أكد السيد الشريف، وكيل أول مجلس النواب، حرص مصر الشديد على تعزيز العلاقات مع الصين، التزاما بدعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وسعيًا للاستفادة من التجربة الصينية فى شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وتعزيز التواصل بين الشعبين.
جاء ذلك فى كلمته بالدورة الثانية لمؤتمر "الحوار بين الحزب الشيوعى الصينى وأحزاب الدول العربية"، والتى جاءت بعنوان: "تعزيز تبادل النظرية والحوار وزيادة التعاون بين الصين ومصر بواسطة العلاقات الحزبية"، مؤكدًا أن إجتماع اليوم يأتى إيمانا منا بأن تعزيز العلاقات بين أحزابنا هو ضرورة للتعاون بين الشعوب والحكومات، خاصة بعد أن أثبت التاريخ الحديث أن الأحزاب السياسية دائما ما تأخذ زمام التنمية لمواجهة مشاكل وتحديات الشعوب، وهو الأمر الذى أثبته تمسك الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب العربية بالحوار والتشاور للتوصل إلى توافق عام فى الأفكار والرؤى المشتركة.
وأضاف الشريف:"ارتبطت الأمتان الصينية والعربية، بطريق الحرير الذى أرسى دعائم السلام والانفتاح والتسامح كقيم سائدة للتعاون بين الجانبين، وتجسدت فى مبادرة الحزام والطريق التى طرحها الرئيس "تشى جين بينج"، والتى تقوم على إعادة مشروع طريق الحرير، الذى تعد مصر شريكا حضاريا وتاريخيا فيه، الأمر الذى يجعلنا نجدد تأييدنا الكامل لهذه المبادرة، لما تمثله من أهمية فى بناء المشروعات التى يتطلع الجانبان إلى تنفيذها، كذلك مذكرات التفاهم بين حكومتى البلدين والتى تهدف إلى تعزيز التعاون فى شتى المجالات ولاسيما قطاع البنية التحتية، وكل ما يتعلق بالمنطقة الإقتصادية لقناه السويس وإنشاء العاصمة الإدارية الجديد، مما يعكس حرص الجانب الصينى على دعم التوجه الجاد للحكومة المصرية فى تحقيق نمو اقتصادى متسارع، من خلال تبنى برنامج إصلاح إقتصادى غير مسبوق يسعى لتحقيق التنمية الشاملة، بالتوازى مع تنفيذ مشروعات كبرى كالطرق والأنفاق واستكشافات حقول الغاز الطبيعى، والتوسع فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجدده، وجميعها مشروعاتجاذبه للاستثمارات نتطلع إلى دعم الجانب الصينى فى تنفيذها".
وتابع: إن اهتمام الصين على تطوير وتعزيز العلاقات مع إفريقيا حتى أصبحت أكبر شريك إقتصادى لها، ويعكس حكمتها فى مواجهة تحديات دول العالم فى مسيرتها نحو التنمية، ويدفعنا من جديد للتأكيد على ضرورة إرساء أسس النفع المتبادل لكلا الطرفين فى الشراكة بينهما، وبما يمكن الصين من الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى كبوابة لأفريقيا والمنطقة العربية وممرا للعالم عبر تعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع دول الاتحاد الأوربى والكوميسا والدول العربية للوصول لأسواق استهلاكية تماثل حجم السوق الصينى فى أوروبا وآسيا وأفريقيا، فضلا عن الاستثمار المباشر للانتفاع بالمزايا التى تقدمها منطقة قناه السويس والمناطق الصناعية الجديد.
وواصل حديثه:"لقد بذلت مصر جهودًا حثيثه فى الفترة الماضية، لإعادة بناء دولتها واقتصادها، فى محاولة لاستعادة دورها بالمنطقة، ولاسيما بعدما شهدته المنطقة العربية من أزمات كادت تعصف باستقراراها، وفى سبيل دعم الجهود المصرية، فإننا فى حاجة إلى مساندة أصدقائنا فى الصين، والتى لا شك تسعى لاستقرار المنطقة وترسيخ السلام بما يخدم شعوبنا والإنسانية.
وأشار وكيل مجلس النواب، إلى أن الحزب الشيوعى الصينى، نجح فى الاستفادة من ثقافة وحضارة وتاريخ الأمة الصينية، وتقديم تجربة نموذجية فريدة يحتذى بها فى الحكم الرشيد، ما جعل تلك التجربة منارة لجميع الأحزاب، التى ترغب فى قيادة مجتماعاتها نحو التنمية، وله إنجازات أيضا فى محاربة الفساد ومحو الفقر ومواجهة التلوث، وتحقيق نقله نوعيه فى مستوى معيشه الشعب الصينى، وعليه فإن الاستمرار فى تطوير الأنظمة الداخلية لأحزابنا السياسية أصبح أمرًا حتمًا لا غنى عنه، بحيث تتطور إلى أحزاب ذات برامج تتسم بالكفاءة والتأثير على المستوى الوطنى.