فاز المغربي الشيخ أحمد عبد السلام الريسوني، اليوم الأربعاء، برئاسة ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلفا للداعية المصري الهارب، يوسف القرضاوي، وبحسب وكالة الأناضول التركية، وحصل على نسبة 93.4% من مجمل أصوات أعضاء مجلس الاتحاد، فيما ذهب 4.4% من الأصوات إلى مرشحين آخرين، وامتنع 2.2 % عن التصويت، ويذكر أن الاتحاد انتخب الريسوني رئيسا له بعد أن جرت الانتخابات خلال فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في دورتها الخامسة "مدة الدورة 4 سنوات"، التي انطلقت مساء السبت الماضي، في مدينة إسطنبول، والتي تستمر حتى غد الخميس بمشاركة أكثر من 1500 عالم من 80 دولة، وهو الاجتماع الأكبر منذ التأسيس.
وفي وقت سابق، ذكر الشيخ علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد: إن "القرضاوي 92 عاما سيعتذر عن عدم المواصلة بمنصبه؛ بسبب حالته الصحية وتقدّمه في السن"، وحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد، جنّدت الأمانة العامة عدداً من الإجراءات الإدارية التي تكفل عملية انتخاب تتسم بالشفافية، وتمت عملية الانتخاب عبر آلية إلكترونية، بإشراف عدد من الخبراء والقانونيين والقضاة، الذين ليس لهم الحق في الترشح لأي من هيئات الاتحاد.
ويعد "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" مؤسّسة إسلامية تأسست عام 2004، وتضم أكثر من 90 ألف عالم من مختلف الطوائف الإسلامية، ويرأس القرضاوي الاتحاد منذ تأسيسه، وينوبه أحمد الريسوني من السُّنة، ومن الشيعة محمد واعظ زاده الخراساني، ومن الإباضية مفتي عُمان الشيخ أحمد الخليلي.
القرضاوي في أخر خطاب له في تركيا
وفي وقت سابق خلال الشهر الجاري، صرح الشيخ يوسف القرضاوي في خطاب ألقاه خلال الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية الخامسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باسطنبول، إن كلمته هذه ستكون الأخيرة وبعدها سيسلم الراية لمن بعده، وهاجم القرضاوي خلال كلمته الوداعية السعودية على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وأشاد في الوقت ذاته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان "الذي نهض بتركيا"، على حد قوله.
ويذكر أن دول المقاطعة لقطر وهي السعودية ومصر والامارات والبحرين أدرجت في بيان مشترك القرضاوي و59 شخصية أخرى مقيمة في قطر على "قوائم الارهاب"، وأدرجت تلك الدول "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يترأسه القرضاوي على تلك القوائم.
الريسوني رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتركيا
- أحمد بن عبدالسلام بن محمد الريسوني، ولد في قرية أولاد سلطان بإقليم العرائش، شمال المغرب عام 1953، وهو اسم معروف لدى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية في المغرب العربي.
- تولى رئاسة رابطة المستقبل الإسلامي بالمغرب في الفترة من 1994 – 1996.
- تولى أحمد بن عبدالسلام بن محمد الريسوني رئاسة حركة التوحيد والإصلاح المغربي في الفترة من 1996 – 2003، وهي النظير الدعوي لحزب العدالة والتنمية المغربي، الذراع السياسية لإخوان المغرب، شغل سابقاً منصب نائب رئيس الاتحاد، وهو عضو مؤسِّس فيه.
وحركة التوحيد والإصلاح، هي نتاج دمج بين تنظيمين هما: حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي المغربيتين، كما أن المراقب لديناميكية الحركات التي تنتهج الأفكار المتطرفة في المغرب، يكتشف أن جميعها خرجت من رحم حركة "الشبيبة الإسلامية" المتطرفة، التي أنشأها عبدالكريم مطيع الحمداوي في عام 1970، التى كانت امتداداً طبيعياً لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر.
-رغم أن الريسوني لم يكن عضواً في "حركة الشبيبة"، لكنه تأثر بأفكارها التنظيمية، خصوصاً أنها وضعت النواة الأساسية لحركية الجماعات المتطرفة في المغرب، حيث أسس "الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير" في عام 1976، أي بعد عام من حل وملاحقة قيادات "الشبيبة الإسلامية" في عام 1975، بعد اغتيالها السياسي اليساري عمر بن جلون، فكانت بمثابة إحدى آليات إنقاذ الفكر المتشدد بالمغرب.
-في عام 1996، قرر الريسوني الاندماج مع حركة "الإصلاح والتجديد"، التي كان من قادتها محمد يتيم وعبدالإله بن كيران، في خطوة استغرقت عامين، لاستكمال الدمج على مستوى القواعد وإعداد اللائحة الداخلية، وتوحيد الرؤى التنظيمية والفكرية.