90 دقيقة مثيرة في مباراة مصر وتونس.. ما بين أطراف "أجيري" وعمق "الكنزاري"

كتب :

شهدت مباراة مصر وتونس، التي انتهت بفوز الفراعنة بنتيجة 3-2، أمس الجمعة، سجاًلا تكتيكيًا كبيرًا، بين المكسيكي خافيير أجيري، المدير الفني للمنتخب، وماهر الكنزاري المدير الفني لنسور قرطاج، كانت نتيجته 90 دقيقة ممتعة، لم يلعبها المنتخب منذ فترة طويلة، أي بعد جيل حسن شحاتة الذهبي.

أجيري بدأ اللقاء بطريقة قريبة من 4-4-2، حيث اعتمد على حجازي وباهر والمحمدي وأشرف في الدفاع، الثنائي حامد والنني في وسط الملعب، على أن يكون الثلاثي صلاح ووردة وتريزيجيه خلف المهاجم الوحيد مروان محسن، على أن يميل صلاح إلى الهجوم بجوار مروان.

الكنزاري، اعتمد على ياسين مرياح، رامي البدوي، أسامة الحدادي، ديلان برون، في الخط الخلفي، ودفع بالخماسي إلياس السخيري، فرجاني ساسي، أيمن بن محمد، سيف الدين خاوي، نعيم سليتي، في خط الوسط خلف المهاجم الوحيد وهبي خزري.

في بداية المباراة، فرض الكنزاري سيطرته على منطقة وسط الملعب، بمهارة فرجاني ساسي وقوة إلياس السخيري، وتمكن النسور من الحصول على ركلة حرة مباشرة، نفذها الخزري، ولكنها ارتطمت بالعارضة، ويبدو أن المدير الفني لتونس قد درس الكرة المصرية جيدًا، وشاهد مباراة الأهلي والترجي بإمعان.

اللعب من العمق، وتمرير الكرات الأرضية من منتصف الملعب إلى منطقة جزاء الخصم، طريقة اعتمد عليها الكنزاري طوال أطوار المباراة، مستفيًدًا من طريقة معين الشعباني أمام كارتيرون، ومن لمسة سحرية بأقدام ساسي، أصبح السليتي في وضع لاعب على لاعب مع المحمدي، مع خروج في غير محله للشناوي، تونس تتقدم بهدف بعد مرور 13 دقيقة فقط.

أجيري وعلى طريقته المعهودة، فضل اللعب على الأطراف، فدفع بأشرف والمحمدي ذو الميول الهجومية على الجانبين، أمامهما تريزيجيه ووردة، لتشكيل ضغط كبير من الجهتين اليمنى واليسرى، في ظل التخبط الذي ظهر به حامد والنني في وسط الملعب.

وبالفعل نجح أجيري في خطته، وأثمرت هدفًا لتريزيجيه صنعه اللاعب لنفسه، فمن كرة عرضية نفذها لاعب قاسم باشا، وبعد دربكة واضحة في منطقة جزاء التونسيين، نجح تريزيجيه في اقتناص الكرة ليهز بها الشباك، ومن على الطرف أيضًا كاد اللاعب أن يضيف الثاني قبل نهاية الشوط الأول، ولكن كان بن مصطفى في الموعد.

 

في بداية الفترة الثانية، ومن كرة عرضية متقنة من وردة، سجل باهر المحمدي الهدف الثاني، في ظل غياب الرقابة من الدفاع التونسي، واستمر تفوق أجيري، الذي دفع بصلاح محسن بدًلا من مروان، لتنشيط الخط الهجومي، في الوقت الذي أقحم فيه الكنزاري، بسام الصرار بدًلا من أسامة الحدادي، في تغيير حمل قدر كبير من المغامرة.

بطريقة مشابهة من الهدف الأول الذي سجله الترجي أمام الأهلي، أحرز السليتي الهدف الثاني للنسور، اختراق منتصف الملعب عن ساسي، الذي مرر إلى السليتي ومنه إلى الصرار على الجهة اليمنى، الكرة تلعب قوية زاحفة على الأرض، يحاول حجازي اعتراضها، لتعود إلى السليتي، مسجًلا الهدف الثاني.

أكمل أجيري تغيراته، حيث دفع بمحمد محمود بدًلا من حامد في وسط الملعب، وطاهر محمد طاهر بدًلا من وردة، لإدراك ما يمكن إداركه في آخر 10 دقائق، كما حاول الكنزاري تأمين النتيجة والخروج بالمباراة بالتعادل العادل إذا حدث، ولكن صلاح في الدقيقة الأخيرة وبمهارة كبيرة يرجح كفة أجيري على الكنزاري في النتيجة، بعد تعادلها في التكتيك.

النتيجة النهائية للمباراة، لن ترجح كفة منتخب على آخر، حيث إذا نجح أجيري في اللعب على الأطراف، فإن الكنزاري تفوق في اللعب من العمق، كما أن فشل دفاع تونس، قابله ضياع في وسط ملعب مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً