ما إن تقترب من الوصول إلي أية مصرف من مصارف محافظة المنوفية، تتفاجىء بالرائحة الكريهة التي تكون في إستقبالك، فضلاً عن كسو الترع بالقمامة والحيوانات الميتة التي يتخلص منها الآهالي عبر إلقائها بها، هذا وقد إشتهرت «مدينة أشمون، ومنوف، والباجور، وقري مدينة شبين الكوم»، بإنتشار القمامة والحيوانات الميتة والثعابين والفئران بالترع مما أدي إنتشار العديد من الأمراض أهمهم الفشل الكلوي وفيروس سي، الأمر الذي يهدد محافظة الرؤساء والوزراء بأمراض قاتلة.
في البداية يعاني أهالي قرى أبو رقبة وكفر قورص، ورملة الأنجب التابعين لمركز أشمون، من إنتشار القمامة بصورة كبيرة بمصرف سبل فـيقول حسين الفار أحد آهالي القرية، نعاني من إنتشار القمامة بالمصرف، الأمر الذي يجعل حياتنا مهددة بالفناء وذلک بسبب إنتشار القمامة فضلاً عن قيام الفلاحين برمي الحيوانات الميتة بها، وإنتشار الفئران والثعابين وإتخاذها مسكناً لهم.
وأضاف الفار، قمنا أكثر من مرة بتطهير الترع بأنفسنا، نظراً للروائح الكريهة والأدخنة التي تسببها داخل منازلنا وكثرة الإصابة بالأمراض الصدرية كالربو، بالإضافة إلي قيام بعض الآهالي بإتخاذ الترع مصرفاً صحياً، مما يؤدي لإنتشار أكثر للقاذورات والروائح الكريهة.
ويواصل سمير شحات أحد الآهالي، بدلاً من أن تقوم الدولة بعلاج مصابي مرض فيروس سي، لتبحث أولاً علي أسباب الإصابة به ولتقم بحلها منعاً لإصابة الجديد بالمرض.
وأكد شحات، لقد أرسلنا مذكرة إستغاثة أكثر من مرة للوحدة المحلية، ولكن لم يحدث أي جديد من جانب إزالة القمامة، وبالإضافة إلي انتشار القمامة ينتشر الباعوض والناموس، وهو الأبرز في نقل الأمراض من فرد لأخر فنطالب بضرورة إزالة القمامة المتواجدة بالترع.
وفي ذات السياق، إنتشر في مدينة منوف إنتشار القمامة بشكل كبير في الترع وبارز للغاية، وذلك لتحمل حوالي 3 أو 4 أمتار في الترع من أصل 5 متر عمق، مما أدى لغضب الأهالي، خوفاً من الإصابة بالأمراض، فيقول عبدالفتاح عزوز أحد آهالي قرية جُزي، إن تطهير الترع أزمة تعاني منها محافظة المنوفية منذ عدة سنوات، وطالبنا أكثر من مرة بتطهير الترع لعدم تكدس القمامة داخل المصارف والتي تساهم في بوار الأرض الزراعية، ولكن لا حياة لمن تنادي، مما أدى لزيادة ملوحة التربة التي أثرت علي فساد التربة الزراعية.
وأضاف عزوز، سئمنا من مخاطبة المسئولين وذلك لعدم إهتمامهم بنا فنضطر إلي تطهير الترع بأنفسنا، ولكن أصيب بعضنا ببعض الأمراض الجلدية، وإعتدنا على إستخدام المياه الجوفية في الري في بعض الأوقات، ولكن المياه الجوفية تكلف مبالغ باهظة، فضلاً عن تسببها فى إرتفاع نسبة ملوحة التربة من جانب آخر.
وأكد محمود حسن، أن تراكم جثث الحيوانات الميتة بالترعة الرئيسية بالقرية، أدى إلي إنسداد بعض مناطق "غيط العدس، والجهية، وحوض الرزق"، والتى أدت إلي تدمير جودة المياه بشكل كامل وجعلها سامة لا تصلح للزراعة يجب على المسئولين إيجاد حلول جذرية لتلك الأزمة وتنظيف الترعة جيدًا وتطهيرها، وتوفير ضغط مائى لها لكى يساعدها على ري الأراضي.
وأضاف عبد العظيم السيد، أن الأهالي قدموا العديد من الشكاوى والاستغاثات لجميع المسئولين بالمحافظة، وذلك لوضع الحلول والنظر إلى لحجم الكارثة والأضرار التي تقع عليهم من تكدس القمامة إلا أن التجاهل بين المسئولين هو الحل الظاهر دائما لما أصاب الأهالي من أمراض وانتشار الحشرات بسبب القمامة وإلقاء الحيوانات بداخلها.
هذا وقد صرح المهندس سامي عبد الستار مدير هيئة الصرف الصحي بالمنوفيه، انه قد تم حصر العمليات التي تقوم بالصرف داخل الترع وتوقيع أقصي العقوبات عليه، وأكد انه تم عمل بروتوكول تعاون مع المسطاحات المائية وذلك لإزالة القمامة والحيوانات الميتة بالترع والمصارف.
وواصل المهندس حسن خطاب مدير عام الري، أنه يتم يومياً رفع حوالي 40 طن تجمعات من القمامة، و20 طن نواتج تطهير ردم الترع بكل قرية من مدن المراكز التابعة للمحافظة.
وفي ذات السياق صرح الدكتور نصيف الحفناوي وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، انه تم رفع درجة الإستعدادات القصوى لمحاربة فيروس سي، حيث تم عمل بروتكول تعاون مع ديوان عام محافظة المنوفية، وذلك لضرورة تطهير الترع من القمامة والحيوانات الميتة والفئران والثعابين الذين يساعدوا علي إنتشار الامراض بصورة كبيرة .