساليب علاجها، في محاولة للحد من من ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة في شتي محافظات مصر.
وتقوم الحملة بعملية توعوية شاملة للأسرة من خلال مجموعة من الفيديوهات القصيرة، التي يتناول كل منها أحد أسباب الطلاق، مع توعية الزوجين بكيفية التعامل معه، والنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، خاصة القضايا الملحة، كما هو الحال بالنسبة لقضية ارتفاع معدلات الطلاق، خاصة بين حديثي الزواج، وذلك في إطار تنفيذ تعليمات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء وخريجي الأزهر، في مختلف التخصصات.
"قِوامة الرجل لا تتعارض مع مُشاورة الزوجة واحترام رأيها":
مشكلةَ اتخاذ القرارات داخل الأسرة، وكَيفيّة حسْم الأمر في حال وجود خلافٍ بين الزوجين، مؤكّدةً أن نجاح أيّ عَلاقةٍ أسرية يحتاج لمشاركة الزوجين في كلّ أمرٍ من أمور الحياة؛ فالحوارُ الناجح من أهمّ أسباب السعادة الزوجية. وحذّرت الحملة من فهْم البعضِ القِوامةَ بشكلٍ خاطىء، فهي قد شُرِعتْ من أجل أن يكونَ الزوج أمينًا على زوجته، ولا تَعني السيطرةَ والتحكُّم، بل تعني السعيَ في مصالح الأسرة، فالقِوامة تكليفٌ وليست تَشريفًا، كما أنها ليست استبدادًا بالرأي. وتُسَلِّط حملة "وعاشروهن بالمعروف" الضوءَ على أهمِّ أسباب الطلاق وطُرُق علاجها؛ بهدف الحَدّ من مُعَدَّلات الطلاق التي ارتفعت في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار الدَّور الدعويّ والاجتماعيّ الذي يَضطلع به الأزهر، ويَتَضافَر مع دَوره التعليميّ والدينيّ.
"الزواج حريةٌ وليس تقييدًا":
ولعل آخر هذه الرسائل ما قد نشره المركز الإعلامي للأزهر أمس، حيث تناولت الرسالةُ الجديدة نظرة بعض الأزواج الخاطئة للحياة الأسرية، باعتبارها تقييدًا لحريتهم الشخصية ولرغبتهم في الانطلاق؛ وهو ما يؤثّر سَلْبًا في عَلاقتهم بالطرف الآخَر، ويخلق حالةً دائمة من التذمر والشكوى والإحساس بالضّيق. وشدّدت حملةُ "وعاشروهن بالمعروف" على خطأ تلك النظرة؛ فالزواجُ يُمَثِّل حياةً جديدة، لها مسئوليّاتُها وتَبِعاتُها، كما أنّ لها أيضًا مُمَيّزاتِها وثِمارَها، فكلٌّ من الزوج والزوجة لديه مسئوليّاتٌ تُجاهَ الطرف الآخَر؛ لذا عليهما السعيُ بقوّةٍ لنجاح الحياة الأسرية. تُسَلِّط حملةُ "وعاشروهن بالمعروف" الضوءَ على أهمِّ أسبابِ الطلاق وطُرُق علاجها؛ بهدف الحَدّ من ارتفاع مُعَدَّلات الطلاق في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار الدَّور الدعويّ والاجتماعيّ الذي يَضطلع به الأزهرُ، ويَتَضافَرُ مع دَوره التعليميّ والدينيّ .
وتعد هذه الخطوة ليست الأولي من نوعها فيما يقدمه الأزهر من حملات للأسرة وتوعيتها، كانت قد سبقتها العديد لعل أقربها ما دشنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في شهر أبريل الماضي من وحدة معنية بمعالجة الخلافات الأسرية تحت اسم "وحدة لم الشمل"، ويقوم أعضاء الوحدة بعقد لقاءات مع الزوجين، سواء عبر الهاتف أو من خلال الزيارة الميدانية، للوقوف على أسباب الخلاف وسبل حلها، كما تسعى الوحدة، من خلال منصاتها الإلكترونية ورسائلها الإعلامية والتوعوية، إلى زيادة الوعى بقيم المودة والتماسك الأسري.