مواطنون: بلطجة وابتزاز برعاية المسئولين.. ونشطاء: معًا ضد بلطجة السياس
انتشرت ظاهرة سيطرة «السُيّاس» على شوارع مصر لفرض إتاوات مالية على السيارات للسماح لأصحابها بالوقوف، بالمخالفة للقانون، الأمر الذى أثار حفيظة المواطنين أصحاب رحلة العذاب والبحث والتنقيب عن مكان يضعون فيه لسياراتهم لحين الانتهاء من عملهم أو قضاء حاجتهم في إحدى المصالح.
رصد موقع "اهل مصر" معاناة حقيقية لأصحاب السيارات وأبرزت أيادي الاستغلال بكل جشع، حيث قامت المحررة بالإمساك بـ"فوطة وصفارة".. لتجمع عشرين جنيهًا في خمس دقائق في منطقة جاردن سيتي.
وانتشرت في الآونة الأخيرة فكرة تأجير الأرصفة وتمليك الشوارع لقطاع الطرق والبلطجية من فتوات عصر التوت والنبوت، الذين قاموا بدورهم على أكمل وجه بفرد عضلاتهم المنتفخة على المواطن في مولد امتلاك الشارع بـ "المتر" للخارجين على القانون، وكأننا أمام مشهد من فيلم "العتبة الخضراء".
البداية من منطقة وسط البلد، بعد أن وقع السكان أسرى في يد فتوات الجراجات، ولم يعد لصاحب السيارة خيار سوى أن يدفع بالساعة بين 5 و10 و20 جنيها، أو أن يحمل سيارته فوق ظهره كما فعل جحا بحماره.
وما بين منطقة وسط البلد لشارع شبرا ومنطقة المطرية، حدث ولا حرج فالشوارع هناك ملكية خاصة للمسجلين، وبالسؤال كيف يتم انتهاك الشوارع الجانبية بل وكيف يتم تأجيرها كـ"جراجات" خاصة، وهنا كانت الكارثة حيث أجاب محمود السايس بمنطقة المطرية أنه أجر الرصيف من الحي وأنه يدفع "أرضية" للمكان وأن شغله قانوني وفي السليم.
الأغرب هو تمليك رؤساء الأحياء للشوارع المجاورة، لفتوات الشارع وهو ما جعلنا نسأل أحمد، سايس جراج بالقرب من حي المرج فأجاب بأن وقفته بجوار الحي بتحميه من الثوار ومنها برضو رزق لينا بدل ما نروح نعمل الغلط ونتظاهر.
الركنة عرض جديد للبلطجية
وبسؤال رمضان، سايس منطقة المعادي في شارع 90، أفاد بأن أجرة الركنة على حسب، بالنهار نؤجر بالساعة أما بالليل فلنا زبائن ثابتون يدفعون شهريًا من 150 جنيها لـ200، معلقا، الناس بتدفع ومحدش متضرر من خوفهم من السرقة، 200 جنيه ضايعين أبرك من سرقة عربية بالشيء الفلاني.
ومن أمام أحد الجراجات استوقفنا أحد سكان زهراء المعادي، الذي أكد أن المضطر يركب الصعب وليس أمامه سوي الموافقة على ابتزاز السياس وإلا ستتعرض سيارته للسرقة والتكسير خاصة بعد حالة الفوضى والضعف الأمني، وبما أني لسعت من قبل فيجب عليَّ أن أنفخ بشدة في الزبادي.
وأكدت أحد سكان المنطقة أيضا، أن مسألة الركنة مسئولية المحافظة والحي وعليهم توفير جراحات من خلالهم للمواطن، والا سنظل نستنزف من البلطجية والفتوات ممن سيطروا على شوارع كاملة في كل منطقة سواء راقية أو شعبية.
وتستنكر أخرى ما يحدث أمام المصالح الحكومية والميادين التي تضم أهم الأجهزة الحيوية، مؤكدة أن هناك معاناة حقيقية تضطرنا أحيانا لترك السيارة على بعد 300 متر.
وأوضح أشرف المحامى أحد سكان منطقة جاردن سيتى، أن مصاريف الرخصة يفترض أن تشمل الركنة للسيارة، ولكن البلطجية والفتوات استفحلوا بمباركة رؤساء الأحياء ممن يحتمون بالخارجين عن القانون مؤكدًا أن ما يحدث ظاهرة غير صحية تستوجب انتفاضة من الأمن وإلا سنجد أنفسنا في رواية الحرافيش لنجيب محفوظ وعودة لزمن الفتوات.
وقال محمود مرزوق، سايس بأحد المواقف العامة، إن كثرة المواقف العشوائية أدت إلى انهيار منظومة الجراجات العامة، نظرًا لأنها تحتل أماكن حيوية في الطرق، وتتسبب في خسائر هائلة للجراجات التابعة للحكومة.
وفى ذات السياق قال مسئول بمحافظة القاهرة رافضًا ذكر اسمه إنه على الأهالى الذين يتعرضون لأى نوع من الابتزاز أو البلطجة من جانب السياس تحرير محضر رسمى في أقسام الشرطة بالواقعة، والتوجه على الفور إلى ديوان الحى التابع للمنطقة وإبلاغ المسئولين فيه برقم البلاغ.