20 عامًا في "طريق التوبة".. رحلة "شعيب" من خُط الصعيد لـ"إمام المصلين".. لقبته الصحف الفرنسية بـروبين هود.. والإذاعة الليبية بـ"الحاكم"

«شتان بين زمان والوقت الحالي، ولكل زمن حكاية، وكل أيام تدى أحكامها»، كلمات على لسان شعيب علم الدين، الذى لُقب بـ«خط الصعيد» بمصر في الفترات السابقة، ولقبته الصحف الفرنسية بـ«روبين هود» والإذاعة الليبية «حاكم الصعيد».

حكايات من الواقع يصدقها البعض، وغيرهم يؤكد أنها من سرد الخيال، ولكن في صعيد مصر لا يمكن أن تستبعد عن رجاله أى شيء يقومون به، فلكل منهم حكاية .

شعيب علم الدين، مسجل خطر «فئة أ»، قتل وسرقة بالإكراه، والذي أرعب سكان محافظتي سوهاج وقنا لسنوات عديدة، ابن قرية «القرامطة» فى سوهاج، وأحد أبرز الأسماء التى سطعت في سماء المحافظة ومصر عامة، نتيجة لقيامه بكثير من الأفعال الإجرامية، ومقاومته للشرطة لسنوات عدة، وتمكنه من الهروب منها وسط الزراعات والأدغال برفقة رجاله، بل زاد الأمر إلى أنه أثناء اشتباك الشرطة معه هو ورجاله، توفى أحد ضباط الشرطة في إحدى الحملات الهجومية عليه .

قبل عام 1985 أرهق رجال الشرطة كثيرًا وأحرجهم أكثر لعدم مقدرتهم على القبض عليه، وأحرج جميع القيادات بالمحافظة أمام المسئولين الكبار، أقنعه بعض السياسين بتسليمه نفسه بدلا من اقتناصه وموته من قِبل رجال الشرطة، وفي شهر يناير 1985 سلم «شعيب» نفسه، وكان الحدث الأبرز على مسمع ومرأى من الجميع، وحُكم عليه بالأعمال الشاقة لمدة 20 عاما، قضاها ما بين تعذيب وحبس انفرادي، ولكنة صمم على التوبة، وخرج في عام 2005.

قال عنه الكثيرون: إنه قتل وسرق وهدد وفرض إتاوات وقاوم السلطات، بمساعدة رجاله باستخدام الأسلحة الآلية، ووجهت الحكومة له 39 تهمة، ولكن بعد خروجه من السجن تاب عن الإجرام واستمر الأهالي في البعد عنه وهجره لمدة وصلت إلى 9 سنوات حتى تأكدوا أنه مسالم، وتاب الله عليه حقا لدرجة أصبح يؤم المصلين في المسجد في بعض الأوقات.

يقول «شعيب»، إن بدايته حياته الإجرامية عندما حاول آخرون بالقرية قتله وقتل أعمامه وتمكنوا من قتل أعمامه بسبب رغبتهم في أخذ أراضيهم بالقوة، وبعد فترة اشتريت «رشاشا» وأخذت ثأر أهلى وهربت من الشرطة وسط الزرع والجبال مع 7 آخرين كانوا معى، كنا نأخذ من القوى ونعطى الضعيف، ولم نظلم أحدًا.

وأضاف «شعيب»، أنه أثناء وجودة بالسجن تعلم القراءة وحفظ الكثير من كتاب الله، وأيضًا صدمت سيارة ابنه الوحيد «حميد» فمات وفرت هاربة، وماتت زوجته أيضا، وأصبح وحيدًا بعد خروجه من بين القضبان، هجر قريته وسكن الزراعات واعتزله الناس خوفا منه.

وأردف «شعيب»، أنه تزوج ولم ينجب لأن زوجته احتاجت عملية فـ«باع الجاموسة التى أعطتها له الشئون الاجتماعية» ولم تنجب، فتزوج بأخرى وأنجب ابنه «محمد» الذى يتمنى أن يكون وكيل نيابة ليعطى كل واحد حقه أو مهندس أو دكتور، ونعيش الآن في سلام بين الناس.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً