قد تسمع من وقت لآخر عن حوادث تسمم تقع في محافظة البحر الأحمر، إثر تناول وجبة لحوم مسممة، هو بالفعل كارثة جديدة تنضم لمسلسل الإهمال التي تشهده المديريات البيطرية في مصر، والتي تؤثر على الثروة الحيوانية وصحة الإنسان، فما بين نقص أعداد الأطباء البيطريين وكثرة الأعمال الملقاة على كاهلهم وبين القرارات بعدم تعيين أطباء بيطرين جدد، تظهر العديد من التجاوزات المتكررة.
"أهل مصر" علم من مصادره بالكارثة، التي كشفت الستار عن كارثة جديدة، بعد الحصول على مستند يؤكد تكليف مديرية الطب البيطري والموارد البشرية بمحافظة البحر الأحمر لمعاون حاصل على مؤهل دبلوم زراعة مصرح له بالكشف على الذبائح فى مجزر الحصن. هذا المستند الذي يظهر مخالفة جسيمة في قانون مزاولة المهنة، ويكشف منظومة الفساد في الطب البيطرى بالبحر الأحمر؛ لأنها تهدد صحة الإنسان بشكل مباشر.
في البداية حاولنا التواصل مع أحد المسئولين في مديرية الطب البيطري بمحافظة البحر الأحمر، ولكن دون جدوى، فقمنا بالتواصل مع أحد أعضاء نقابة البيطرين لسؤاله عن صحة هذا المستند ورأيه فيه.
يقول الطبيب البيطري علي سعد علي، الأمين العام المساعد لنقابة أطباء بيطريين مصر، إن هذا التصريح لا يضر بالطب البيطرى فقط، بل يضر بصحة المواطنين أيضا، قائلا: "أنا أقدم نداء إلى معالى وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت، ومعالى اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، ونائب وزير الزراعة الدكتورة منى محرز، ورئيس الإدارة المركزية للصحة العامة".
وأضاف علي، في حديثه لـ"أهل مصر"، أنه إذا كان هذا التكليف لخريج الدبلوم بالكشف على المذبوحات جاء بسبب عدم وجود أطباء بيطريين، فلماذا لم يطلب المسئولون من نائب الوزير تعيين أطباء بيطريين؟ موضحا أن الوزيرة صرحت أكثر من مرة بعدم وجود نقص في الأطباء البيطريين، لافتا إلى أن التقارير التي تصل إليها تؤكد ذلك.
ومن جانبه يقول الطبيب البيطري رمضان باري: ربما يكون الطبيب المسئول عن تعيين المعاون مخطئا إداريا، ولكن لا يجب أن نفسر ذلك بأنه يحصل في المقابل على شيكات على بياض، موضحا أن من يحتك بالعمل التنفيذي يعرف أن هذا الإجراء، وإن كان يتم فهو خطأ لا شك فيه، ومن السهل أن يتكرر بحسن نية وزيادة ثقة، وقبل هذا الوقت كان يحدث هذا الأمر في تصاريح نقل الدواجن، ولكن تم تداركها بعد أن تم تزويرها والتلاعب بها في بعض المحافظات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
