في عيد ميلاد فيروز.. تفاصيل فتوى الإخوان بتحريم أغانيها.. وكيف اكتسحها "شعبولا" في سوق الكاسيت؟

«كنا نتلاقى من عشية.. نقعد على الجسر العتيق.. وتنزل على السهل الضبابة .. تمحي المدى وتمحي الطريق»

«بهذه الكلمات الرقيقة وغيرها اخترق صوت "فيروز" قلب كل عربي وأذابت الكثير من جليد ألم الحياة الجاثم على عقل وقلب أغلب الناس. تلك المراهقة التي تقف على المسرح لتزرف إحساسًا، تغني للشتاء والقهوة والحبيب والرمل والضباب والجبال والمراكب والهواء والأشجار.. تغني للحياة حتى أصبح عمر الحياة منها 83 عام في صبيحة هذا اليوم»

جميل حليم الرومي على العرب.

«غنت في السادسة من عمرها حتى انتفض جسد حليم الرومي (والد الفنانة ماجدة الرومي) حينما سمعها فقرر أن يقدم للعرب قيثارته التي أدمعت العيون من فرط الرقة في الزمن القاسي، ومن بعدها لحن لها أغنية "تركت قلبي وطاوعت حبك بعام 1950 ، وأغنية "في جو سحر وجمال، وأغنية عاشق الورد»

حين حرمها الإخوان داخل أروقة نقابة المحامين

« بعام 2001 اخترع الإخوان فتوى جديدة في نقابة المحامين هو أن صوتها "يا قدس" قلة أدب وخلاعة وأن غناء أطفال فلسطين أغانيهم "التراثية ما هو إلا (عيب) ولا يجوز..

وكان صاحب براءة هذا الاختراع هو سيف الإسلام حسن البنا الأمين العام لنقابة المحامين وقتها والذي دخل في مشاجرة مع أعضاء لجنة القدس بالنقابة وبدر الطهطاوي وأحد المرشحين لمنصب نقيب محامي القاهرة وقتها، وبدأت الواقعة بطلب عادي تقدم به عدد من المحامين أعضاء لجنة القدس بالنقابة إلى سامح عاشور نقيب المحامين وقتها لإقامة يوم للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية يتخلله عرض فني لفريق الكورال الفلسطيني ويفتتح بأغنية فيروز الشهيرة "يا قدس"... فوافق النقيب على الطلب وأحاله إلى الأمين العام للتنسيق وللتابعة لكنه أبدى اعتراضه على أغنية فيروز ورفض السماح باستضافة أطفال الكورال الفلسطيني وعندما استفسر منه المحامون عن سبب الرفض قال لهم بالحرف الواحد: " لا يمكن السماح بالغناء والرقص في نقابة المحامين.. لأن ذلك يؤذي ويجرح مشاعر الإسلاميين ولكن يمكن أن نستقبل فيروز وكورال فلسطين بالأناشيد الحماسية والإسلامية، صاح فيه المحامون بأن أيام الحراسة القضائية على النقابة كانت أفضل، وأنهم لن يسمحوا للإخوان بفرض الوصاية عليهم، وهنا اشتعل سيف الإسلام غضبًا وغيظًا فصرح فيهم قائلًا: عيب الكلام اللي انتم عايزين تعملوه.. كيف تقيمون حفلًا للرقص والغناء تضامنًا مع فلسطين في حين أن الناس هناك تقتل، اذهبوا واطلبوا فتح باب التطوع للجهاد، وانتهت الجلسة بخناقة دخل فيها الحابل بالنابل بعد تدخل بدر الطهطاوي والذي كان يحاول التقرب للإخوان وقتها فمسك بخناق أحمد حلمي المحامي محاولًا الاعتداء عليه بمعاونة (البودي جارد) الذي كان يرافقه، وقال لزميلة أثناء الخناقة : إنت شهادة وفاتك صدرت.. خلاص انتظر يومك»

شروط لفيروز للغناء بالقاهرة 1999

«خمسة شروط وضعتها جارة القمر فيروز لإحياء إحدى ليالي مهرجان القاهرة الخامس للأغنية المقرر إقامته في الفترة من 20 إلى 28 أغسطس المقبل.

أهمها أن يكون الحفل في مسرح كبير يتسع لأكثر من 40 ألف شخص، وإعداد خطة للدعاية والإعلان عن الحفل ويتم عرضها عليها قبل تنفيذها وتبدأ الدعاية قبل موعد الحفل بأسبوعين، وتتم عبر جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، كما اشترطت فيروز عدم بيع حفلها إلى أية قناة تليفزيونية سواء أرضية أو فضائية، أو تسويقها من خلال شرائط الفيديو كاسيت إلا بعد الرجوع إليها وتحديد قيمة ما تدفعه هذه القنوات أو الشركات نظير تصوير ونقل وتسجيل الحفل، مشيرة إلى أنها لا تقبل أن يباع بسعر زهيد، أما شرط فيروز الرابع فكان حصولها على مليوني جنية كأجر لها ولفرقتها الموسيقية التي يصل عدد أعضائها من العازفين والكورال إلى أكثر من 100 شخص، وأشارت إلى أن هذا الأجر يعد نصف الذي حصلت عليه في حفلها الساهر الذي أقامته للمغتربين العرب في أمريكا، حيث تفاوضت فيه مليونًا وربع المليون دولار، أي ما يقرب من 4 مليون مصري وقتها، وشاهده أكثر من 60 ألف شخص وبلغت قيمة التذكرة الواحدة 350 ألف دولار، واختتمت فيروز شروطها بضرورة وجود أعضاء فرقتها في الفندق نفسه الذي اختير لإقامتها لسرعة استدعائها لهم في البروفات، وتخصيص أتوبيسات مكيفة حديثة لتنقلاتهم، إضافة إلى سيارة فارهة لزيارة المناطق الأثرية والسياحية المصرية، خاصة أن فيروز تعشق الغناء في المواقع الأثرية»

حرب العراق ودورها في اكتساح شعبولا لكاسيت فيروز

«في بداية الألفينات حيث حرب العراق أثرت حالة الحرب على الشباب، فاتجه الشباب بالأغلبية إلى ترك الأغاني العاطفية والرومانسية جانبًا والاتجاه للأغاني الوطنية التي تحس على الحماس وتعبر عن الواقع المؤسف الذين وقعوا فيه، وفي هذا الوقت صرح شوقي حسين موزع الكاسيت بمدينة نصر بأن انخفاضًا في المبيعات قد ظهر للعيان بسبب الحرب ضد العراق، ومعظم الشباب اتجه لشراء الشرائط الوطنية وكانت أغنية "يا قدس" لفيروز من أكثر الأغنيات التي اشتراها الشباب ولكن ألبوم" الضرب في العراق" قد وجد طريقه إلى الصعود في المبيعات حتى تفوق على أغنية "يا قدس" لفيروز، وهما ما استغربه الكثير من الموزعين»