يبدو أن حادث الطائرة المنكوبة الذي انتهي برحلة البحث عن الصندوقين الأسوديين، لازال يحصد الكثير من الخيبات، حيث عثر علي الصندوقين في حالة تلف شديد تصعب من مهمة كشف لغز الحادث.
وعلي خلفية ذلك طالب شريف فتحى، وزير الطيران المدنى، أعضاء لجنة التحقيق فى الحادث بمرافقة اللوحات الإلكترونية الخاصة بالصندوقين الأسودين للطائرة، اللذين سيتم إرسالهما إلى فرنسا، لإصلاح وإزالة الترسبات الملحية عليهما بمعامل مكتب التحقيق الفرنسى ثم العودة إلى القاهرة.
وقالت مصادر قريبة الصِلة باللجنة إن قرار إرسال الصندوقين إلى باريس جاء بعد فشل جميع المحاولات الأولية لاستخلاص البيانات من مسجل الرحلة ومسجل أصوات قمرة القيادة فى الطائرة المنكوبة، حيث طالب الخبير الأمريكى ومستشاره، وغالبية الخبراء الفرنسيين، أعضاء اللجنة، بضرورة سفر اللوحات إلى جهة تتوفر فيها تقنية عالية متخصصة فى هذا المجال.
وأكدت المصادر أن المعامل الفرنسية ستزيل فقط الترسبات الملحية وستصلح الأعطال الموجودة بالدوائر الإلكترونية لوحدة الذاكرة، حيث سيعود الصندوقان إلى القاهرة ليخضعا لعمليات التفريغ.
وكانت لجنة التحقيق المصرية في حادث طائرة مصر للطيران، أعلنت إنهم يعتزمون إرسال وحدتي ذاكرة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى فرنسا لإصلاحها الأسبوع المقبل.
وقالت اللجنة في بيان: «نظرًا لحدوث تلف في وحدات الذاكرة الخاصة بجهازي مسجل محادثات الكابينة ومسجل معلومات الطيران للطائرة المنكوبة ما ترتب عليه عدم مطابقة قراءات الاختبارات للقياسات المعتمدة من صانع الجهازين. ستقوم لجنة التحقيق بمصاحبة اللوحات الإلكترونية الخاصة بالصندوقين إلى دولة فرنسا الأسبوع القادم للقيام بإصلاح وإزالة الترسبات الملحية للجهازين بمعامل مكتب التحقيق الفرنسي».
وعلي الجانب الآخر، أفاد مصدر رفيع المستوى أن التقرير الفني لمصر وممثلين عن الشركة المصنعة للصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة المصرية المنكوبة، أكد أنهما تعرض لعملية ائتلاف فى الدوائر الكهربائية، حتى إنها أصبحت غير صالحة وتحتاج الى عملية تغير بالإضافة إلى فشل الاختبارات الفنية للصندوقين.
وأشار إلى أن اللوحات الإلكترونية تحتاج إلى عملية صيانة كاملة نتيجة حدوث صدأ وتجميع رواسب بداخلهما أدى إلى فشل عملهم وعدم استجابتهم لكافة عمليات الإصلاح التي قام بها الفريق الفني، بالاضافة الى صندوق كابينة قائد الطائرة، حيث أكد التقرير الفني الخاص به أن التسجيلات التي بداخله تحتاج لعملية إصلاح حتى يعود الصوت كما هو، خاصة أن لجنة التحقيق فشلت في استعادة الصوت بشكل يسمح لهم بعملية التفريغ، وأن الرواسب أثرت عليه بالإضافة إلى أن الصندوق عمل لمرة واحدة ثم أصبح لا يعمل وتأكد أن وحدة الذاكرة تعرضت أيضا لعملية ضرر كبيرة بداخله.
وأكد المصدر أن ممثلين عن الشركة المصنعة للصندوقين، قالوا في التقرير الخاص بهم أن الصندوقين يحتاجان الى السفر للخارج لتعرضهم لضرر كبير وكتبوا فى التوصيات الخاصة بهم، أن وحدتي الذاكرة تعرضا لضرر شديد ويحتاجان إلى معامل متخصصة لقيام بعملية الإصلاح وأنه تم الاتفاق بين لجنة التحقيق وممثلين من فرنسا وأمريكا على إرسال الصندوقين للخارج.
وتابع المصدر «أن ممثلين عن لجنة التحقيق سيسافروا برفقة الصندوقين للإشراف على عملية الإصلاح التي تستغرق ما لا يقل عن أسبوعين إلى 4 أسابيع وسيتم فورا وصول الصندوقين كتابة تقرير مبدئي عن حالتهم والإضرار التي تعرضا لهما»، مؤكدا أن خبراء من شركة إيرباص وخبراء من ألمانيا سيسافرون إلى فرنسا لحضور عملية إصلاح الصندوقين ومعرفة حجم الإضرار الموجودة بداخلهما، وأن فنيين مصريين سيصطحبون الصندوقين برفقة ممثلين لجنة التحقيق.