رفعًا للحرج عن الجميع، ولإنهاء حالة الجدل، أعلن اعتزالي اللعب دوليًا، وبالتوفيق دومًا لمنتخب بلادي، نزلت هذه الكلمات كالصاعقة على الجماهير المصرية، وعجزت الألسنة على النطق، وانصدم الجميع من هذا القرار، التي كاد أن يقتلع القلوب من مكانها، لاعتزال وليد سليمان أفضل لاعب في الدوري المصري حاليًا، اللعب دوليًا، ولكن " رب ضارة نافعة".
يعد الحاوي من أفضل اللاعبين في الأهلي، بل في الدوري المصري بأكمله، على الرغم من أنه يظهر بمظهر اللاعب ضعيف البنية، نظرًا لتكوينه الجسماني الضئيل، إلا أنه يعد أحد أشرس اللاعبين في صفوف المارد الأحمر، سواء في افتكاك الكرة أو في الالتحامات الثنائية، وذلك في حالة استحواذه على الكرة، أو في حالة استحواذ المنافس عليها، ولكن الشيء المهم في الحاوي أن بنيته لا تأثر عليه في المباريات، ولكنه يتميز بسرعته الكبيرة، وخبرته في الملعب، فاللاعب صاحب الـ33 عامًا أصبح يعرف متى يركض، ومتى يهدىء، مستعينًا في ذلك بقدرته على المراوغة والمرور بالكرة من اللاعب المنافس، وقدرته على تسليم الكرة للأمام وبناء هجمة منظمة تحمل خطورة كبيرة على الخصم.
اقرأ أيضًا.. أبرزها أبو تريكة وصلاح.. أسباب عدم تألق وليد سليمان مع المنتخب
منذ مجيء الفرنسي باتريك كارتيرون، بدأ في تجربة عدد من اللاعبين في مركز الوسط، وخصوصًا بعد رحيل الدولي عبد الله السعيد، ولكن ومن بين كل اللاعبين لم يجد أنسب من اللاعب صاحب القميص رقم 11 للقيام بهذه المهمة، على الرغم من أنه في الأساس يلعب بمركز الجناح، وتعد سرعته وتحكمه في رتم المباراة من أبرز العوامل التي رشحته أن يلعب في وسط الملعب، ويقدم النجم المهاري الشهير بلقب "الحاوي"، واحدًا من أفضل مواسمه هذا العام مع النادي الأهلي، حيث حمل على عاتقه لواء الفريق في وسط الملعب، ونجح بأهدافه المؤثرة وأدائه الرجولي في الوصول بالفريق لنهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا قبل الخسارة أمام الترجي في المباراة النهائية بثلاثة أهداف دون رد، على ملعب "رادس".
يعتبر المركز الأمثل لـ" وليد سليمان"، هو أن يلعب كمهاجم ثان، وليس كصانع لعب، أي أن مركزه في الملعب ينبغي أن يكون متقدمًا قليلاً في منتصف الملعب، وليس متأخرًا نحو منتصف ملعبه.
تعتبر مسيرة وليد سليمان الدولية، ليست قوية وطويلة مع منتخب مصر، ولكن يمكن وصفها بالناجحة إلى حد ما، حيث لعب 25 مباراة بقميص الفراعنة سجل خلالها هدفًا واحدًا في مرمى منتخب قطر في مباراة ودية بالدوحة في شهر ديسمبر سنة 2010، وكانت أول مباراة لـ«الحاوي» بقميص منتخب مصر في دورة الألعاب العربية سنة 2007 أمام المنتخب السوداني، حيث قدم في هذه البطولة مردودًا رائعًا وكان من الأسباب الرئيسية لفوز منتخب مصر بالميدالية الذهبية للدورة، وكان المدرب القدير حسن شحاتة أول من اختاره لدخول منتخب مصر.
ويستعرض " أهل مصر" رب ضارة نافعة" 4 مكاسب لـ" وليد سليمان" بعد اعتزاله اللعب دوليًا وهيا كالتالي:
1- جلوسه على الدكة باستمرار
يلعب وليد سليمان كجناح أيمن، ويشارك في نفس المكان الدولي المصري محمد صلاح، المحترف في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي، وبذلك سيجلس الحاوي كثيرًا على دكة البدلاء، لأن لا يوجد أي لاعبًا في منتخب مصر يمكنه اللعب مكان " مو" في المباريات الكبرى التي يخوضها المنتخب الوطني، ولكن يمكننا القول أن سليمان سيشارك في أضعف اللقاءات، لأن أجيري سيرغب حينها في إراحة " أبو مكة"، ونزول مكانه نجم المارد الأحمر، وهذا لاعب يحبه أبدًا، لأنه سيطمع في المشاركة أمام المنتخبات الكبرى ببطولة أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون.
2- التفرغ التام للدوري المصري
قاد الحاوي الأهلي، في العديد من الانتصارات ببطولة دوري إبطال إفريقيا، حتى وصل لنهائي الأميرة السمراء، ولكنها رفضت عناق الملك للمرة الثانية على التوالي، وخسر الشياطين الحمر النهائي، ولولا قوة ولعب وليد سليمان لما كان الأحمر أن يصل إلى نهائي البطولة، ولذلك بعد قرار اعتزاله اللعب الدولي، من المتوقع أن يقدم الحاوري أفضل ما لديه في المباريات المقبلة مع الأحمر، لا سيما أن الفريق يشارك في ثلاثة بطولات، وهي الدوري وكأس مصر، والبطولة العربية للأندية، ويسعى الأحمر في البطش بأكثر من بطولة هذا العام، لتعويض الخسارة الفادحة لبطولة إفريقيا.
3- كبر سن وليد سليمان
ولد الحاوي في 1 ديسمبر 1984، في مركز بني مزار إحدي مركز محافظة المنيا، نشأ في أسرة متواضعة، والتحق بمركز شباب بنى مزار ومنه إلى فريق الشباب في نادي حرس الحدود، ولدى وليد سليمان 33 عامًا، لذا حان الآن إلى أن يهدأ الحاوي قليلًا في عالم الساحرة المستديرة، حتى يستعيد بريقه اللافت في الملاعب المصرية، ويمكنه حتى الإحتراف في آخر سنواته والانطلاق إلى دوري قوي عكس الدوري المصري العام.
4- الابتعاد عن الضوضاء
جماهير كرة القدم في كل لحظة بحال، في لحظة واحدة يمكنهم الانقلاب عليكم، ويسنون جميع الألقاب أو الأهداف التي أحرزتها من أجلهم، لذلك قرار وليد سليمان بشأن الاعتزال اللعب دولي من أفضل القرارت التي اتخذها في حياته، ويمكنه الآن أن يشاهد مباريات المنتخب الوطني من على شاشات التلفزيون دون تسليط الضوء عليه، أو لومه في أي مباراة كان سيخوضها مع الفراعنة في إمم أفريقيا.