قرر مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب مساء أمس الخميس، إقالة المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني لفريق كرة القدم الأول، وذلك عقب النتائج المخيبة وخسارة بطولتين في عشرة أيام فقط، حيث خسر نهائي دوري أبطال أفريقيا على ملعب رادس أمام نادي الترجي الرياضي التونسي، ثم تم إقصائه من دور الستة عشر في البطولة العربية للأندية الأبطال على يد نادي الوصل الإماراتي.
وتم إبلاغ باتريس كارتيرون بنبأ إقالته عن طريق خالد الدرندلي عضو مجلس إدارة الأهلي، حيث اجتمع به هو وليندمان مدرب الأحمال وأخبرهما بقرار مجلس الإدارة بالتخلي عن خدماتهما، والأخيران تقبلا القرار ولم يناقشا الأمر مع الدرندلي، كما أوضح الدرندلي في تصريحات تليفزيونية عقب قرار الإقالة أنه تم تعيين محمد يوسف مدرب مؤقت وسيد عبدالحفيظ قائم بأعمال الكرة، وسيتم تعيين مدير فني جديد للفريق في غضون عشرة أيام.
فهل كانت إقالة باتريس كارتيرون قرارا صحيحا من مجلس إدارة الأهلي، وهل ستكون إقالة الفرنسي بداية ثورة التصحيح في القلعة الحمراء من أجل العودة لحصد البطولات كما عادة النادي الأهلي، أم أنه مجرد كبش فداء لكتم أفواه الجماهير الغاضبة، هذا ما سيستعرضه لكم " أهل مصر " في السطور القادمة.
يعاني مجلس إدارة النادي الأهلي من تخبط واضح في اتخاذ القرارات، فبعدما انتشرت تسريبات من داخل النادي أنه تمت إقالة باتريس كارتيرون بالفعل من الإدارة الفنية لفريق كرة القدم، عقب خسارة نهائي دوري أبطال إفريقيا، تم التراجع في القرار وتجددت الثقة في الفرنسي، لتعود الأخبار تتداول بأن مباراة الوصل في البطولة العربية هي الفرصة الأخيرة لكارتيرون، إما الصعود أو الرحيل، وهنا تأتي المشكلة بالنسبة لبعض الجماهير الأهلاوية، فكيف لبطولة من المعروف للجميع أنها ودية أن تحدد مصير مدرب فريق بحجم النادي الأهلي، فكان من الأولى إقالته بعد الخسارة من الترجي التونسي، وفي هذه الفترة يكون قد تم التعاقد مع مدير فني جديد حتى يكون أمامه الفرصة للتأقلم مع الفريق، فبما أن كارتيرون في كل الأحوال لن يكمل في القيادة الفنية فكان من باب أولى أن يتم الاستغناء عنه مبكرا استغلالا للوقت الضيق الذي لا يتحمل أي تأخير.
وبالرغم من أن قرار إقالة كارتيرون كان خاطئا، ليس في القرار نفسه وإنما في التوقيت، إلا أن جماهير القلعة الحمراء تتمنى أن يكون هذا القرار هو بداية لثورة التصحيح والإصلاح في النادي الأهلي، وإنقاذ الفريق من موسم كارثي محتمل إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، فمشكلة الأهلي لا تتمثل في رحيل مدرب وحسب، لكن تتمثل أيضا في مجلس الإدارة الذي لم يُبرم تعاقدات في الانتقالات الصيفية تليق باسم الأهلي وتم الاعتماد على لاعبين شباب من فرق الدرجة الثانية والثالثة، بالإضافة لسوء وضع الفريق الذي يعاني من كم كبير من الإصابات نتيجة تواجد جهاز طبي ومدرب أحمال ليسا على مستوى متميز، وتواجد عدة لاعبين لا تستحق أن ترتدي القميص الأحمر ليس لعيبا فيها وإنما لقلة إمكانياتها، حتى اللاعبين الأساسيين الذين يعتبرون أعمدة الفريق فشل مجلس الإدارة بقيادة الخطيب في إدارة ملفات تجديد عقودهم بداية من عبدالله السعيد مرورا بأحمد فتحي وانتهاءا بمؤمن زكريا الآن.
ومن الجلي للجميع أن مجرد إقالة المدرب ليس هو ما سيعيد النادي الأهلي على الطريق الصحيح، ولكن ما هو إلا خطوة أولى تحتاج للبناء عليها، ففريق كرة القدم بالنادي الأهلي يحتاج لإعادة بناء سواء على صعيد الجهاز الفني بما يشمله من جهاز طبي ومدرب أحمال ومدير كرة، وعلى صعيد اللاعبين التي يحتاجها الفريق في الفترة المقبلة للتدعيم، والتخلي عن الكثير من المتواجدين حاليا والذين لم يستفد منهم الأهلي في أي شئ منذ قدومهم، ومنهم الذي يقضي سنوات داخل جدران التتش كموظف، فهل يعود أسطورة الأحمر محمود الخطيب من رحلته العلاجية لقيادة ثورة الإصلاح في النادي على كل الأصعدة، أم أنه اتخذ قرار إقالة كارتيرون في لحظة غضب، واعتبره كبش فداء يُخرس به أفواه جماهير الأهلي الساخطة في كل مكان بشكل مؤقت حتى تهدأ الأوضاع، ويستمر الأهلي في هذه الدوامة لا ندري إلى متى؟