انتشرت في بعض المراكز الطبية بمحافظة سوهاج، ظاهرة شراء الألبان المدعمة كليا، والمخصصة للأطفال بالمرحلتين الأولى والثانية، وبيعها لمصانع الألبان والجبن والحلويات، لاستخدامها بديلا للألبان الطبيعية بسبب ارتفاع أسعار الأخيرة بالمقارنة بالأولى.
تقوم الكثير من العاملات في المراكز الطبية باستقطاب الأهالي، المنصرف لهم تلك الألبان بأسعار رمزية لا تزيد عن 5 جنيهات، وإغرائهم وشرائها بأسعار تصل من 15 الى20 جنيه للعلبة الواحدة من المرحلة الأولى، حسب ما صرح الأهالي لموقع وجريدة "أهل مصر".
يروى محمد ع، أحد المواطنين الذين يحصلون على الألبان المدعمة من المركز الطبي في طهطا، أنه يقوم بصرف 6 علب من المرحلة الأولى، ويقوم ببيع بعض منها للعاملات في المركز الطبي والذين يقومون بتجميعه من المواطنين بأسعار ما بين 15 و20 جنيها ويقومون بعد ذلك ببيعه لأصحاب مصانع الحلويات، والجبن لاستخدامه في صناعاتهم نتيجة رخص ثمنه بالمقارنة بالألبان الطبيعية، مما يجلب لهم مكاسب كبيرة.
وأضاف محمد، أنه يقوم بذلك نتيجة وجود فائض من ابنه، لان والدته تقوم الآن بتغذيته عكس الفترة السابقة، وبذلك يقوم بكسب بعض الأموال جراء تلك العملية التى يقوم بها منذ شهران.
ويقول علاء ا، صاحب محل صناعة حلويات " بسبوسة" انه يقوم بشراء الألبان المدعمة من الأهالي ومن العاملات بالمركز الطبي بأسعار ما بين 15 و20 جنيها لاستخدامها بديلا للألبان الطبيعة وتعطى نفس الغرض نتيجة رخص سعرها وتوفر عليه الكثير نتيجة خلطها بالماء وتزيد من مكسبة المادي.
أما "حلمى ع" مدرس يؤكد أنه يقوم بشراء الألبان من الصيدليات لابنه الذى لم يكمل من العمر4 شهور، نتيجة غياب الالبان بثدي الام، وايضا غيابها في العمل لساعات طويلة، مما يجبرنا على شراء الالبان من الصيدليات لتغذية الطفل في غياب والدته.
مضيفا ان هذا يكلفنا الكثير ، حيث يتم شراء العلبة الواحد بـ 43 جنيه من الصيدلية، وقد تقوم زوجتي بشرائها من بعض جيرانها التى يحصلون عليها من المراكز الطبية بـ 20 أو 25جنيه، لان الشراء من الصيدليات مكلف جدا، حيث وصلت بعض الالبان الى 75 و90 و110 جنيهات، ونضطر لشراء احداهما في حالة عدم توافر بيوميل 1 في الصيدليات، وذلك يجعل الطفل في حالة اسهال نتيجة تغيير اللبن.
واضافت زوجته ام الطفل انها تحرص على شراء بعض الكميات ممن لهم حق الالبان المدعم واستغنوا عنها، من الجيران او العاملين بالصحة في المراكز الطبية من اجل الحصول على غذاء الطفل وعدم تكبد مصاريف طائله.
ويقول " م ا " احد العاملين بالمركز الطبي في طهطا، ان بعض عاملات النظافة يقومون بجمع الالبان من المواطنين الغلابة بمبالغ مالية بسيطة، وتخزينها في احدى الغرف المجاورة للصيدلية، وبيعها لأصحاب المحلات بالخارج لصناعه الحلوى والجبنة، وخلافه، والتربح من تلك العملية في اغلب ايام صرف الالبان.
مضيفا انه تم طردهم من تلك الغرفة التى يقومون بتجميع الالبان بها من قِبل الموظفون العاملون بالغرفة لان ذلك مخالف للقانون ويعرضهم للمسائلة القانونية، واضاف ايضا ان ذلك على مرأى ومسمع من الجميع داخل المركز الطبي .
واكد الدكتور هانى جميعه، وكيل وزارة الصحة في سوهاج، ان الالبان المدعمة يتم توزيعها طبقا للقانون على الاسر التى تحتاج ذلك بعد الكشف الطبي على الامهات، واستوفاء الاوراق المطلوبة، ومن يثبت أدانته من العاملات او العاملين في مخالفة القانون سيتم محاسبته طبقا للقانون.
واضاف جميعه انه يتم عمل زيارات مفاجئة وارسال لجان الى تلك المراكز الطبية والصيدليات الموجودة بها، للإيقاع بالمخالفين للقانون في حالة ارتكابهم تلك المخالفات المرفوضة، لان الفقراء اولى بذلك وان الدولة تدعم هذا المنتج ليصل الى مستحقيه وليس للاستخدام في الصناعات الاخرى لأنه يكلف الدولة مليارات الجنيهات سنويا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
