قال الشيخ بن حنفية العابدين ، رئيس هيئة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين الجزائري الشيخ ، أن الاحتفال الذي يقام بمناسبة مولد النبي صلي الله عليه وسلم، لا يصح أن يكون تعبيرا عن محبة المسلم لنبيه عليه الصلاة والسلام، لأن المحبة تقتضي الطاعة والمتابعة ، وعلي هذا الأساس فان الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف،غير جائز شرعا،وهذه الفتوى تتناقض مع فتوي سابقة أصدرها مركز الأزهر العالمي للفتوى ، قد أكد فيها أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مشروع بالأدلة الصحيحة التى وردت في الكتاب والسنة وباتفاق علماء الأمة ف، أي تحريم للاحتفال بمولد النبي صلي الله عليه وسلم ،مخالف لصحيح الدين.
وكانت صحيفة الشروق الجزائرية قد نقلت عن الشيخ العابدين كلمة تحت عنوان "مُخْتَصَر حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف"، قال فيها :"إن الاحتفال بالمولد لم يفعله السلف الصالح، ولو كان ذلك مما يعظم به النبي صلى الله عليه وسلم، أو مما يبرهن به على محبته، كيف لا يهتدون إليه؟ لا الصحابة، ولا من بعدهم من التابعين، وتابعيهم، ولا فعله من جاء من بعدهم".
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى قد أكد أن أي أقوال من شأنها تحريم الاحتفال بهذا اليوم المعظم هي مخالفة للصحيح وخروج على الإجماع؛ مشيرًا إلى أن الاحتفال بيوم مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهر من مظاهر تعظيمه، وعلامة من علامات محبته، ومن المعلوم أن تعظيم النبي ومحبته أصل من أصول الإيمان، وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام البخارى أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
واستدل مركز الأزهر العالمي للفتوى على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من القرآن الكريم، بقوله تعالى في سورة إبراهيم: «وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ»، ولا شك أن أعظمُ أيام الله قدرًا هو يوم مولده صلى الله عليه وسلم، ومن أدلة مشروعية الاحتفال أيضًا من القرآن الكريم قوله تعالى في سورة يونس: «قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا»، قال عبد الله ابن عباس، في تفسيره لهذه الآية: (فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين»).
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الله تعالى كرم الأيام التى ولد فيها الأنبياء - عليهم السلام - وجعلها أيام سلام، فقال سبحانه في سورة مريم: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ»، ومن المعلوم أن في يوم الميلاد نعمة الإيجاد، وهى سبب كل نعمة بعدها، ولا شك أن يوم ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - سببُ كل نعمة في الدنيا والآخرة.