يمثل قطاع أمن المعلومات "السيبرانية" تهديدات خطيرة خلال الفترة الماضية على عمل القطاع المؤسسي للدولة المصرية خاصة في ظل الاختراقات المعلوماتية التي يقوم بها القراصنة وجماعات الهاكرز لخدمة أغراض معينة لتحقيق أهداف بعض التنظيمات الدولية الغير معروفة والتي طالت العديد من الدول لضعف نظم حماية بياناتها، الأمر الذي أكده الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أهمية زيادة الإنفاق على حماية البنى التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للمؤسسات المختلفة من المخاطر السيبرانية فى ظل ما يشهده العالم من نمو مستمر فى أعداد مستخدمى الأجهزة والنظم الذكية.
وأشار الوزير إلى أن تفعيل منظومة الأمن السيبرانى فى مختلف قطاعات الدولة تأتي بثلاثة دوافع الأول باعتباره أحد أهم ركائز الاقتصاد الرقمى والثاني لتزايد الهجمات الإلكترونية المتعددة والثالث لضرورة الوعى بخطورة التهديدات السيبرانية وضرورة التعامل معها بأعلى قدر من الجدية.
حيث شدد عادل عبد المنعم رئيس مجموعة تأمين المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات المصرية أن طرح استراتيجية موحدة لقطاع أمن المعلومات "السيبرانى" بمصر يأتى لدعم حلول أمن البيانات والمعلومات لدى مختلف الجهات والهيئات.
وأضاف عبد المنعم فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن طرح الاستراتيجية يساهم فى مواجهة خطر اختراق الشبكات بنسبة تصل لـ70% % موضحاً أن صياغة تلك الاستراتيجية تقوم علي أساس التصدى للهجمات التى تستهدف البنية المعلوماتية للدولة بكافة قطاعتها والسعى لتوطين صناعة أمن المعلومات وتطوير البرمجيات والأجهزة بالإضافة إلي الإعداد الجيد للكوادر البشرية المتميزة في هذا المجال.
ولفت عبد المنعم إلى أنها تركز على تأمين شبكات البنية التحتية وتطبيقات التحكم الصناعي وتحديد مستقبل الهجمات السيبرانية وتأثيرها علي الأمن القومي والمستجدات التشريعية وانعكاسها على آليات التعامل مع جرائم تقنية المعلومات.
فيما كشف الدكتور احمد الحفناوي مستشار وزير الاتصالات السابق ان الامن السيبراني سيكلف مختلف دول العالم حوالي 6 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2021 موضحا ان حجم سوق منطقة الشرق الاوسط سيزداد من 11 مليار دولار في 2017 الي 22 مليار دولار بحلول عام 2022.
وعزى الحفناوي هذا النمو بشكل كبير إلى ارتفاع عدد الخدمات الرقمية والحلول المتصلة والتي لم تصمم في كثير من الحالات للتعامل مع التهديدات الأمنية الناشئة مضيفا ان الاهتمام بالتهديدات السيبرانية زاد خلال العام الجاري لنحو 77% بعد ان بلغ 66% بنهاية العام الماضي.
وقال الحفناوي في تصريحات خاصة لاهل مصر ان اكثر من 33.3% من المنظمات العالمية شهدت اختراقا لنظم معلوماتها بسبب االتهديدات السيبرانية مشيرا الى فقدانها نحو 20% من ايراداتها موضحا زيادة نسبة الشركات التي ستستثمر بشكل أكبر في إجراءات حماية العملاء على الإنترنت الي حوالي 62% خلال العام الجاري من اجمالي الشركات العالمية مقارنة بـ50% خلال العام الماضي.
وشاركت مصر في المؤتمر الإقليمي السابع للأمن السيبراني والذي نظمه المركز العربي الإقليمي التابع للاتحاد الدولي للاتصالات خلال أكتوبر الماضي بهدف مناقشة تحديات وقضايا الأمن السيبراني وتسهيل تبادل المعلومات والأفكار والحلول والممارسات الناشئة التي يمكن أن تحسن وضع الأمن السيبراني بالإضافة إلى تحديد مجالات الأولوية الحالية في ذلك مجال واستكشاف ومعرفة الفرص والضوابط الجديدة داخل قطاع الأمن التي تعزز مجال أمن المعلومات.