يسعى برنامج الإصلاح الاقتصادى إلى استحواذ جزء كبير جدا من اهتمامات الحكومة فى المرحلة الحالية؛ نظراً للمعوقات التى تواجه الاستثمار والاقتصاد معاً خلال هذه المرحلة، وتبدأ وزارة قطاع الأعمال العام في حصر ممتلكاتها التى تتمثل فى الشركات التابعة له، ومن أهمها شركة "المكس والنصر للملاحات" التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية.
فى ذات السياق قال أحمد حشيش، استشارى هندسى بشركات قطاع الأعمال العام، فى صريح خاص لـ"أهل مصر"، إن شركة الملاحات المصرية تعتبر ضمن أكبر الكيانات فى الشرق الأوسط، وباتت فى حاجة ملحة إلى تحديث وتطوير؛ وذلك نظرًا لتقادم الآلات واحتمال تعرضها للتوقف عن العمل، وفى هذه الحالة سنضطر لاستيراد الملح.
وأضاف حشيش، فى تصريحاته، أن شركتي المكس والنصر للملاحات، واللتان تستحوذان على 75% من إنتاج الملح فى مصر، لديها ضعف في الصادرات العام الحالي.
معقبا: أن شركة المكس تختص في إنتاج واستخراج الأملاح الخام وجميع مشتقاتها وصناعتها وتكريرها وتخزينها وتوزيعها وتصديرها، وتعد أكبر شركة في صناعة الملح في الشرق الأوسط ويمتد تاريخها إلى أكثر من 200 عام، وهي الآن مهددة بعدم الاستمرار.
وتابع: على الرغم من تعرضها لعديد من الأزمات التي تهدد بتشريد حوالي 4500 عامل في الإسكندرية وبورسعيد؛ بسبب تعنت الحكومة والمحافظين من تجديد رخصة كل منهما؛ وذلك لوجود خلافات مالية مع الوحدات بالمحافظتين، إلا أنها استطاعت مؤخرا عقد استغلال ملاحة المكس بالإسكندرية لمدة 15 عاما، وتمتلك الشركة الآن عددا كبيرا من سيور شحن البضائع بطاقة 7000 طن يوميا بميناء الدخيلة و بورسعيد، لافتا إلى أنها وقعت خلال السنوات الأخيرة عدة بروتوكولات تعاون مع مستثمرين أجانب لاستخلاص أملاح البوتاسيوم والماغنسيوم من المحلول المر، وأهمهم مستثمرون صينيون، ورغم ذلك تستمر خسائرها.
وتابع حيش: أما شركة النصر للملاحات، إحدى شركات القابضة الكيماوية، فتصل طاقتها الإنتاجية إلى ١.٢ مليون طن سنويا، كما أن ملاحات الشركة تغطى جميع أنحاء الجمهورية، وتصدر عن طريق ميناء العريش إلى دول فى أوروبا وسوريا ولبنان، ولكن الشركة تعاني من مديونيتها للبنوك، والتي تصل إلي أكثر من 3 مليارات جنيه؛ وذلك لعدة أسبابـ أهمها أن الشركة تعاني من وجود مخزون خام، ويصعب تسويقه لعدم وجود خطة تسويق ناجحة، بالإضافة إلي طول فترات انتظار السيارات عند عدايات قناة السويس، والتي من المتوقع أن تحل بعد افتتاح إنفاق قناة السويس، حيث تقوم الشركة باستخدام المحلول المر من ملاحات سبيكة في شمال سيناء.
وأكد عادل خليل رئيس القطاع المالى لشركة الماكس للملاحات فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"أن دمج شركتي المكس والنصر للملاحات بهدف التطوير واستغلال الأصول ومبادلة الديون لم يحدث حتى الآن، ويبقى الحال على ما هو عليه.
وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للملاحة لا تزيد على 1.1 مليون طن سنويا حتى الآن، وهذه مؤشرات تدعو للخوف على مستقبل الشركة.