نقيب الباعة الجائلين في حوار لـ"أهل مصر": الأسواق الجديدة فشلت بسبب "المحليات".. ونحمي أنفسنا من لعبة عسكر وحرامية (حوار)

أهل مصر
كتب : نهى نجم

5 ملايين بائع متجول في الشوارع على مستوى الجمهورية، يطاردهم الأمن في كل مكان يوميًا دون أن توفر لهم الدولة حلول بديلة، معاناة ومأساة يشهدها الباعة خاصة وأنه قوت يومهم من تلك المهنة، وكان الحل عند محمد وهب الله نائب رئيس اتحاد العمال لشئون شباب العمال، عندما أصدر قرار بإنشاء أول نقابة للباعة الجائلين في عام 2012 وتتمحور أهدافها حول توفير سبل الأمان للعمل بأريحية، وحمايتهم من مطاردات الأمن «عسكر وحرامية» خوفًا من الأمن أو من عربات البلدية أو استغلال أجهزة ومرافق الحي لهم وأخذ رشاوى لتركهم وترك بضاعتهم.

«نقابة الباعة الجائلين» مثلها كمثل أي نقابة لها أعضاء ومستندات للاشتراك بها وتأمينات وتظلمات وشكاوى والرد عليها، ولكن ما لم تملكه النقابة هو أن تتجاوب معهم الدولة لحل مشاكلهم على أرض الواقع أو النظر في تظلمات وطلبات خاصة بهم.

«أهل مصر» حاورت محمد عبد الله، نقيب الباعة الجائلين، خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة، والذي ورث المهنة عن والده فهو من الباعة الأصليين في الشوارع، تحدث عن خطة النقابة في تسكين الباعة بالأسواق الجديدة وهل كانت حلًا للحد من انتشار الباعة في الشوارع دون حماية؟ وكيفية الاشتراك بها، وغيرها من الأسئلة التي طرحناها.

ما هي مهام نقابة الباعة الجائلين؟

ينتشر الباعة الجائلين في كل مكان في الشوارع الرئيسية والفرعية ودائمًا ما يرفعون شعار «عسكر وحرامية» ولا ملجأ لهم سوى الشارع لكسب قوت يومهم بالرغم من خطورته إلا أن مهمتنا الأساسية هو الدفاع عن أعضائها المسجلين، في حالة أن دق ناقوس الخطر على بضاعتهم.

من هم الباعة الأصليين في الشوارع؟

يبدأ تاريخ الباعة الجائلين منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي أصدر القانون رقم 33 لسنة 1977، وهو القانون الذي صنف الباعة، ومنحهم رخصة لممارسة أعمالهم، وكانت الرخصة تمنح في نطاق الحي الخاص به.

وهم أول ناس تتحدث عنهم النقابة دائمًا ويمارسون مهنتهم قبل ثورة 2011 بالأخص، لأن بعد الثورة تضاعف عدد الباعة، ففي منطقة وسط البلد وصل العدد إلى 1700 بائع بعد أن كان عددهم 300 قبل الثورة، وفي ميدان رمسيس كان عددهم 250 وأصبح عدد 1250 بائعًا بعد الثورة.

ما هي شروط الاشتراك في نقابة الباعة الجائلين والأوراق المطلوبة؟

تحتضن نقابة الباعة الجائلين كل من يمتهن بيع كافة السلع من صناعية وتجارية وغذائية وملابس بالشوارع وتوفر له كافة التراخيص والتأمينات للتعامل والوقوف بجانبه في حالة الأزمات أو الوقوع تحت يد الأمن.

وفي حالة الاشتراك على كل بائع أن يأتي إلى فرع النقابة الرئيسية بوسط القاهرة في شارع الجمهورية بجانب البنك المركزي الجديد، ويأتي معه صورة من البطاقة وبرينت تأمينات تثبت بأن لا يعمل أي عمل خارجي سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، ثم يقوم بكتابة بياناته الخاصة في استمارة متمثلة في الاسم والتليفون ونوع السلعة والمنطقة التي سيبيع فيها.

ويدفع العضو 36 جنيهًا سنويًا و3 جنيهات شهريًا رسوم الاشتراك في النقابة.

وكانت بداية أعمال رخصة النقابة مقسمة على حسب كل منطقة داخل المحافظة على سبيل المثال: القاهرة مقسمة إلى 4 مناطق غرب وجنوب وشمال وشرق ويتم تسجيل البائع على حسب المنطقة الخاصة به.

هل لنقابة الباعة الجائلين نقابات فرعية بالمحافظات أم لا وكم عددها؟

نعم، يوجد لنقابة الباعة الجائلين أفرع بـ9 محافظات وهي القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والسويس والغربية وأسيوط وسوهاج والإسماعيلية

ما هي خطة نقابة الباعة الجائلين لحل مشكلاتهم؟

تسعى النقابة لحل مشكلات الباعة الجائلين بكافة المناطق دون تميز من منطقة لأخرى فالكل سواسية، وتقنين قانون للباعة الجائلين لينظم أعمال الباعة وتحديد المناطق المتاحة أمامهم للبيع والمصرح بها.

وتسعى النقابة أن تكون خطتها المقبلة هو تخصيص معاش خاص لهم يتسلمه العضو بعد سن معين أو في حالة حدوث عجز أو حادثة له.

ماذا عن أسواق الباعة الجائلين الجديدة بالمحافظات وهل تساهم النقابة فيها؟

فشلت فكرة الأسواق الجديدة لأن من يتحكم بها المحليات والمعروف عنها بالفساد والرشاوى، ولم تحل الأسواق أزمة الباعة أو تسكينهم، فإنه من الـ5 ملايين بائع لم يتم تسكين 5% منهم بالأسواق، ويوجد 1100 سوق عشوائي على مستوى الجمهورية لتطويرها.

وتنقسم أسواق الباعة الجائلين بالتعاون مع المحافظة وأخرى تكون على نفقة النقابة والبائع، وتم تفعيل الأسواق في كل الأحياء وبكافة أنواع السلع.

المحليات سبب فشل الأسواق الجديدة لأنها معروفة بالفساد، وأغلب من تم تسكينهم سواء أبناء لموظفين بالحي أو رئيس حي يريد أن يظهر في الإعلام فيعطي محل بالسوق لأحد الخارجين من السجون أو المتعافي من الإدمان.

وعلى سبيل المثال سوق الزاوية بالعتبة كلف الدولة 33 مليون جنيه وفشل بسبب الدور الأرضي المتمثل في 108 محلات تريد المحافظة الاستثمار فيه بالرغم أن النقابة عرضت على المحافظة أسماء لعدد من الباعة الجائلين الذين بحاجة إلى تسكين فعلي.

وفي رمسيس أكثر من 1250 بائع تم تسكين 900 بائع في الأسواق الجديدة، وفي العتبة تحتوي على أكثر من 4000 بائع تم تسكين 100 فقط مما دفعت الباعة إلى العودة مرة أخرى للشوارع.

وبالرغم من محاولات المحافظة وعمل مزاد عليني بالحديقة الدولية لبيع المحال التجارية بالمول إلا أنه من 108 محلات تم بيع 25 فقط في عام، و«عادت ريما لعادتها القديمة» لنفس أماكن الباعة أمام المسرح القومي.

وهناك أسواق على حساب النقابة كسوق أحمد حلمي الدولة خططت والبائع هو من كلف مكان محله تحت إشراف النقابة.

ما الذي تنتظره النقابة من الحكومة؟

نطالب بتعاون حقيقي وفعلي وليس مجرد قرارات أمام الكاميرات والشو الإعلامي، بل ومشترك بين المحافظات والنقابة ووزارة الإسكان فيما يخص أسواق الباعة الجائلين لتسكين الباعة الذي يستحقون بالفعل وليس بالواسطة. ولابد من تخصيص تأمين صحي خاص بنا ومعاش.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً