معتزة مهابة: طالبت بعمل المرأة فى الجيش "حبًا فى البلد".. وأحداث 25 يناير تأخرت 30 عاما وكانت ستحدث بعد اغتيال السادات.. و"مبارك" قالى لى "السيسى رجل المرحلة" ووصانى على مصر (حوار)

كتب :

لن أعود "مسئولة" فى التلفزيون المصرى.. ومستعدة لتقديم خبراتى للمذيعين

"لقاء السبت" عليه نسبة استماع كبير.. "ومش معقول هستضيف مجدى شطة"

أدار الحوار: محمود عطية.. وأعده للنشر: عبد المنعم عاشور.. تصوير: محمود وحيد

أجابت معتزة مهابة، الإذاعية الكبيرة ومقدمة برنامج «لقاء السبت» على إذاعة الراديو 9090، على عدد كبير من الأسئلة التي تدور على الساحة العربية والعالمية.

وكشفت «مهابة»، في حوار لـ«أهل مصر»، كواليس زيارتها للرئيس الأسبق حسني مبارك، كما تحدثت عن خطاب أرسلته السفارة الأمريكية إليها بعد ثورة 25 يناير تتهم فيه «مهابة» بالتحريض ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال الحوار كشفت الإذاعية الكبيرة عن كيف اكتشف والدها السفير أحمد مهابة الإمام محمد متولي الشعراوي أثناء عمله في الجزائر، كما أجابت على سؤال ما إذا كانت ستعود إلى التليفزيون مرة أخرى أم لا، خاصة أنها كانت نائب رئيس قناة النيل للأخبار قبل أن تقدم إجازة دون مرتب إبان حكم الإخوان.. وإلى نص الحوار..

لماذا تركت التلفزيون المصرى.. حدثينا عن الكواليس؟

أنا لم أترك التلفزيون المصرى ولكنى أخذت إجازة دون مرتب لظروف وقتها سياسية، أنا من الناس الذين كانوا يرووا أن البلاد ذاهبة إلى طريق مقلق، وأن تداعياتها لن تكون جيدة، وهذا الأمر أدركته لأنى ظللت 20 عاما أعمل فى مجال الأخبار وقابلت أناس متخصصين ووالدى كان مستشارا إعلاميا لمدة 35 عاما، وكان والدى يقول إن أمريكا تريد تصدير التيارالإسلامى لمصر والمنطقة من أجل عمل فتنة بين السنة والشيعة، بل أقول إن الربيع العربى تأخر كثيرا لأننى كنت متوقعة أن يقوم بعد اغتيال السادات مباشرة فى 1981، لأن بعد اغتيال الرئيس السادات حدثت أحداث كثيرة منها محاولة فصل الصعيد عن مصر وظهور التيارات الدينية بشكل لافت للنظر ومحاولة بث الفوضى وحدوث عمليات اغتيال كثيرة، فمحاولات نشر الفوضى فى مصر مكررة لا تتوقف من قديم الأزل عن طريق عمل فتنة طائفية أو فتن سياسية وهذا رأيى.

 

ــ ومتى تعودى إلى التلفزيون؟.. وهل لو عرض عليكِ الرجوع مرة أخرى ستعودى؟

لا أعلم، عندما يأذن الله عزوجل، ولو عرض على سأتردد لأن المسئولية تحتاج الكثر من التفكير والوقت، وتحتاج أدوات، ولا أعلم إذا كانت هذه الأدوات متوفرة في ماسبيرو أم لا، ولكن لا أرفض أبدا أن يتم الاستفادة من خبرتى فى تدريب المذيعين أو ما شابه ذلك، لأنى أنا كمذيعة لا أحب فكرة الإدارة.

ــ حدثينا عن كواليس أزمة الخطاب الشهير الذى ورد إليك من السفارة الأمريكية لأنكِ أهنت السفارة ـ على حد قولهم ـ

أنا تسلمت الخطاب بشكل شخصى وهذا خطأ كبير وقعت فيه السفارة الأمريكية، لأنها كان من المفترض أن تخاطب وزارة الخارجية ووزارة الخارجية تخاطب وزير الإعلام أحمد أنيس آنذاك، وهو الوحيد الذى له حق أن يوجه لى أية ملاحظات، وبالتالى كان هذا نوع من أنواع التجاوز لأننا لا نعمل عند السفارة الأمريكية، وكانن سبب هذا الخطاب أنني قمت بعمل حلقة عن نتائج الانتخابات الرئاسية بين مرسى وشفيق فى 2012 قبل إعلان النتائج بشكل رسمى، وكان معى فى الحلقة الدكتور سعد الزنط والدكتور عصام النظامى، وأخذنا نحلل المشهد داية من 25 يناير حتى اللحظة التى كنا نتناقش فيها، ووقتها استلمت الخطاب وأرسلته إلى الضيفين وتم تداول صورة الخطاب فى أكثر من صحيفة، وأعتقد أن الخطاب وقتها وصل إلى المجلس العسكرى، وآن باترسون كانت تتابعنى بشكل جيد وكانت تقول إننى عندى حالة عداء مستمرة تجاه أمريكا، وهذا ليس صحيحا لأن كل فرد عنده مصلحة بلدة أهم من أى شىء آخر.

ــ كنتِ ممن زاروا الرئيس الأسبق مبارك بعد تنحيه عن منصبه.. حدثينا عن كواليس الزيارة؟

أنا كنت أعمل لفترة كبيرة كمراسلة فى مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية، وعملت بشكل مباشر مع الرئيس مبارك فى تغطية زياراته، وفى مرة أجريت حلقة فى الراديو «9090» مع المحامى فريد الديب، وطلبت منه أن أزور الرئيس مبارك، وزرته وجلست معه وتحدثت معه بشكل شخصى، وقام بشكرى على الزيارة وشكرنى على وطنيتى، وكان وقتها قبل انتخاب الرئيس السيسى فى الفترة الأولى، وقال لى أن الرئيس السيسى أفضل المرشحين، وأنه هو الأفضل والأوقع لهذه المرحلة، كما قال لى «خدوا بالكو من مصر وخلى عندكو وعى وضمير»، وكنت أنا وحدى ومعى المحامى فريد الديب، ولم يكن معنا أحد آخر.

 

ــ هناك أقوال بأنه يتم توجيهك لاختيار الضيوف في برنامج «لقاء السبت».. ما حقيقة ذلك؟

لم يتم هذا إطلاقا، بالعكس ما يجعلنى متمسكة بـ9090 أن هناك ثقة بين الإدارة وبين العاملين فيها بشطل كبير، وأعتقد أننى لم أجرى أية حوارات أو حلقات مثيرة للجدل، خاصة أن البرنامج قائم على التثقيف والتوعية سواء كانت صحية أو ثقافية أوسياسية.

ــ «لقاء السبت» يدخل عامه الخامس.. ماذا تغير؟

أكيد حدث تطور كبير، كان فى عامه الأول معتمد على السياسة بشكل كبير وبعد ذلك أدخلنا فى العام الثانى لمحة نفسية وطبية وتعليمية.

ــ ما رأيك فى لغة المهرجانات المسيطرة على الشارع المصرى والإعلام؟

أنا ضد تسليط الضوء على هذ النوع من الفنانين وهذه النوعيات من الأغانى، لأننا دورنا الارتقاء بأذواق الناس، وليس تشهير ناس متطفلة على الشعب المصرى، والمستمع دائما ينجذب إلى الشىء المفيد، وأزعم أن برنامج «لقاء السبت» عليه نسبة استماع كبيرة، وأكون مبسوطة جدا عندما يهاتفنى أحد يريد الظهور معى فى برنامجى، وهذا دليل على أن البرنامج له إفادة كبيرة، وليس معن أن الناس تحب مطربا معينا المجاراة فى أذواقهم واستضافته على الهواء «مش معقول هستضيف أنا مجدى شطة».

ــ ولكن فى بعض الأوقات هذه الأذواق هى التى تسيطر مثلما سيطر شعبان عبد الرحيم لفترة؟

أعتقد أن هذه النوعية من الفن تظهر بعد الأزمات فى المجتمع، خاصة أننا مررنا بسبع سنين حرب، وكانت موجودة فوضى فى المجتمع كبيرة، ولكى تعود مرة أخرى سيأخذ هذا وقتا طويلا.

ـ هل معنى كلامك أن حمو بيكا ومجى شطة سيندثروا قريبا؟

بالتأكيد، وإلا الشعب المصرى يبقى فى خطر «ورايح فى داهية».

ــ حدثينا عن تجربتك فى «دى إم سى»؟

تجربة جيدة جدا ومازلت موجودة هناك، ولا أعلم كواليس وقف إطلاق قناة «دى إم سى أخبار» لأننى كنت مكلفة بتدريب عدد من المذيعين وانتهت فترة التدريب ولا أعلم سبب تأخير إطلاق القناة.

وما وجه الاختلاف بين تجربتك في «دى إم سى» عن التجارب السابقة؟

عادة الاختلاف يكون فى الإدارة، فهى المنوطة بنجاح المكان أو فشله، ولكن التلفزيون المصرى له مدرسة خاصة وعريقة فى الإدارة.

وما رأيك فى أداء التلفزيون المصرى بالوقت الحالى؟

بالطبع هو أفضل من زمن مضى، لأن في السبع سنين الماضية شملت الفوضى جميع القطاعات بما فيها التلفزيون، لدرجة أن «كل واحد شاف مذيع طلع على الهواء».

هل قابلتِ صلاح عبد المقصود وزير الإعلام الإخوانى؟

لم يحدث أبدا، أنا قدمت استقالتى قبل أن يأتى وزيرا للإعلام، من وقت تولى مرسى للسلطة كنت أعلم أنه سيأتى بوزير من جماعته، وكنت وقتها التحقت براديو 9090، فلم يحدث أى نوع من أنواع الاحتكاك معه إطلاقا.

كنتِ أثرتى جدلا بسبب وصفك لـ25 يناير بالمؤامرة.. ما تعليقك؟

أنا أسميها أحداث 25 يناير وليست ثورة، وقتها البلد مرت بأزمة وكل واحد قام بتوضيح موقفه ليس إلا، ووقتها تم مهاجمتى بشدة، ولكنى لم أتفرغ للرد للرد على هذه المهاترات لأنى «عفيفة اللسان»، وكان وقتها أى إنسان يقف ضد 25 يناير يشن عليه هجمات وحملات لتشويه صورته وإقصائه من الحياة العامة، ولكنى الحمد لله كنت كفيلة بالحرب وصمدت أمام هؤلاء.

قلتِ أى شىء تؤيده أمريكا «ميجيش من وراه خير».. هل تؤيدى تقاربنا معهم؟

السياسة مصالح، ولكنى أتكلم على مستوى الشعب، ونحن رأينا ضرب الناتو لليبيا والدمار الذى يحدث فى اليمن، أما السياسة والمصالح العليا بين الرؤساء شىء لا يخصنى.

ــ ما رأيك فيما يحدث فى سوريا واليمن؟

أعتقد أن سوريا صامدة، وأتمنى ألا يحدث تقسيم ومصر تعمل ذلك لأن سوريا تعتبر أمنا إقليميا لنا.

ــ رأيك في إعلاميى «التوك شو» الذين يظهرون على الشاشات الآن؟

لا أستطيع تقييم أحدا، ولست فى موضع تقييم لأننى فى النهاية زميلة لهم وليس بوسعى تقييم أحدا، لأن كل واحد له رأيه الشخصى الذى يحتفظ به لنفسه، فلست أنا سناء منصور أو ليلى رستم كى أستطيع تقييم أحد.

ــ لماذا لا تتحدثين عن دور الأسرة فى حياتك؟

لأنها مسألة شخصية، ولكن والدى له أهمية كبيرة فى حياتى وله تأثير كبير جدا، ويعتبر مدرسة خاصة مؤثرة فى مسارى المهنى، ووالدتى متابعة جيدا لى وأدعو لها بوافر الصحة وطول العمر.

ــ حدثينا عن غربتك 18 عاما خارج الوطن؟

تعدد الثقافات أفادنى بشكل كبير، خاصة فى عملى أثناء تغطيتى لبعض المناسبات الدولية للتفلزيون المصرى، وأعتز جدا باللغة العربية ولكنى استخدم اللغة العربية فى محلها وأراها من أجمل اللغات فى العالم.

ــ كنتِ من المؤيدين لعمل المرأة داخل الجيش؟

حبا فى البلد، ورأينا ذلك أثناء العدوان الثلاثى على بورسعيد وفى وقت الحروب، لأن حب البلد يجعل كل واحد يقدم كل ما لديه من أجل البلد، ولكن يجب أن يكون عمل المرأة داخل الجيش مناسبا لطبيعتها كامرأة.

هناك أكثر من لقب أطلق عليكِ «هانم الإذاعة» و«مذيعة العباسية» و«جنرال الإعلام».. حدثينا عن هذه الألقاب؟

الذى أطلق علىّ «مذيعة العباسية» هو صحفى يعيش فى قطر الآن وكان ذلك لاغتيالى معنويا، لأننى كنت أنزل أدعم القوات المسلحة فى وقفات وكان أغلب هذه الوقفات فى العباسية فأطلق علىّ «مذيعة العباسية»، ولست نادمة على أي شىء عملته منذ عام 2011 وأعتز جدا بمواقفى الوطنية، أما «جنرال الإعلام» فأطلقه علىّ رواد «الفيس بوك» لأنى توقعت أحداثا كثيرة وحدث بعد ذلك كما توقعت وهذا اللقب أحبه جدا، أما «هانم الإعلام» فأطلقته علىّ الإعلامية الكبير سلمى الشماع وهذا فخر لى.

ــ هل أخذت المرأة المصرية حقها؟

المرأة المصرية ليست مشكلتها مع الدولة ولكن مع المجتمع الذى يحملها فوق طاقتها، لأن المجتمع عندنا يجعلها لا تتحمل أشياء كثيرة من تربية الأولاد والعمل وغير ذلك.

ــ ماذا عن علاقتنا مع أفريقيا؟

أنا أعتز جدا ببرنامج «أفريقيا» الذى كان يذاع على النيل للأخبار فى 2006، لأنه كان من البرامج المتخصصة بأفريقيا، وكان وقتها هو البرنامج الوحيد المعنى بالشأن الأفريقى، وبسببه هناك أناس كثيرون توجه إلى أفريقيا، والأزمات لا تدوم بين الدول فيما يتعلق بسد النهضة و«مصر بتعرف سياسة جدا»، وتعرف متى تستخدم اللهجة القوية ومتى تستخدم الدبلوماسية الناعمة «ومش قلقانة على مصر»، لأنها تتعامل مع ملفاتها الخارجية بحنكة ووعى.

ــ ما رأيك فى زيارات السيسى الخارجية؟

أنا مؤمنة بأن مصر لا يحكمها أفراد بل تحكمها مؤسسات، وأن هناك ثوابت فى السياسة المصرية، ومصر دولة مؤسسات وهذا ما أنقذ مصر عام 1981، ولو نظرت إلى بعض الدول المجاورة ستجد هناك المؤسسات الرسمية منهارة وهذا تسبب في أضرار كبيرة، وزيارة السيسى لألمانيا مهمة جدا  والمانيا كانت من الدول التي كانت لها نظرة مختلفة تجاه ثورة 30 يونيو بالإضافة إلى أن جزء كبير من الاقتصاد الألماني يملكه عناصر تابعة للتنظيم الدولى للإخوان، ويجب علينا عمل توازنات فى المصالح.

ــ ماذا عن هجوم الكتائب الإلكترونية عليكِ بسبب أنكِ قريبة من صفوت الشريف ــ على حد قولهم ــ؟

أنا ولائى لمصر وأعمل ما يمليه على ضمير لأننى أحب بلدى، ولا يشغلنى ما يقولونه عنى «كل واحد يقول اللى هو عاوزه».

ــ هل أنت متواجدة فى صفحة «أسف يا ريس» المؤيدة لمبارك؟

لا لم أتواجد بها وليس لي بها أية علاقة، وهذا الكلام قديم تم إثارته فى 2011 ونحن الآن فى عام 2018.

ــ حدثينا عن أزمة عمرو سليم؟

ليست أزمة، كل ما حدث أن البعض من مؤيدي 30 يونيو لاموا عليا استضافة عمرو سليم، نظرا اختلافهم فى وجهات النظر السياسية معه، إلا أنني احترمه وهو شخص وطنى واختلافنا فى بعض وجهات النظر لا يعطينى الحق أن أمحى تاريخه وهو شخصية مرموقة. 

ـ هل فعلا والدكِ هو من اكتشف الشيخ الشعراوى؟

نعم عندما كان والدى ملحقا ثقافيا بالجزائر بعد استقلالها، وذهب الشعراوى إلى هناك على رأس بعثة من الأزهر، وكان والدى قد أقام أكبر صرح ثقافى هناك، ورأى الشعراوى وهو يلقى الخطب فأتى به وقدمه إلى الناس ومن هنا بدأت نجومية الشعراوى، وكان هذا قبل أن يتزوج والدى.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً