عامل نظافة تونسي يصنع من النفايات تحفا فنية

صورة ارشيفية

غير مبال بإرهاق سبع ساعات من شغله كعامل نظافة يجلس كمال الزغيدي في ورشته جاثيا على ركبتيه أمام منحوتته الجديدة يُلصق الورقة فوق الأخرى بعناية وانتباه شديدين، يقول كمال -الذي اختار "الصّخيرية" اسما لمجسّمه الجديد على شكل امرأة تمتهن غزل الصوف- إنّه أرادها إهداء لروح جدته التي كانت تمتهن حرفة الصناعات التقليديّة وألهمته صناعة هذا المجسّم.

قبل الذهاب إلى مقر عمله ببلدية محافظة المنستير بالساحل التونسي، ينهض كمال باكرا قبل السابعة صباحا بساعتين يلقي فيهما نظرة على "الصّخيرية" فلا يهدأ له بال قبل أن تداعب يداه مجسّمه، وتمتزج أصابعه باللّصق والطلاء وبالورق الذي جمعه سابقا من حضائر البناء.

متأمّلا منحوتته بكلّ فخر، يشرح كمال للجزيرة نت مراحل تحويل النفايات إلى لوحات فنية مبهجة، فبعد جمعها وفرزها بنفسه تأتي مرحلة تجسيم الهيكل يليها تركيب الأوراق ثمّ أخيرا مرحلة الطلاء والتلوين.

يشبّه كمال عمليّة تلوين المجسّم بتزيين العروس وإخراجها في أبهى حلّة، حيث إن الألوان الزاهية التي يختارها تضفي روحا جديدة على منحوتته حتى أنّ الناظر إليها لا يصدّق أنها صُنعت من نفايات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً