جاء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام، ليؤكد للعالم أجمع على رسالة الدين الإسلامي الحنيف، هذه الرسالة التي حملها سيد الخلق النبي صل الله عليه وسلم، من حب واحترام وسلام للبشرية أجمعين، تأكيدًا لقول المولى عز وجل: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".
السيسي يوضح حقيقة ديننا السمح
وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال خطابه، موضحًا أن الإسلام الذي جاء به النبي الكريم، يطبق من خلال المعاملات، ضاربًا المثل بسنة الرسول، الذي عامل الجميع حتى أعدائه بالود والحب والتسامح، موجهًا رسالة لكل من يريد تحويل الدين الإسلامي لأيديولوجية، يستخدمها لإستعمار الدول تحت مسمى "الدولة الإسلامية"، قائلًا: "إنه من دواعي الأسف، أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة، ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء".
الطيب يؤكد أن الإسلام رسالة إصلاح للإنسانية
أما فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أكد خلال كلمته بالاحتفال، على أن رسالة الدين الإسلامي هي صلاح الإنسانية بأكملها، قائلًا: "هذه الذكرى التي تثير في وعي كل مسلم، ووعي كل من يعرف هذا النبي الكريم ويعرف سيرته وأخباره، ويقدره حق قدره.. عوالم من ذكريات العظمة والعظماء الذين غيروا التاريخ وأنقذوا الإنسانية، وصححوا مسارها، وكانوا حلقة الوصل في إضاءة الأرض بنور السماء".
وأضاف شيخ الأزهر، قائلًا "هذا النبي -العالي القدر العظيم الجاه- الذي يحتفل بمولده اليوم، قرابة مليار وثلث المليار من أتباعه في مشارق الأرض ومغاربها، له في رقابنا نحن المؤمنين به والمنتفعين بسننه وتعاليمه وتوجيهاته، أكثر من حق وأكثر من واجب، لأنه صلوات الله وسلامه عليه، لم يكن عظيمًا في باب واحد من أبواب العظمة الإنسانية، يشد الأنظار ويدهش العقول، ولكنه كان مجمع العظمة في كل أبوابها التي تستوجب الاحترام والتوقير في كل عصر وكل قبيل".
وزير الأوقاف يؤكد أن تجديد الخطاب الديني يتماشى مع تعاليم الإسلام
فيما قال وزير الأوقاف فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، أن تجديد الخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتماشى مع تعاليم الإسلام السمحة، الرسالة التي جاء بها النبي صل الله عليه وسلم، قائلًا: "فقد علمنا صاحب هذه الذكرى العظيمة سيدُنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه لم يشكر الله من لم يشكر الناس وقال: "من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره".
وإننا لنذكر لكم سيادة الرئيس من الفضل الكثير، وأخص بالذكر أمرين، الأول دعوتكم الشجاعة إلى تجديد الخطاب الديني الأمرَ الذي أصبح واجب الوقت ومن أولى أولوياته فى حق العلماء والمثقفين والمفكرين، فهو عملية ديناميكية لا تتوقف ولا ينبغى أن تتوقف أو تحد بحد، مع الحفاظ على الثوابت والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشري الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، والخروجِ عن أسباب التقدم بالكلية".
وأضاف وزير الأوقاف، أن مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الديني الرشيد معا.