"ماما أنا عايز أفتح الحصالة".. بحزم وحسم قاطعين، رسمتهما على وجه طفولي، متخذة قرارًا لم تجد والدتها أمامه سوى الانصياع للأمر، دون أن تدري ما وراء هذا الأمر البات والقاطع، والذي بدى غريبًا بعض الشيء، كون "فرح"، لم تقترب من حصالتها منذ سنوات، ظنًا منها أن الطفلة تريد شراء شيئًا يلزمها، ليتحول الوجه الجامد، إلى فرحة مرسومة على وجهها، عقب أخذها في عد الأموال، كاشفة لوالدتها نيتها في التبرع بالمبلغ لصالح "حملة كساء"، مساهمة منها في شراء ملابس جديدة لغير القادرين.
"فرح وأحمد"، طفلان في عمر الزهور، من أبناء محافظة كفر الشيخ، كانت الإنسانية فقط هي المحرك الرئيسي لموقفهما، بعدما قررا التبرع بما يقومان بتحويشه لسنوات، داخل قطعة صغيرة من الصفيح والتي يطلق عليها "حصالة"، وذلك من أجل شراء لبس الشتاء للأطفال الغير قادرين.
فرح سعيد أبو اليزيد، الطالبة بمدرسة الشهيد ممدوح الصردى لغات بمحافظة كفر الشيخ، والتي أصبحت فخراً بين معلميها وزملائها بل أصبحت مصدر سعادة لأطفال كثيرين غير قادرين علي المعيشة، حيث تبرعت تلك الصغيرة بحصالتها التي كانت تحمل 1000 جنيه، والتي كانت تعمل علي جمعهم على مدار سنوات من عمرها، ظنناً منها بأنها ستشتري لعبة كباقي زملائها، إلا أن قلبها الصغير جعلها تفكر بهؤلاء الذين لم يستطيعوا شراء ملابس الشتاء، حيث تبرعت بهم لمبادرة تنظمها مدرستها، والتي من خلالها يتم شراء ملابس الشتاء لأطفال غير قادرين على الشراء.
لم يختلف الأمر كثيراً عند أحمد محمد منصور، الطالب بمدرسة دسوق الرسمية لغات، إلا أنه فعل أبرز وأبهر من ذلك، حيث لم يكن عنده حصالة يجمع بداخلها المال مثل ما كانت تفعلة زميلته فرح، إلا أنه وجد طريقةً أخري من خلالها استطاع أن يُسعد المئات من البشر، ما فعله أحمد كان شيء عجيب إلا أنه زرع المحبّة والمساهمة داخل قلوب أصدقائة، حيث عمل علي التبرع بملابس جديدة خاصة به والتي يتراوح قيمتها إلي 10 آلاف جنيه، لتكون حِما من البرد والثلج لأطفال غير قادرين علي شراء ملابس الشتاء.
وقال أيمن أبو العزم، المتحدث الإعلامى بإدارة دسوق التعليمية التابعة لمحافظة كفر الشيخ، إن تلميذين تبرعا بالأموال التى فى حصالتهما لصالح التلاميذ غير القادرين، فى إطار إطلاق "حملة كساء"، لتوفير ملابس لغير القادرين، مشيرًا إلى أن التلميذة فرح سعيد أبو اليزيد الطالبة بمدرسة الشهيد ممدوح الصردى لغات تبرعت بـ1000 جنيه لمساعدة زملائها، وتبرع الطالب أحمد محمد منصور بمدرسة دسوق الرسمية لغات بملابس جديدة قيمتها 10 آلاف جنيه.
وأضاف أبو العزم أن الطالبة فرح لاحظت نشاطا غير معتاد وملابس كثيرة تأتى للمدرسة، فتوجهت إلى مديرة المدرسة فيبى جمال، لسؤالها: لماذا تأتى ملابس إلى المدرسة؟ فأكدت أنها ضمن "حملة كساء" التى أطلقتها الإدارة لجمع ملابس للطلاب غير القادرين، فذهبت لمنزلها وطلبت من والديها فتح حصالتها، فوجدت بها 1000 جنيه، فقررت بالتبرع بها إلى المدرسة للمساهمة فى المبادرة.